تابعوا ڤوغ العربية

ياسمين صبري بحضورها الصاخب على صفحات عدد شهر سبتمبر

ياسمين صبري بعدسة مان، وتنسيق كلير كاروثرس. لصالح عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة.

تتحدّث ياسمين صبري باتزان وواقعية. صوتها الهادئ لا يعكس ما يوحيه مظهرها، وهو أنها امرأة قوية ذات حضور صاخب وطاغٍ بجمالها وأنوثتها والشغب المتلألئ في عينيها
نشر هذا اللقاء للمرّة الأولى داخل عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

لا يمكن تجاهل جمال ياسمين صبري. لا يمكن أن نتجاوزه لنقول إنّ هذا الجمال لم يؤثر في الفرص التي سُنحت أو لم تُسنح لممثلة لم تعطِ بعد كل ما لديها. هي نفسها كشفت في أحاديث عن بداياتها أنها خططت للمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر كي تستطيع اقتحام الوسطين الإعلامي والفني. لا نقول إن الجمال جواز سفر إلى النجاح، بل على العكس، قد يؤدي الجمال، خصوصاً إذا كان يضجّ بالأنوثة مثل جمال هند رستم أو صوفيا لورين أو مونيكا بلوتشي، إلى حصر الممثلة في أطر أدوار معيّنة، ويكون عليها إثبات أنّ موهبتها تتجاوز جمالها. تعلّق ياسمين على هذا الموضوع قائلة «ليس عيباً أن تكون السيدة جميلة وأن تهتمّ بجمالها، هذا الأمر لا يجعلها أقل ذكاءً أو أقل اجتهاداً وقدرة على العطاء. البعض يظنون أن طريق الفتاة الجميلة إلى الهدف المهني أسهل أو أقصر، وهذا الأمر لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة. الكلام عن الجمال لا يهمّني أبداً ولا أفكر فيه، كما لا أشعر بأن الجمال نقمة، والأهم أنني لا أنظر إلى المرآة لأقول لنفسي: نعم أنا جميلة. أقدّر كلمات الإطراء لكنني لا أتوقف عندها». لكن ياسمين تعترف بأن الأدوار التي تعرض عليها هي أدوار الفتاة الجميلة التي «كسرت قلب حبيبها. ولا يعرض عليّ دور الفتاة المخدوعة أو الضحية». ثم تضيف بثقة: «الآن تغيّرت الأمور، وأصبحت قادرة على فرض الإطار الذي أريده. إذا أردت أن أغيّر الاتجاه الذي أسلكه من خلال أدواري يمكنني الآن أن أملي هذا التغيير. يمكنني أن أقول للمنتج إنني أريد هذا الدور أو ذاك. كنت في البداية مضطرة لاختيار الدور الأفضل بين الأدوار التي تعرض عليّ. الآن يمكنني أن أملي القالب الذي سيُنبى دوري على أساسه».

هذه الثقة بقوة الحضور نلمسها في كلام ياسمين في الآونة الأخيرة، فقد نالت رضا الجمهور وحققت شهرة تتجاوز شهرة غيرها من أصحاب الأدوار القليلة. «ثمة ما أسمّيه قبولاً، أن يقبل المتفرّج بحضور الممثلة ويتأثر به، أن يحزن عندما تؤدي مشهداً حزيناً. هو رضا عن الحضور بعناصره المختلفة، وهذا الرضا هو الإنجاز الأهم، هو بصمة الممثلة». ماذا عن الموهبة؟ وهل حرّكت الموهبة الرغبة في التمثيل عند ياسمين؟ «في مرحلة مبكرة من حياتي لم أعرف تحديد ما أسعى إليه. لكنني شعرت بحاجة إلى الاختلاف، إلى الابتعاد عن الخط المرسوم الذي نُجرّ إليه، فنمضي في طريق لم نختره. هذا الإحساس دفعني إلى البحث عن نفسي، ويجب أن أعترف بأنه كان يخنقني أحياناً. ثم وجدتُني أمثّل بقلبي وروحي، أشعر بكل جملة أردّدها عند أداء أيّ من أدواري». 

ياسمين صبري بعدسة مان، وتنسيق كلير كاروثرس. لصالح عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة.

تردّد ياسمين أنها لا تعرف أن تكون سوى نفسها. نذكّرها بأن كلامها عن الوسط الفني كان أشد براءة في البداية. فتعلّق: «قال لي الأستاذ الراحل محمود عبد العزيز (الذي أدت إلى جانبه أول أدوارها في مسلسل “جبل الحلال”) إن العمل في الوسط الفني صعب ولم أفهم كلامه تماماً إلى أن اكتشفت معنى هذه الصعوبة. الثرثرة تجعلني أبتعد عن أي جلسة خارج إطار المشاهد التي أصوّرها. أركّز على عملي، وعندما ينتهي أمشي. لا أسعى إلى بناء علاقات اجتماعية، بل أنا حريصة على خصوصيتي. ما يساعدني هو أنني أعيش حياة هادئة في مدينتي الإسكندرية. وأيّ كلمة غير دقيقة عني أو أيّ شائعة تجعلني أشدّ تمسّكاً ببساطة حياتي. فأنا أعشق الجلوس في البيت لأقرأ أو أطهو. يشعرني خبز قوالب الحلوى بالراحة، كما أمارس الرياضة في شكل يومي، وأزور البحر الذي أعتبره علاجي ومرآة روحي. لا أستطيع تحمّل الصخب. جعلتني الأضواء أقدّر معنى الحياة البسيطة وأستمتع بها، فأصبح للخصوصية معنى أعمق في حياتي وأصبحت الحرية أجمل». 

«جعلتني الأضواء أقدّر معنى الحياة البسيطة وأستمتع بها، فأصبح للخصوصية معنى أعمق في حياتي وأصبحت الحرية أجمل»

لم تتغير بساطة حياة ياسمين لكن الشهرة فرضت عليها مسؤولية دراسة الكلمات التي تنطق بها والانتباه إلى دلالات تصرّفاتها. «كل كلمة أنطق بها سيتم تحليل معناها وغالباً بسوء نية. لكنني الآن في مرحلة عدم التعليق، فليقولوا ما يريدون أن يقولوه. الشهرة تجعلني أشد حرصاًعلى تطوير نفسي. أنا اليوم أفضل مما كنت عليه البارحة. معظم الأيام أسأل نفسي عمّا قمت به ليكون غدي أفضل». 

حرصاً على التواصل الصادق مع الجمهور تشرف ياسمين على صفحتها على إنستقرام والتي كما تصفها «تعكس صورتها. أسيطر على وسائل التواصل ولا أسمح لها بالسيطرة عليّ. أعرف متى يجب أن أضع الحدود أو أغيب، ومتى يجب أن أْعود. هذا هو عصر الشهرة الجديدة، ومنصّات التواصل الاجتماعي وسيلة راسخة وحقيقية وإيجابية، ولا يمكن تجاهلها بل هي جزء لا يتجزأ من المستقبل». 

ياسمين صبري بعدسة مان، وتنسيق كلير كاروثرس. لصالح عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة.

شاركت ياسمين صبري أخيراً في فيلم «الديزل» إلى جانب النجم محمد رمضان من خلال دور يختلف عن دوريها السينمائيين السابقين في الفيلمين الكوميديين «جحيم في الهند» و«ليلة هنا وسرور» اللذين جمعاها بالممثل محمد إمام وحصدا نجاحاً جماهيرياً. «هو فيلم جريمة وتشويق، كما أنّ فئة أفلام محمد رمضان تختلف عن فئة الفيلمين الكوميديين اللذين قدمتهما مع محمد إمام، وتستقطب جمهوراً مختلفاً. وأنا لا أؤدي فيه دور البنت اللطيفة بل دور امرأة أكبر مني سنّاً وصاحبة شخصية حادة ومعقّدة. أحداث الفيلم أكثر تعقيداً من أحداث الفيلمين السابقين».

 ما زالت ياسمين في البداية. شهرتها سبقتها والأفلام التي شاركت فيها لا تلبّي طموحها السينمائي. «أحب أن أقدّم أفلاماً مقتبسة من روايات إحسان عبد القدوس، وقصصاً تستند إلى الواقع. لكن هل يريد الجمهور أن يتفرّج على قصة حب أو كفاح أو على مشاهد مضحكة وهو يأكل الفوشار قبل أن يسارع إلى مغادرة السينما؟ أرى أن ما يهمّ هو تقديم فيلم يعجب الجمهور ويبسطه. كما أنني صادقة مع نفسي والآخرين، ولن أقدّم فيلماً أسعد به وحدي. ذائقة الجمهور تتغيّر وعدم مجاراتها يعني الفشل وهروب المنتجين الذين يريدون استرجاع ما أنفقوه على الفيلم ولن يقبلوا بالخسارة المادية». 

ياسمين صبري بعدسة مان، وتنسيق كلير كاروثرس. لصالح عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة.

طالما تحدّثت ياسمين صبري عن حلمها الهوليوودي. «أحلم بالعمل حيث صناعة السينما متطوّرة، وحيث التجهيز للفيلم يبدأ قبل أشهر أو أعوام من تصويره بدلاً من توقيع العقد مع المعنيين ثم بدء التصوير في اليوم التالي مباشرة. هو نظام مختلف تماماً عن نظام هوليوود الشرق التي هي “عالم ثالث” في نهاية الأمر».

تعتبر ياسمين دورها في مسلسل «طريقي» الأقرب إلى قلبها، وانطلاقاً من واقع نجاحها تناقش دورها التلفزيوني في عمل درامي يفترض عرضه في رمضان المقبل. «أسعى إلى تقديم دور سيدة عادية يغيّر حياتها حدث ما ويعيش الجمهور تأثير هذا الحدث في حياتها». أما الدور السينمائي النموذجي الذي تطمح إلى أدائه فهو دور يسرد سيرة امرأة ما زالت على قيد الحياة، «تخبرني قصتها وأنا أؤديها. ولا ينبغي أن تكون سيدة مشهورة، بل يمكن تقديم أعمق الأفلام من قصص الناس العاديين». 

ياسمين صبري بعدسة مان، وتنسيق كلير كاروثرس. لصالح عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة.

بعض هذه القصص مآسٍ تعرّفت ياسمين إلى تفاصيلها من خلال دورها كسفيرة حملة «أنت الأهم». «ثمة سيدات دخلن السجن لأنهن لم يستطعن دفع مبلغ يساوي 5 دولارات. وثمة من تزوجن في سن الطفولة. ضمن أنشطة الحملة زرنا مدارس واستمعنا إلى كلام تلميذاتها عن أحلامهن والمستقبل. عندما يستمعن إلى النصائح من امرأة مشهورة يعتبرنها نموذجاً للنجاح يمكن أن يتطلعن إليه ويحاولن تقليده. أعتبر نفسي نسوية. أريد أن أحكي قصص النساء المصريات المكافحات. أريد أن تعرف الفلاحة حقوقها، لأجلها في الحاضر والمستقبل لأنّ ابنتها الطفلة ستعيش في الظلام نفسه إذا لم تدرك أهمية أن تعرف حقوقها وألا تقبل بأن يعنّفها زوجها أو أي شخص آخر». 

النجمةُ المحجبةُ نيلام حكيم تغيِّر وجه عالم موسيقى الراب

تصوير: مان
تنسيق: كلير كاروثرس
المكياج وتصفيف الشعر: مانويل لوسادا من وكالة آرن فامتوري
مساعدة تنسيق الأزياء دانيكا زيفموفيتش
مساعد التصوير أبوزد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع