تابعوا ڤوغ العربية

الممثلة السعودية عائشة هارت هي النجمة التي تحتاجها هوليوود.. وإليكِ الأسباب

 عائشة هارت ترتدي بذلة من برونيلو كوتشينيلي؛ مع توب من سنسبل؛ وتنتعل حذاء من غوتشي؛ وتتزين بساعة وقلادة وسوار (في كل الإطلالات) من مقتنياتها الخاصة. بعدسة فيليب سيندين على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربية.

“لم يناسبني أي من الخيارات المتاحة”، هكذا وصفت الممثلة عائشة هارت طفولتها. وُلِدَت عائشة لأمٍّ إنجليزية وأبٍ سعودي، ما جعل مظهرها الغريب ببشرتها الداكنة يميّزها عمن سواها في المدرسة بمقاطعة سُري في إنجلترا، ولكن بطريقة سلبية. وعن ذلك تقول: “كنت واحدة من بين بضع فتيات لسن من صاحبات البشرة البيضاء، وهو أمرٌ لم أفكر به إلى أن نبهني إليه الأطفال الآخرون. ولم ترغب الفتيات باللعب معي مطلقاً أو السماح لي بالانخراط في ألعابهن، لذا كنت أجلس وحيدة وحسب في معظم الأوقات. وفي ذاك الوقت، اعتبرتُ أن الأمر يتعلق بعيبٍ في شخصيتي، ولكني الآن أدرك أنهن كنَّ أطفالاً فحسب”.

وعلى الأرجح، يشعر أولئك الأطفال بالندم على ما فعلوه الآن، حيث ستصبح هارت اسماً معروفاً في أوساط هوليوود. فهذا الخريف، ستلعب هذه النجمة دورَ بولير في الفيلم الدرامي كوليت الذي يتناول السيرةَ الذاتية [لشخصية كوليت]، إلى جانب الممثلة كيرا نايتلي والممثل دومينيك ويست؛ وستقوم عائشة أيضاً بدور ميريام شيفرد، وهي مصاصة دماء تبلغ من العمر 2000 سنة في المسلسل التلفزيوني المقتبس عن الرواية الخيالية اكتشاف الساحرات التي صدرت في ثلاثة أجزاء.

وهذان الدوران المختلفان عن بعضهما البعض تماماً يلقيان الضوء ليس فقط على تعدد إمكانات هارت وحسب، بل وأيضاً على قوة شخصيتها – فقد أصبحت شخصيتها المتفردة ورفضها الانصياع للمعايير السائدة أقوى خصالها. حسناً، ذلك إلى جانب حاجبيها اللذين تُحسد عليهما. تقول هارت، مدركةً سخرية الأقدار: “الأمر غريب”، وتضيف: “فالأشياء التي كانت تجعلني شخصية غريبة ودخيلة هي الآن ما يثير اهتمام الآخرين الكبير بي”.

كافحت هارت، التي نشأت في المملكة العربية السعودية إلى أن عاد والداها إلى إنجلترا عندما كانت في الثالثة من عمرها، لتشعر بالانتماء. لدى التحاقها بالمدرسة، عرَّفتها إحدى المعلمات إلى الصف. توضح بلكنتها الإنجليزية الرقيقة بالقول: “فجأةً، كان بوسعي أن أصبح شخصاً آخر، وذلك أنقذني”، وتردف: “قيل لي أخيراً إنني بارعة في شيءٍ ما، في وقتٍ كنتُ أُقاسي فيه على الصعيد العلمي. التحاقي بمدرسة الفنون الدرامية كان أول إشارةٍ لي بأنَّ الحلم يمكن أن يصبح حقيقةً”.

عائشة هارت ترتدي كنزة صوفية وفستاناً بشكل قميص من كونولي. بعدسة فيليب سيندين على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

وبعد دراسة الأدب الإنجليزي في كلية الملك بلندن، التحقت هارت بمدرسة الفنون الدرامية في سن الثانية والعشرين. وبعدها بعامٍ واحدٍ، حصلت على أول دورٍ رئيسيٍّ لها في الفيلم المستقل الشرف (2014)، إلى جانب الفنان الحاصل على الجوائز بادي كونسيدين. وبعد مضي سبعة أعوامٍ على ذلك -أدت خلالها العديد من الأدوار على خشبة المسرح وفي الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، منها المسرحية السياسية مخاطر مهنية، وفيلم الرعب الجن الذي تم تصويره في دبي، والمسلسل البريطاني الحائز على الجوائز لاين أوف ديوتي- أصبح اسمها معروفاً للجميع.

أيضاً فيما يخصُّ الأزياء والموضة، فقد تطورت أناقتها بكل تأكيد. وقد وصلت إلى جلسة التصوير متألقة بطقم بسيط مؤلف من بنطلون جينز وصدرية، وشعرها محلول، ووجهها خالٍ من المكياج. إنها تشعُّ بجمالٍ طبيعي، مع سمت النجمات ذلك الذي يصعب تعريفه، وإما أن تتحلي به أو لا.

ويحدوها الحماس للتغييرات التي يشهدها مسقط رأس والدها، وعن ذلك تقول: “أثناء إقامتنا في السعودية، عانت والدتي صعوبة بالغة من عدم قدرتها على قيادة السيارة. كانت عقبة حقيقية تعرقل القيام بمهام الحياة اليومية. ومع عدم توفر ممرات خاصة للمشاة أو وسائل نقل عامة آمنة، كان القيام بمهام تبدو بسيطة مثل الذهاب إلى المتاجر يعني انتظار السائق، أو انتظار عودة أبي إلى المنزل ليصطحبنا معه”.

عائشة هارت ترتدي سترة من برونيلو كوتشينيلي؛ مع توب من كونولي؛ وبنطلون جينز من ليڤايس؛ وتنتعل حذاء من غوتشي. بعدسة فيليب سيندين على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

وبوصفها مناصرة للحركة النسوية، فهي شغوفة بالقدر ذاته تجاه رؤية 2030 في المملكة، وقضية التفاوت في الأجور بين الجنسين، والتمييز في صناعة الترفيه، وعن ذلك توضح الممثلة البالغة من العمر ثلاثين عاماً والواعية سياسياً: “هذا ما جذبني إلى [شخصية] كوليت“، وتضيف: “ويأتي إطلاق الفيلم في وقتٍ مناسبٍ للغاية، ففي نهاية المطاف هي قصة نضوج امرأة تمسك بزمام أمور حياتها المهنية”. ويروي فيلم السيرة الذاتية هذا قصة الكاتبة الرائدة سيدوني غابرييل كوليت (تلعب دورها كيرا نايتلي) التي تكتب رواياتٍ باسم زوجها (يلعب دوره دومينيك ويست). وعندما تكتب كوليت راويةً قريبة من سيرتها الذاتية تدور حول فتاة ريفية ذكية وجريئة تدعى كلودين، فإنها تحقق نجاحاً باهراً – ويُعزى كل ذلك النجاح إلى زوجها. تقول هارت: “يبرز موضوع المرأة كأديبة في جوهر السرد الفني لهذا الفيلم، ولا شك أن احتفاءه بسيطرة النساء لن يُفقد الجمهور العصري و’الواعي‘ استمتاعه بهذا العمل”.

وتلعب عائشة دور بولير، وهي ممثلة ومغنية فرنسية ذات أصول جزائرية اشتهرت بخصرها النحيل الذي كان يبلغ قياسه 40 سنتيمتراً، وبمظهرها العجيب. وفي هذا النص المسرحي المقتبس من رواية كلودين، تلعب بولير دور البطولة وتصعد سريعاً سلم الشهرة. وتتحدث عنها عائشة بحماس قائلةً: “كانت شخصية رائعة تستحق البحث. فهي تهرب في طفولتها من الجزائر إلى باريس، ورغم أنها غريبة عن المدينة، تشق طريقها في مهنتها من الصفر. فتبدأ أولاً في الغناء في المقاهي، لتصبح لاحقاً إحدى الشخصيات الشهيرة في عصرها ونجمة في بدايات السينما”.

عائشة هارت ترتدي قميصاً وبذلة من بول سميث. بعدسة فيليب سيندين على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

وقد أثار مشاركتها كيرا نايتلي، النجمة التي نالت العديد من الجوائز، بطولة هذا العمل الخوف في نفسها، ولكن عائشة استفادت من هذه التجربة في صقل مواهبها التمثيلية. تقول: “من الممتع للغاية العمل معها. فهي لطيفة للغاية وشديدة التواضع. وعندما تعملين مع نجمة تتمتع بهذا الكم من الخبرة، فإن أفضل شيء تفعلينه هو مراقبتها والتعلم منها. ولقد أعجبت بالطريقة التي تتصرف بها في موقع التصوير، فبوسعها أن توازن بمثالية بين الاحتراف ودماثة الخلق”.

وإذا كان فيلم كوليت سيرتقي بمسيرة هارت، فإن مسلسل اكتشاف الساحرات سيدفع بها إلى دائرة الأضواء. وتقول عائشة بهدوء شديد، يبدو معه بجلاء أنها لا تدرك ما الذي يمكن أن يحققه هذا الدور في مسيرتها الفنية: “المعجبون بالكتاب في غاية التشوق لعرضه. وأرى أنه من النوع الجذاب جماهيرياً وسيلمس مشاعرهم. إنه شعور مثير”.

ومع كل هذا النجاح الذي ينتظرها، يسعى والدا عائشة إلى الحفاظ على توازنها. ورغم أنها لم تحقق حلمهما في العمل في مجال المحاماة –فقد كانت هارت في سبيلها لدارسة القانون قبل أن تتحول إلى اللغة الإنجليزية– إلا أنهما يدعمان مسيرتها، وعلى أهبّة الاستعداد لمد يد العون إليها كي يجنباها مخاطر الشهرة. تضحك عائشة من هذه الفكرة وتقول: “لا أرى أنها ستمثل مشكلة. فعائلتي وأغلب أصدقائي لا يعملون في هذا المجال. لذا من السهل أن أحافظ على ارتباطي بالواقع”. ومع نزعتها اللطيفة نحو التواضع، يبدو على الأرجح أنها لن تكون بطلة لتلك القصص التي تُحكى عن المشاهير كعبرة؛ لأنها في الواقع، لا تطمع في بلوغ شهرة هائلة. تقول: “بالطبع أتمنى النجاح، فأنا شخصية طموحة للغاية، ولكني أقدر أيضاً الإحساس بأن الناس تجهل من أنتِ وأن بوسعكِ الاندماج في المجتمع والحياة اليومية. وأعتقد أنه من الصعب للغاية لي كممثلة أن أجسّد شخصيات حقيقية عندما لا يكون لديّ المقدرة على الحياة في عالم الواقع. وهنالك العديد من الممثلين الكبار الذين احتفظوا بحياتهم الخاصة وشخصياتهم العادية رغم نجاحهم. وأنا أحترم ذلك”.

عائشة هارت ترتدي معطفاً من بربري؛ وكنزة من كونولي؛ وبنطلون جينز من ليڤايس؛ وتنتعل حذاءً طويل الساق من بول سميث. بعدسة فيليب سيندين على صفحات عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

ومع تنامي شهرة أي فنانة تتزايد المسؤوليات والضغوط التي تتعرض لها بسبب مكانتها كنموذج يحتذى به، وهو أمر لا تنظر إليه عائشة باستخفاف. وتوضح قائلةً: “لكونكِ امرأة في هذه الوظيفة التي أعمل بها، تتحولين تلقائياً إلى قدوة بطريقة ما، شئتِ أم أبيتِ. لذا فأنا حذرة تجاه الأمور التي أدعمها والرسالة التي أعلن عنها. وفي عالم الانستقرام وصور السيلفي، أتمنى أن أقدم للنساء الشابات شيئاً أكثر من الجمال، وأن أبيّن لهن أن القوة تأتي عن طريق خارج نطاق نظرة الرجال. وأفضّل أن أقدم لهن شيئاً وثيق الصلة بهن بدلاً من شيء يصعب تحقيقه”.

وتضع النجمة في خطتها، خلال الخمس سنوات المقبلة، العمل مع الجيل الجديد من الموهوبين والملهمين وتقول: “أود أن ألعب أدواراً تتحداني إبداعياً كممثلة ونفسياً كإنسانة. وأتطلع إلى الاشتراك في أعمال تقول شيئاً وتحمل معنى أكثر من مجرد الترفيه. وأتمنى أن أكون جزءاً من صناعة تتمتع بالوعي الذاتي، والمساواة، والتسامح، والشمولية، وتروى قصص البلاد المُستَعْمَرة وليس قصص المُستعمرين فقط”.

اقرئي الآن: النجمةُ المحجبةُ نيلام حكيم تغيِّر وجه عالم موسيقى الراب

تصوير: فيليب سيندن
تنسيق الأزياء: ديڤيد نولان
تصفيف الشعر: مايكي أوغورمان
المكياج: ميشيل داسيلو من وكالة كارين
تم التصوير بنادي تشيس في لندن

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع