تابعوا ڤوغ العربية

6 سيّدات يساهمن في إثراء المشهد الثقافي في بيروت

تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

الحركة الثقافية في أي مدينة لا تنفصل عن نبض الحياة فيها. في ”بيت بيروت“ التقينا سيدات يدفعهن الشغف والالتزام والإرادة إلى الكفاح لإثراء المشهد الثقافي، كلّ منهن في مجالها. شهادات هؤلاء المبدعات تتبع تحوّلات الحياة الثقافيّة في بيروت.

نشر هذا المقال في عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

ميا حبيس ترتدي قميص وتنورة من لارا خوري، وعقد من نارينيه. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

ميا حبيس
راقصة ومديرة «مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر»

«أُغرمت بأسطورة الرقص المعاصر رودولف نورييف في سنّ صغيرة. رقصت الباليه منذ كنت في الثالثة، وبقيت مواظبة على الرقص خلال أعوام الدراسة المدرسية. في الجامعة درست الأدب الفرنسي والتسويق والإعلان، لكن شغفي دفعني إلى أن أصبح راقصة محترفة. وعندما التقيت مصمّم الرقص عمر راجح وانضممت إلى فرقة «مقامات»، فهمت معنى الاحتراف في مجالنا. الرقص التزام، هو عمل جاد وشاق. حين أرقص أشعر بأن جسدي وعقلي توحدا ليؤكدا وجودي في هذا العالم. كما أنّ تصميم مشهد راقص يمكن أن يعرض رسالة أو يطرح موضوع العلاقة بين الجسد والعالم. نحن عبر الرقص نعبّر عن فكرة وليس فقط عن إحساس. والرقص في بلد مثل لبنان يمكن أن يكون سلاحاً لبث الوعي بقضية ما، للمقاومة ولطرح الأسئلة، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانفتاح، وأن يسمح بتأكيد وجودنا.
عندما أسس عمر راجح «مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر» (بايبود) عام 2004، وهو مهرجان الرقص الوحيد في لبنان، انطلق الحدث محدوداً ثم كبر مع جمهوره ليستقطب الآلاف الآن. هدفنا إلى أن نخلق مشهداً للرقص المعاصر ليس في لبنان فحسب لكن أيضاً في منطقتنا. ونحن نتواصل مع محيطنا العربي، عبر تنظيم «ملتقى ليمون» الذي انطلق من خلاله راقصين من لبنان والعالم العربي.
ليس سهلاً تنظيم مهرجان من هذا النوع في لبنان حيث يغيب أي دعم رسمي. هو كفاح سنوي أعيشه مع فريق عمل المهرجان كراقصة وكمديرة «بايبود». لكن الدعم الأهم هو دعم الجمهور، وحقيقة أننا نجحنا في تأسيس مهرجان ”صنع في لبنان“ لكنه عالمي يزوره كل دورة راقصون ومدراء من أهم مسارح العالم وينتظره كثر في أبريل.
المهرجان يمنحنا الأمل ويغني الحياة الثقافية والفنية في بلدنا. أنا كبرت هنا، عشت في فرنسا خلال عشرة أعوام، لكنني عدت إلى حيث اخترت أن أبني حياتي وبيتي وحيث يجب أن أؤدي دوري، وهذا ما أسعى إلى القيام به».

لميا جريج بفستان من ربيع كيروز، وقلادتين من نارنييه، وخاتم من داس. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

لميا جريج
فنانة ومؤسسة مشاركة لمركز بيروت للفن

«علاقتي بالفن علاقة شغف، نمت في سنّ مبكرة. أرى الفن مجالاً للتعبير السياسي ومساحة للمساءلة. عشت الحرب الأهلية اللبنانية تجربةً فردية وجماعية دفعتني إلى الاستفهام عن التاريخ وآليات عمل الذاكرة واستكشاف أشكال السرد. كان صعباً في منتصف التسعينيات، حين بدأت إبداع الأعمال الفنية والأفلام، أن أتجاهل الحرب. شعرت بأن التفكير في كل ما حدث حاجة بل مسؤولية. وكنت قد تأثرت بفنانين كثر مما قبل النهضة إلى المرحلة المعاصرة، واخترت التعبير بالفيديو والصوت والرسم والتصوير والنحت. أعمال التجهيز التي أنجزها تضمّ عناصر مختلفة من وسائل التعبير هذه. واليوم برغم البعد الزمني عن الحدث إلا أن الحرب لا تزال حاضرة، ولا تزال أعمالي الفنية تعكس حضورها بطرق وأشكال غير مباشرة.
عندما بدأت مع ساندرا داغر التخطيط لافتتاح مركز بيروت للفن هدفنا إلى ملء فراغ في المدينة سببه غياب مساحة غير تجارية للفن المعاصر. سعينا إلى إيجاد منصّة للعرض والتحاور تقدّم خلال العام برنامجاً فنياً جدياً وتشكّل مكاناً أساسياً للفنانين ومحبي الفن، وأيضاً للزوار غير المطلعين على الفن المعاصر. كما سعينا إلى أن يسمح هذا المكان للفنانين الصاعدين والمكرّسين بتجريب إنتاج وعرض أعمال فنية جديدة. مركز بيروت للفن أدى وما زال يؤدي هذا الدور برغم تغيّر المشهد الفني في المدينة وبرغم أن مساحات أخرى للفن المعاصر فتحت أبوابها. ولأننا كنا الرواد حين انطلقنا في بيروت والمنطقة تبدلت النظرة إلينا من مكان للتجريب إلى مؤسسة ثابتة. ولأننا نؤمن بأن هذا المركز يجب أن يتجاوز رؤيتينا كمديرتين مؤسِّستين، قررنا الانسحاب من إدارته بعد خمسة أعوام مع البقاء في مجلس الإدارة ودعوة مدراء آخرين للعمل وفق رؤيتهم الفنية. نعي تماماً حاجة هذه المؤسسة إلى مراجعة دورها ومهمتها في هذه المدينة.
الحركة الثقافية في لبنان نشيطة، فالبلد مركز للفنون في المنطقة، لكن يصعب جذب شريحة كبرى من المجتمع إلى متابعة الأنشطة الفنية الثقافية. ونحن نحاول أن نصل إلى جماعات لا تطلع بانتظام على الإبداعات الفنية، لكن هذه المهمة تتجاوز قدراتنا كمؤسسة. ما يحزنني في هذه المرحلة هو شعوري بأننا نفقد لطف العيش في بيروت التي طالما ألهمتني. أصبحت عدائية وصاخبة، كما تغيّرت معالمها إلى حد أننا ما عدنا نعرفها. لا يحرّكني الحنين لكن ما الذي بقي أو سيبقى من تراث المدينة المعماري؟».

زينة الخليل بفستان من ربيع كيروز، وقلادة من نارنييه. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

زينة الخليل
فنانة وكاتبة

«ليست حاجتي إلى التعبير حالة داخلية، بل تمليها عليّ قوة خارجية، فأتحوّل وعاء. أتلقّى. أعمالي الفنية في هذه المرحلة تدفعني إلى إنجازها الرغبة في تحويل الألم إلى حب، إلى تعاطف وتسامح. أريد أن أنجز مهمتي هنا، في لبنان. لم يكفني أن أكون فنانة ناجحة في نيويورك حيث كنت قد افتتحت صالة عرض فنية.
انتقلت إلى لبنان عام 1994، بعد أعوام قليلة على انتهاء الحرب. كنت في الثامنة عشرة. نضجت مع بيروت، كانت المدينة تولد من جديد وأنا كنت أتحوّل امرأةً. كنت أراقب آلام وطن وأواجه آلامي الشخصية. احتجت إلى أن أثبت وجودي في فوضى بيروت ما بعد الحرب والتأكيد على المساحة التي أشغلها كفنانة. لذا تمحور عملي في تلك المرحلة على تأكيد دوري، كالمعرض الذي نظّمته وضمّ أعمال 21 فنانة لبنانية. ثم مع الوقت تغيّر البلد وتغيرتُ. خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 وجدتُني أكتب. لا أعرف كيف أطلقت المدوّنة التي تابعتها أهم وسائل الإعلام العالمية وتحوّل محتواها إلى كتاب Beirut I Love You. كتبت كأنني أصل عبر الكلمات إلى مكان لا أعرفه. ثم حدث التحوّل الجديد بعد عودتي إلى منزل عائلتي في جنوب لبنان، في حاصبيا، والذي كان خلال أعوام الاحتلال الإسرائيلي معتقلاً تقام بين جدرانه أبشع حفلات التعذيب. رأيت آثار ما كان يحدث، فصوّرتُ، ووثقتُ. أمضيت وقتاً في هذا البيت، كأنه حدّثني. بدأت أرسم وبعد أسابيع، تطوّرت في مسيرتي مرحلةٌ فنية جديدة. قررت أن أبتكر فناً شافياً، يقود الناس إلى الحب. مهما بدا الأمر ساذجاً هذا ما أردته وما أقوم به الآن. أصبحت أعمالي الفنية تركّز على أهمية الشفاء عبر بلسمة الجروح بدلاً من تبادل الاتهامات. والفن يؤدي الدور الذي تعجز السياسة عن أدائه. الفن يبتكر مساحة للحوار بين الناس. هذا ما هدف إليه معرض «الكارثة المقدّسة، شفاء لبنان» الذي أطلقته العام الماضي في متحف الذاكرة في بيروت (بيت بيروت حيث تمّت جلسة التصوير) وسمح لزواره خلال أربعين يوماً بعرض قصصهم. أؤمن بأهمية تبادل القصص، وهو ما أطبّقه عبر دوري “كزميلة” في محادثات تيد Ted Talks، من خلال هذه الشبكة أتواصل مع جمهور من العالم كلّه. أيضاً من خلال عملي في الهند، أتواصل مع جمعيات غير ربحية تعمل لأجل السلام والمصالحة وتطوير الوعي الإنساني. الهدف هو مساعدة الإنسانية، عبر العمل على تزكية التعاطف والترقّي بالضمير الإنساني والمحافظة على تقنيات الشفاء القديمة».

هانية مروة بفستان من ربيع كيروز، وقرطين من نارنييه. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

هانية مروة
مؤسِّسة ومديرة سينما «ميتروبوليس»

«لم تتسنَّ لي مشاهدة أفلام كبار السينمائيين العالميين إلا خلال سنوات الدراسة الجامعية. وربما هذا التأخر في التعرّف إلى أفلام أثرت تأثيراً عميقاً في نفسي وأفكاري ونظرتي الى الأمور، هو ما دفعني إلى تأسيس سينما متروبوليس وفتح المجال أمام الجيل اليافع لكي يكتشف سينما المؤلف- وهي في نظري الأقرب الى القلب والخيال وعمق المعنى من أي سينما تنتج بمنطق استهلاكي أو تجاري. هذا الجيل الصاعد هو جمهور الغد، الذي سيطالب بسينما أشد جدية وأصدق تعبيراً عن واقعنا الخاص والعام.
تبلور مشروع متروبوليس نتيجة حاجة لمستُها عند الجمهور اللبناني الى الانفتاح على السينما العالمية خارج إطار المهرجانات. بدأ المشروع جزءاً من مؤسسة «بيروت دي سي» ثم استقلّ ليصبح وحدة متكاملة ويهدف الى ردم الهوة بين النتاج اللبناني والعربي والعالمي المستقل، والجمهور المتعطش الى أفلام غير تجارية. تطوّرت مهمة متروبوليس مع تطور الإنتاج المحلي والاقليمي وتحوّل السوق العربية للأفلام، وظهور الـ vod وغيرها من المنّصات والقرصنة والرقابة وتطور ذوق الجمهور… وهي تحولات إيجابية في معظمها (خصوصاً في ما يتعلق بازدياد الانتاج وعدد المهرجانات وتنوعها وتوسع جمهورها). هذه التحوّلات أدت الى تعديل أهداف جمعية متروبوليس واتساع نشاطها ليغطي أربعة محاور: برمجة الافلام والمهرجانات، والأنشطة المخصصة للجمهور اليافع والعمل مع المدارس الخاصة والعامة، وورش العمل والندوات التي تهدف الى دعم وتعزيز النتاج السينمائي اللبناني والعربي وتشجيع التعاون بين السينمائيين العرب، وأخيراً مشروع «سينماتيك بيروت» الذي يهدف الي المحافظة على الارث السينمائي اللبناني وأرشفة ذاكرتنا السينمائية.
كل ما نقوم به هو فعل مقاومة ضد الواقع والنسيان ومنطق السوق وتعميم طريقة واحدة في النظر الى الأمور ومن أجل الدفاع عن حق الاختلاف. لا بد من بعض العناد من اجل الاستمرار في هذا المشروع الذي يسير عكس التيار. لكنه عناد جماعي يتشارك فيه كل مخرج ومنتج وموزع مستقلّ وكل مهرجان يصارع للاستمرار بالرغم من شُحّ الامكانيات المادية وتعثّر شروط العمل، وكل مؤسسة ثقافية تسعى الى دعم وتطوير ونشر المواهب العربية بالرغم من الصعوبات.
ما يشجع على الاستمرار هو جودة وكمّ الإنتاج اللبناني والعربي الذي فرض نفسه منذ ما يقارب العشرة أعوام على المهرجانات الدولية الكبيرة، كما فرض احترامه على النقاد العالميين، ووجوده في الصالات التجارية التي ينجذب إليها جمهور واسع للسينما البديلة.
ربما تكون متروبوليس ساهمت في تثبيت دور هذه السينما في لبنان وشجعت على خلق وتوسيع دائرة جمهور هذه الأفلام لأننا أول من راهن على عرض أفلام غير تجارية وأخرى وثائقية وتجريبية. وربما هذا الرهان هو سبب استمرار متروبوليس خلال الأعوام الاثني عشر الماضية».

رانية معلم بمعطف من ربيع كيروز، وفستان من نادين منيمنة، وسوار من نارنييه. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

رانية معلّم
مديرة في دار الساقي للنشر

تعلّمت الكثير من عملي مديرة تحرير في دار الساقي للنشر والتوزيع منذ عام 2007. تعلمت الدقة، وأهمية الرؤية الواضحة في الحكم على الأمور. الدقة متعبة لكنها مطلوبة في عملنا المليء بالفخاخ. كما اكتشفت أنني مجتهدة، وأنني أتحمّل الصعاب وأكافحها وأعمل على تطوير نفسي. وبرغم أنني مضطرة لقراءة ما لا ينشر أتلذّذ بمتعة البحث عن التحفة الأدبية وقراءتها، وأتوق إلى متعة اكتشاف الأعمال الجميلة. أعشق أن أقرأ نصاً يذهلني وأجّهزه للنشر. هدف الأدب هو الإمتاع بالدرجة الأولى، ثم الحثّ على التفكير وإعادة النظر في العالم. لكن ليست كلّ الأعمال المطبوعة قادرة على أن تعكس حقيقة ما يجري في المجتمعات التي صدرت منها. أعطي مثالاً الأدب الذي ينشر عن سوريا، والذي برأيي لا يعكس المشهد السوري الأصلي. لكن هذه الأعمال تفتح نوافذ على البلاد التي تشكّل مسارحها. في شكل عام النصوص المكتوبة “بدم” كاتبها أو كاتبتها أصبحت قليلة. كثر يكتبون للناشر الأجنبي أي بهدف أن تترجم كتبهم. وعمر الكتاب الآن قصير لأن كمّ الإصدارات هائل.
يفترض أن تؤدي دار النشر دوراً كبيراً في حياة المدينة وفي محيطها. لكن التوقعات منها أصبحت محدودة بإصدار الكتب، وهو دور مهم من دون شك، دور غربلة الأعمال المبدَعة واختيار ما سينشر منها وما سيترجم والتعريف بالكتّاب. لقد أصبحت دور النشر مشغولة بهمّ البقاء، تريد أن تستمرّ. الصعاب كثيرة لكن الأحلام ما زالت موجودة. كم سعدنا في دار الساقي بإطلاق ورش كتابة الرواية، وبتنفيذ فكرة «لقيت كتاباً»، أن نرمي كتباً ليجدها الناس في أماكن متفرّقة في المدينة ويقرؤونها. اشتقنا إلى القيام بهذا الدور الثقافي في مدينة نحبها برغم صعوبة العيش فيها. أحاول من خلال الدار التي أمثّلها أن أضيف المفيد والجميل إلى الحياة الثقافية في المدينة. شخصياً علاقتي ببيروت ملتبسة. نزحت إليها من قريتي في التاسعة عشرة ولا أزال أشعر بأنني سائحة فيها، كما عدت لا أشعر بأنني ابنة قريتي. لا أحسّ بانتماء فعلي إلى مكان ما. بيروت مدينة عدائية، لكنها جميلة في الوقت نفسه وما زالت تغريني. وهي لا تزال قادرة على لعب دورها الثقافي الأصيل إذا استعادت وجهها الإنساني».

إليس مغبغب بفستان من ربيع كيروز وقلادة من نارنييه، وخاتم من داس. تصوير سام روادي لعدد شهر سبتمبر 2018 مو ڤوغ العربيّة.

أليس مغبغب

مؤسِّسة غاليري «أليس مغبغب» ومهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية

«علاقتي بالفن قديمة تعود إلى أيام زيارة المتاحف والمسارح خلال الرحلات المدرسية، والافتتان بالرسم والنحت والمسرح والسينما. تابعت دراستي الجامعية في الفنون الجميلة، وعند التخرّج من جامعة السوربون حيث درست تاريخ الفنون سُنحت لي فرصة العمل في غاليري باريسية حيث تعلّمت أصول هذه المهنة وعشقتها. وعندما عدت الى لبنان في بداية التسعينيات قررت أن أنطلق مستقلة في عملي، مؤمنة بالفن لغة عالمية إنسانية، لغة تواصل لا تحاصرها حدود ولا هويات إثنية أو وطنية أو عرقية أو ثقافية.

حاضرت في تلك المرحلة في تاريخ الفن، وقد هدفت من خلال افتتاح صالة عروض فنية تحمل اسمي (غاليري أليس مغبغب) إلى التأكيد على أن المرأة التي تدافع عن هذه الرؤية للفن في محاضراتها هي نفسها صاحبة تجربة اختيار أعمال فنية تُعرض ليكتشفها الجمهور ويقتنيها. القدر الكافي من الفضول ضروري للذهاب صوب الفنان وفهم الفكرة التي يحملها، والجرأة هي في الرهان عليه وعلى فكرته، في التشارك معه في مخاطرة غالبا ما يكرّس حياته لها، مخاطرة يمكن أن تنتهي بالفشل والخيبة، أو أن تعرف النجاح بعد انقضاء جيل أو جيلين، يكون الفنان قد مضى ويكون تاجر الأعمال الفنية قد مضى أيضاً. هذان اللاعبان في مجال الخلق الفني تربطهما علاقة حميمة، مثل الزواج، المال في هذه العلاقة عنصر، ولكنه ليس العنصر الرئيس، نحتاجه نحن والفنانون للإستمرار، ليس أكثر. أما جوهر العلاقة فهو في مكان آخر، في الإشتراك في عملية الخلق والإبداع.
هذه الرؤية نفسها يطرحها «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» Beirut Art Film Festival الذي أطلقناه ويتوجه إلى جمهور أوسع في المدن والبلدات اللبنانية ويضمّ طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس. يستقبل الجمهور المهرجان بحماسة متزايدة سنة بعد أخرى منذ إطلاقه قبل ثلاث سنوات (تقام دورته الجديدة في نوفمبر المقبل)، وأنا أشعر بالفرح والفخر بردة الفعل تجاه التجربة الثقافية التي أناضل من أجلها. أطمح وأسعى إلى أن أخاطب أجمل وأرقى ما في الإنسان: إنسانيته».

لبنان تشارك في سباق الأوسكار بفيلم “كفرناحوم” للمخرجة نادين لبكي

تصوير: سام روادي

تنسيق: ميساق هاجيافيديكيان

تصفيف شعر، ومكياج: فيلفيت مانجمينت

تم التصوير في بيت بيروت

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع