تابعوا ڤوغ العربية

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تشارك في مهرجان البندقية السينمائي بأحدث أفلامها التي صوّرتها في المملكة

هيفاء المنصور وداكوتا فانينغ في مهرجان البندقية السينمائي. الصورة: Getty

رغم أن قصة أحدث أفلام هيفاء المنصور تدور في الرياض خلال الثمانينيات، إلا أن بدايته الحقيقية قد تعود لأبعد قليلاً من تلك الفترة في وطنها. وتشارك هذه المخرجة السعودية -التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه عام 2012 كأول امرأة سعودية تعمل في مجال الإخراج السينمائي بفيلمها وجدة الذي حصل على جوائز عالمية- بأحدث أفلامها الروائية القصيرة بعنوان ابنة مغنية الأفراح في مهرجان البندقية السينمائي، والذي عُرض مساء يوم الأحد الماضي. ويمثل ابنة مغنية الأفراح أحدث فيلم تنتجه دار الأزياء الإيطالية ميو ميو ضمن سلسلتها من الأفلام القصيرة التي تروي قصص النساء، والتي أطلقتها عام 2011.

وكانت الدار قد كلفت مجموعة مختارة من المخرجات بصناعة أفلام تستكشف جوانب كبرياء المرأة وأنوثتها خلال القرن الحادي والعشرين، وأسفر ذلك عن إنتاج أفلام لأبرز المخرجات من بينهن كلوي سيڤينيي، وآڤا دوڤيرناي، وزوي كاساڤيتيس. وقد عرض فيلم هيفاء بالتزامن مع فيلم هالو أبارتمينت الذي يُعد أول تجربة للنجمة داكوتا فانينغ في مجال الإخراج، ومعاً يمثلان المشروعين رقم 15 و16 ضمن الإبداعات التي تدعمها ميو ميو.

لقطة من فيلم “ابنة مغنية الأفراح” للمخرجة هيفاء المنصور. الصورة بإذن من ميو ميو

وتدور أحداث هذا الفيلم حول حفل زفاف يقام في السعودية، وطن المخرجة، خلال حقبة الثمانينيات، حيث تتجمع جماعة من النساء للاحتفال، مرتديات أجمل فساتين وأحذية السهرة البراقة. ولكن الكهرباء تنقطع فجأة أثناء غناء مطربة الحفل فتحاول ابنتها بكل وسيلة حفظ ماء وجهها. وعن هذا الفيلم تقول هيفاء: “في رأيي، تمثل الفتاة الصغيرة المستقبل. وهذا المستقبل يعتمد على هؤلاء الغرباء”. وتلعب نجمة الغناء السعودية الشابة روتانا طرابزوني دور البطولة إلى جانب مشاركتها في تأليف موسيقى الفيلم مع الفنان ذا رييل ساتا.

ويعود سبب اختيار هيفاء لحفل الزفاف ليكون محوراً لأحداث فيلمها الجديد إلى أن “الأفراح هي المرآة الحقيقية للمجتمع في السعودية” على حد قولها في بيان لها، مضيفةً: “أردت أن أروي قصة هؤلاء البشر، وتسجيل هذه العاطفة”. ويشكل مشروع ميو ميو أهمية كبيرة للمخرجة السعودية التي ذكرت: “من المهم للغاية أن تروي النساء قصصهن. وأحياناً يصعب ذلك”.

وليست تلك المرة الأولى التي تُصور فيها المخرجة إبداعاتها في المملكة، فقد ركزت قصة فيلمها وجدة على فتاة سعودية تحلم بامتلاك دراجة هوائية. وكان هذا الفيلم الروائي الطويل ضمن الترشيحات الأولية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في أهم محفل سينمائي على مستوى العالم. وقد أخرجت هيفاء أيضاً، المقيمة حالياً في لوس أنجليس، فيلم ماري شيلي عام 2017، والذي قامت ببطولته، بالمصادفة، شقيقة زميلتها ضمن مشروع قصص النساء، إيل فانينغ. أما فيلمها القادم المرشح المثالي فسيكون أول فيلم يدعمه المجلس السعودي للأفلام الذي تم تأسيسه مؤخراً، وسيتم تصوير الفيلم في الرياض هذا الشهر.

ويروي هذا الفيلم قصة طبيبة شابة لديها طموحات سياسية في مجتمع يهيمن عليه الذكور، ولكنها تتقدم بطلب الترشح للانتخابات البلدية أثناء قيام والدها بجولة موسيقية بعيداً في أنحاء البلاد. ويشارك في إنتاج هذا الفيلم شركةُ المنصور للإنتاج في السعودية ورجلا الأعمال غيرهارد مايكسنر ورومان بول، مؤسسا شركة رازور للإنتاج السينمائي في برلين (التي أنتجت أيضا فيلم وجدة الناجح).

هيفاء المنصور

وترى هيفاء أن تجربتها في المرشح المثالي ستكون مختلفة كثيراً عن تجربتها في فيلم وجدة. وقالت المخرجة في حوار لها مع وكالة فرانس برس الشهر الماضي: “عندما بدأت إخراج الأفلام –وكنت قد بدأت هذا المجال عام 2005 بعرض فيلمي الأول القصير– لم يكن الناس يهتمون بالسينما في السعودية. ولكن السعودية تغيرت. ومن الرائع أن أكون جزءاً من تطور مجال السينما في البلاد”. وتعتبر هيفاء تصوير فيلم في بلدها أمراً قريباً من قلبها، فقد ذكرت في حوارها: “إن صناعة الأفلام هناك في غاية الأهمية، ولا سيما وأن السعودية تدعم الآن الأفلام وتسمح بافتتاح قاعات للسينما”.

اِقرئي الآن: أنجلينا جولي تدافع عن اللاجئين السوريين في مقالٍ مؤثّرٍ

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع