تابعوا ڤوغ العربية

أبناء عمرو دياب… نشأةٌ تحت أضواء الشُهرة

كنزي ترتدي سترة من MISBHV، مع تي شيرت وليغينغز خاصين بها، وتنورة من ديور. عبد الله يرتدي سترة من يونيفورم إكسبرمنت، وكنزة من كينزو، وبنطلون من بربري. جنى ترتدي فستاناً من غوتشي على موقع matchesfashion.com، وتنتعل حذاء طويل الساق خاص بها. بعدسة جيانلوكا سانتورو لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

من السهل أن نقلل من قيمة نجاح أبناء المشاهير ونعزو ذلك إلى المحسوبية وشهرة آبائهم، ولكننا لن نتمكن هذه المرّة من إغفال هذا الجمهور العريض الذي يتابع أبناء الفنان المصري الغني عن التعريف عمرو دياب، وهم: عبد الله وكنزي وجنى، على انستقرام والذين يبلغ عددهم أكثر من 250 ألف متابع – فليس هذا سوى دليل على أن هؤلاء الأبناء الثلاثة تمكنوا من النجاح بعيداً عن والدهم. وإذا كنتم تظنون أن مرحلة المراهقة ليست فترة وردية كلها، فلا شك أن العيش في ظل أب ناجح ويتمتع بشهرة واسعة يأتي أيضاً بضغوط ولا يخلو من تبعات إضافية. ولكن التوأمين عبد الله وكنزي، وهما في الثامنة عشرة من عمريهما، وشقيقتهما جنى التي بلغت السادة عشرة سنة، رغم كونهم في مرحلة المراهقة، يتميزون بالتواضع الجمّ ولا يحبون العيش في جلباب أبيهم. فقد تعلم الأبناء الذين ولدوا في القاهرة وانتقلوا للإقامة في لندن منذ سبع سنوات، سواء من والدهم أو من والدتهم زينة، أن عليهم أن يشقوا طريقهم بأيديهم. ولكن كيف هي حياة من ترعرع في كنف أشهر النجوم؟ سؤال يجيب عنه الأشقاء الثلاثة.

عبد الله يرتدي سترة من علامة أكني، وكنزة من ڤالنتينو، على موقع matchesfashion.com، وبنطلوناً خاصاً به، وجورباً من نايكي، وينتعل حذاءً من أكسيل أريغاتو. بعدسة جيانلوكا سانتورو لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

عبد الله

’’كنا نواجه ضغوطاً أكبر بسبب نجاح والدي خلال سنوات إقامتنا في مصر، فالناس يتعاملون معنا بأسلوب مختلف بسبب شهرته. ولكني لا أعاني ذلك بالدرجة نفسها في بريطانيا، فليس للأمر أهمية هنا. وخلال نشأتي، لم أستمع مطلقاً إلى أغاني والدي، ولكن انتقالي للإقامة في لندن جعلني أقدّر أكثر أغانيه. ولم نكن نشعر بالضغوط الكثيرة التي سببتها شهرته، ربمالأننا كنا حينها صغاراً للغاية. ولا زلت أتمنى أن أجعل والديّ فخورين بي وأن أريهما قدراتي. فأنا عاشق للموسيقى وأخطط لاقتحام هذا المجال – ولكني أحب في البداية أن أمتلك شركة تسجيلات خاصة بي.

بالنسبة إلى والديّ، فهما يدعمانني دائماً. وقد منحاني أفضل حياة. ورغم أن والدي يعيش في الخارج، إلا أننا على تواصل دائم ولا يكف عن إسدائي نصائحه الرائعة.

علاقتي طيبة بشقيقتيّ. فنحن متفاهمون، ولكننا مثل جميع الأشقاء نتعارك أحياناً. ولا يمكنني قول إنني وشقيقتي التوأم كنزي لا نفترق، ولكننا قريبان من بعضنا للغاية، ولأن جنى قريبة من عُمرنا، فنحن نتفاهم جميعاً بسهولة. وما أحبه أكثر في شقيقتيّ أننا بجانب كوننا أشقاء، نعد أيضاً أصدقاء. حسناً، ربما معظم الوقت…‘‘.

كنزي ترتدي كنزة بقلنسوة من أوف وايت، تنورة من بالنسياغا على موقع mytheresa.com، وتنتعل حذاءً من ألكسندر مكوين. بعدسة جيانلوكا سانتورو لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

كنزي

’’لا أشعر أن نجاح والدي أثّر على حياتي اليومية –ولكنه جعلني أرغب في العمل بجد على أمل تحقيق أحلامي. وأحس بالامتنان لأن نجاحه جعلني تحت الأضواء– لذا فمن السهل أن أعبّر عن آرائي التي آمل أن تحقق تغييراً إيجابياً، إلى جانب الجمعية الخيرية ’باس أون هوب‘، على سبيل المثال، التي أسسناها أنا وعبد الله لتوفيرأدوات كرة القدم ومعداتها إلى الأطفال في مصر والأردن، بعدما غادرنا مصر أثناء الثورة. فكلانا مؤمن بفكرة رد الجميل للمجتمع. ونفهم جيداً مدى عشق أهل وطننا لكرة القدم، وقد رأينا الأطفال وهم يبحثون عن أي وسيلة للعب، سواء في ركل الكرات في ملاعب الكرة أو تمرير علب المشروبات الغازية بأقدامهم في الشوارع. وهدفنا تحسين حياة الطلاب الأقل حظاً على المستوى العاطفي والبدني عبر تقديم وسيلة صغيرة للهرب من واقعهم.

أما عن والدي، فرغم أنني مؤمنة تماماً بموهبته كمغني وموسيقي، إلا أنني كنت صغيرة للغاية عندما عشت في مصر فلم أدرك حينها أنني كنت أحيا تحت الأضواء. أذكر أنني عندما كنت أذهب لمشاهدة مباريات كرة القدم مع عبد الله ووالدي كنت أرى صورنا خلال المباراة منشورة على المواقع، ولكني لم أكن أبالي بالمصورين. ورغم ذلك، من أحب الذكريات إلى نفسي، هي تلك الليلة التي صعدت فيها على خشبة المسرح مع عبد الله للاحتفال بعيد ميلادنا وغنى لنا الجمهور.

نشأتي شبيهة بنشأة أمي. فهي سعودية عاشت في لبنان وسويسرا – وتشعر مثلي، بانجذاب تجاه العالمين العربي والأوروبي، وكأننا نقف عند ملتقى مجرين لنهر واحد.

أستعد للتخصص في علم الأنثروبولوجيا ودراسات الجندر في الجامعة. فأنا أهوى دراسة الثقافات والمعتقدات المختلفة، لأنني أنا نفسي ابنة تراثاً مزدوجاً. وأرغب في التركيز على النساء العربيات وإسهاماتهن خصوصاً أن ثمة تقصيراً في تمثيلهن، في الإعلام الغربي والعربي على السواء. وإذا كانت الشابات لا يجدن ما يمثلهن في الإعلام، إذاً فالأمر كما تقول الممثلة يارا شهيدي: ’’لأن نجاحهن استثناء وفشلهن هو المتوقع‘‘.

يقدّم والداي لي كل الدعم في أي مسار أختاره، وخاصة إذا كان متعلقاً بالأنشطة التي تهدف إلى تغيير المجتمع. أما فيما يتعلق بشقيقيّ، فرغم أننا نحيا معاً منذ ولادتنا، إلا أنني وعبد الله أقرب للأصدقاء منه للأشقاء. وأنا قريبة جداً من جنى لأننا ننام في غرفة واحدة، ورغم ذلك أشعر بتأثُّر شديد لأن هذا الوضع سيتغير ما إن ألتحق بالجامعة! أكثر ما أحبه في شقيقيّ؟ حقيقة أنني أستطيع أن أرتدي ما شئت من ملابس جنى وأن عبد الله يجعلني أبدو إلى جواره ابنة صالحة‘‘.

جنى ترتدي سترة وبنطلوناً سميكاً من بوبي أبلي. بعدسة جيانلوكا سانتورو لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

جنى

’’لا أذكر أن مصوري الباباراتزي كانوا مصدر إزعاج لنا أثناء نشأتنا، ولكن والديّ لم يرغبا أبداً في أن أكون محطاً للأنظار. فلم يريدا لشهرة والدي أن تنال من شخصيتي. فتعرضي لضغوط لكي أبدو بمظهر معين يمكن أن يؤثر على حكمي الصائب على الأمور ويدفعني إلى السعي للحصول على مزيد من الاهتمام. ولكن مشاهدتي لتفاني والدي، وعمله الجاد، وموهبته أثّرت إيجابيّاً على شخصيتي. فموسيقى والدي هي التي صنعت ذكريات طفولتي. وكمغنية ناشئة، أستمع إليها عندما أؤلف أغنياتي. وتلهمني تسجيلاته الغنائية مثلما تلهم الآخرين. وكلانا يحترم عمل الآخر. وهو يسمح لي بأن أتواجد معه في جلسات تسجيل أغانيه عندما يزور لندن. وهذا يمنحني ثقة أكبر وشعوراً بالراحة وسط أجواء استديوهات التسجيل.

’’موسيقى والدي هي التي صنعت ذكريات طفولتي‘‘

وبرغم أنني لا أغني بالعربية إلا أن هويتي العربية هي صفة أعتز بها. فقد عشت في مصر عشر سنوات. وهناك يعيش معظم أفراد عائلتي، لذا أحس بمشاعر الأمان على أرضها. ولكن لندن مختلفة في هذا الأمر، وقد علمتني أن أعتمد على نفسي أكثر، وهو ما جعلني أكثر نضجاً. لذا فموسيقاي تتجه إلى مسار آخر مختلف كل الاختلاف عن والدي – إنها مختلفة من ناحية الأسلوب كما تستهدف ثقافة أخرى.

أحب والديّ، وأحظى بدعم كبير منهما. وتجيد أمي بناء علاقات وثيقة بين الأشقاء. فنحن متقاربون في العمر لذا فمن السهل أن نتواصل معاً. وأشعر بالامتنان نحو شقيقتي لأنها دائماً ما تسدي لي نصائح جيدة، أما أخي… حسناً، إذا كانت طباعه محل نقاش، إلا أنه يتمتع بروح المرح والدعابة‘‘.

كنزي ترتدي تي شيرت من MISBHV، وبنطلوناً من 3 بارادايس. جنى ترتدي تي شيرت من MISBHV، بنطلون قطنّياً من أشلي ويليامز وتنتعل حذاء من ألكسندر مكوين، مع قبّعة خاصّة بها. بعدسة جيانلوكا سانتورو لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

 نشر هذا اللقاء في عدد شهر فبراير 2018 من ڤوغ العربيّة

بقلم: أليكسندرا غوفيا
تصوير: جيانلوكا سانتورو
تنسيق: آينا لاكفيتش
تصفيف الشعر: بابلو كيومن
مكياج: أنيتي سالينيكا
مساعد التصوير: كاي سيم نارين
مساعدا تنسيق الأزياء: جان غروشوفسكي وباولينا زيك

نجمة الغلاف إيرينا شايك تتحدّث العربيّة… نوعاً ما!

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع