من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة بإذن من ديور
حقوق الصورة: أدريان دوران لصالح كريستيان ديور
استهلّ عرضُ مجموعة الأزياء الراقية لربيع 2019 من ديور فعالياته بعروضٍ بهلوانية أدتها فرقة مؤلّفة بكاملها من النساء، واللواتي ارتدين بذلات جمبسوت بالأبيض والأسود من وحي فلسفة “ين-يانغ”، التفّت حول أجسامهن مفتولة العضلات خلال أدائهن مختلف الحركات البهلوانية التي قمن بها، مثل بناء قناطر بشرية وغير ذلك من الأبراج البشرية، ما أعاد إلى الأذهان رشاقة المشاركين بمهرجان الأبراج البشرية الشهير في كتالونيا. وتقدَّم صفُ العارضات وطفن أرجاء مقر العرض، والذي كان عبارة عن خيمة سيرك كبيرة أقيمت على أرض متحف رودان. وفي ظل أجواء ازدانت بفساتين مستوحاة من السيرك بكل تفاصيلها، حيث واصلت لاعبات الجمباز الممتلئات مهام عرضهن الرياضي، قفزت إلى الذهن أغنية Vesti la Giubba الأوبرالية للملحن روجيرو ليونكاڤالو، التي يقول أحد مقاطعها: “اضحك، أيها المهرّج، وسيصفق الجميع”. يُذكَر أن أول مَن أقدم على تناول هذا الموضوع هو الفيلسوف الفرنسي والكاتب المسرحي ديدرو في رائعته “مفارقة الممثل”، حيث دلل على أن أي ممثل كوميدي عظيم يحرّكه الذكاء لا العاطفة.
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
تُرى، كم عدد النساء اللواتي يرتبط حالهن بحال لاعبات الجمباز أولئك، واللواتي يضطلعن بمسؤوليات الرجل والمرأة معاً بأسلوب بهلواني في إطار حياتهن اليومية؟ فكلٍ منهن تقوم بدور الزوجة، والأم، والمرأة العاملة، وخبيرة العناية الصحية، وتركض دون هوادة في حلقة مفرغة لا تنتهي في إطار سعيهن إلى “تحقيق كل شي”. ولكن يا للأسف، فقد تحوّل ذلك إلى صفة ملازمة لإيقاع الحياة في القرن الحادي والعشرين، والتي خرجت عن نطاق مجرّد ما نحتاجه، ونادراً ما تقتصر على ما نرغب فيه.
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
وبالنسبة للميسورات مادياً، فإن عرض ماريا غراتسيا كيوري من الأزياء الراقية يقدم الخزانة المثُلى لصيحات الأزياء التي تتغيّر إلى ما لا نهاية بالنسبة للمرأة العصرية. وتشتمل البذلات المفصلة، ذات الألوان الحيادية وتلك الأساسية، على أزرار الأنشوطة الصينية وياقات هارلكين. أما التنانير القصيرة جداً، والتي لا تحظى برواج كبير على وجه التحديد في الشرق الأوسط، فقد اتخذت شكل آلة الأكورديون الموسيقية، أما الفساتين الذهبية الطويلة التي كادت تلامس الأرض فجاءت مزينةً بألسنة اللهب – في إشارة مباشرة إلى عروض القفز عبر حلقات النار. ورغم أن مكان العرض عجّ بالمحررات والعميلات القادمات للشراء وغيرهن من الشخصيات المؤثرة، واللواتي ارتدين أزياءً بأقمشة تويل دو جوي، وغيرها من إطلالات الفارسات، وحملن كثيراً من حقائب Saddle، لم يستطع المشاهد إلا أن يتساءل عما إذا كان الحضور سيضحكون في الموسم الجديد أم سيبكون بعدما يرتدي الجميع أزياء المهرج. وبالطبع، كان هناك عديدٌ من الإطلالات التي لم تكن حرفية بدرجة مبالغ فيها، سواء في إشاراتها إلى ما تنطوي عليه من مهارات حرفية، وأناقة بالغة، أو ثرائها ببهاء ديور (في الأيام الخوالي)، أو زهوها بذلك.
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
وإذا كانت مجموعات كيوري قد اختلف بشأنها نقّاد الموضة بدايةً من موعد إقامة عرضها، فلا يختلف اثنان على أنها قد أثارت الحوارات، وأبرزت تصريحات منها تصريح شيماماندا نغوزي أديشي الذي قالت فيه: “يجب أن نكون جميعاً نسويين”، بل وأبرزت مقال ليندا نوخلين الذي قالت فيه: “لماذا لم تكن هناك فنانات عظيمات؟”، بعدما أمعنت النظر في عقود من الإلهام في الماضي وكذلك في عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019، والآن، نجدها تمسك بمرآة ترى على سطحها مجتمعَ اليوم لتعيد تذكير النساء بأسلوب مؤثر قائلة: يجب أن يستمر العرض.
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
من عرض مجموعة أزياء ديور الراقية لربيع 2019. الصورة: أليساندرو لوسيوني/ Gorunway.com
والآن اقرئي : فريدة خلفة تعود إلى عروض الأزياء في عرض هذه العلامة الباريسيّة
