تابعوا ڤوغ العربية

هكذا يمزج هذا المُصور بين تراثه المغربي ونشأته الغربية

مُس المرابط/انستقرام @mouslamrabat

يشتهر مُس المرابط، المصور الذي ولد في المغرب ونشأ في بلجيكا، بصوره المذهلة للنساء المحجبات والتي يمزج من خلالها بأسلوب جميل بين تراثه المغربي ونشأته الغربية. ويوم الخميس الماضي، دعا المصورُ، الذي علّم نفسه التصوير، الجمهورَ لاستكشاف عالمه الخيالي الفريد الذي ابتكره لأعماله، وأسماه “مُسغانيستان”، في معرضه الأول المنفرد الذي يحمل هذا الاسم. ويفتح معرض الصور الفوتوغرافية هذا أبوابه في البلدة التي نشأ بها، سينت نيكلاس، الواقعة شرق إقليم فلاندر ببلجيكا في الفترة من 31 يناير حتى 24 مارس. وقد استقى المصور هذا الاسم من أغنية ’فريدان‘ لمغنية الراب مايا، حيث شدت بكلمات “من شعب جمهورية سواغرستان” (وصف المرابط كلماتها بـ”العبقرية”).

وكان المرابط قد انتقل في طفولته مع والديه وأشقائه الثمانية للإقامة في بلجيكا، ودرس التصميم الداخلي قبل أن يشق طريقه في عالم التصوير الفوتوغرافي (وهو يُعزو الفضل في إذكاء إبداعه الفني إلى خلفيته في التصميم الداخلي). وبسبب خوفه من البقاء حبيساً بين جدران مكتب يزدحم بالموظفين في بعض شركات التصميم المعماري، رفض عرض عمل قدمه له أحد المهندسين المعروفين، وفضّل حمل كاميرته التي كان يضعها بالفعل في غرفته وأخذ يلتقط الصور. وبدأ عمله كمساعد لمصور بلجيكي، وساعده في جلسات التصوير، قبل أن ينطلق في رسم طريقه. أما بقية القصة فقد أصبحت معروفة للجميع.

مُس المرابط/انستقرام @mouslamrabat

وما الذي ينتظركم في عالم “مُسغانستان”؟ ستشاهدون صوراً لامرأة تدثرت بالكامل برداء وردي تجلس على صهوة جواد رائع، وأخرى التحفت بغطاء من علامة لوي ڤويتون ولكنه غير أصلي فيما تضع على رأسها باتزان كرة من الجلد ينتشر على سطحها الشعار الأيقوني للدار الفرنسية. وتظهر شخصية بلا وجه مثبتة على خط ملابس. وهل تلك فطيرة “مسمن” مغربية موضوعة داخل عبوة بطاطس مقلية من ماكدونالدز؟ رغم أن أعمال المرابط قد تبدو هزلية ومرحة في ظاهرها، إلا أن فنه في الواقع يتصدى لقضايا الهوية مباشرة، ويواجه تحديداً وصمة العار التي تحيط بالنساء المحجبات عبر تصويرهن فنياً وكأنهن منحوتات بشرية.

وتعد موضوعات صوره الفريدة مكرّسة لفتح حوار حول الأفكار النمطية التي غالباً ما يواجهها العرب، والأفارقة، والمسلمون، حيث تلعب الأزياء والأناقة دوراً محورياً. وللبحث عن الجلاليب، والأحذية الرياضية، والإكسسوارات من بالنسياغا وغوتشي التي ارتدتها شخصياته، تجول المرابط بين متاجر القرى المغربية، حيث تصنع المنتجات الفاخرة المقلّدة على أوسع نطاق، بصحبة منسقة الأزياء ليزا لابو (التي ظهرت كعارضة في العديد من صوره). ويدمج هذا الفنان في أعماله رموز التصوير التقليدية لشمال إفريقيا، مثل الطاجن، وفطائر السفنج، والطربوش الفاسي، والشاي المغربي، إلا أنه يعيد تحديد سياقها بأسلوب فني وأزياء سباقة تتيح للجمهور رؤيتها أكثر من مجرد أدوات عادية من تلك التي اعتادوا رؤيتها كل يوم.

والآن اقرؤوا: معرض الفجيرة الخيري الداعم لتمكين النساء يعود في دورته السادسة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع