تابعوا ڤوغ العربية

هكذا يشق الشقيقان الكويتيان شوق وفهد المرزوق طريقهما نحو اعتلاء مكانة رائدة في دنيا الموضة

إطلالة فهد قميص من لانفان؛ بنطلون من فيث كونيكسيون؛ حذاء طويل الساق من سان لوران، إطلالة شوق فستان “فينتاج” من باكو رابان بعدسة جنان السويح لصالح عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة

أحجم الشقيقان الكويتيان شوق وفهد المرزوق عن اتباع أنماط المسارات الوظيفية الشائعة بين أبناء دول الخليج، وأطلقا بدلاً من ذلك علامة أزياء وإكسسوارات مميّزة تشق طريقها بكل اقتدار نحو اعتلاء مكانة رائدة في دنيا الموضة

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة.

“إنها فترة مثيرة للحماسة. لقد كان العام الماضي بمثابة مرحلة فارقة في مسيرة علامتنا”، هكذا استهلّت حديثَها شوق المرزوق، الرئيسةُ التنفيذية والمؤسِّسَة المشاركة في علامة “مرزوق”. تلفظ رائدةُ الأعمال الشابة، التي أسست إلى جانب أخيها واحدةً من أكثر علامات الإكسسوارات إثارةً للاهتمام على مستوى المنطقة لدرجة أن تصاميمها باتت تُقلَّد على نطاق واسع هنا وهناك، كلَ كلمة بدقة تشير إلى أنها مدركة تماماً أنَّ علامة “مرزوق”، التي أُسِّسَت عام 2015، تشهد صعوداً مهماً في عالم النجاح والشهرة. ورغم تاريخها القصير، فقد حققت “مرزوق” نجاحات لافتة؛ ففي 2018 وقع اختيار متاجر كلٍ من بارنيز وبيرغدورف غودمان في نيويورك على العلامة الكويتية المزدهرة لعرض تصاميمها؛ كما قدّمت المعارض التي تتنقل شهرياً في أنحاء متفرقة من العالم حقائبَ “مرزوق” ذات التصميم الكروي المميّز؛ فيما أقدمت معجباتُ العلامة من النجمات، ومنهن على سبيل المثال لوبيتا نيونغو وأمل كلوني، على حمل حقائبها أمام ملايين المتابعين. أما عن خطوتها التالية، فتتمثّل في دخول السوق الصينية، واجتياز تخوم جديدة عبر مجموعة مصغّرة من الأزياء الجاهزة ذات الطابع المحافظ. 

فهد المرزوق، شقيقُ شوق الذي يصغرها بخمسة أعوام، هو المدير الإبداعي للعلامة. وقد سعت العلامات الفاخرة وعلامات إطلالات الشارع الراقية على حدٍّ سواء إلى محاكاة أعماله منذ أن صعد نجمه في عالم الموضة المتطلّع دوماً للمواهب الصاعدة، حيث جمعه تعاونٌ مميّز مع ليندا فارو قدّم على إثره نظارات شمسية على شكل عيون قطة مذهلة عام 2010. يغمز بطرف عينه قائلاً: “قد يعبّر التقليدُ عن أعلى مستويات المديح”. 

بعدسة جنان السويح لصالح عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة

وتبرهن “مرزوق” -التي تشتهر بحقائبها الكروية ذات الإكسسوارات المعدنية اللامعة، والتي تطورت على مدار الوقت بعد إطلاقها حتى باتت تزدان بلمسات من الجلود النادرة، وكريستالات سواروڤسكي، وتفاصيل مطعّمة بالريش- على أنها العلامة الفاخرة المفضلة للمرأة الرائدة في عالم الموضة والأناقة، المرأة التي تمتلك خزانة تمتلئ بقطع من علامات شهيرة مثل شانيل وهيرميس وديور ولوي ڤويتون، والتي تسعى للاحتفاء بمناسباتها الخاصة بحقائب يد لافتة. وهذا بالتحديد ما فعلته كايلي جينر في عيد ميلادها الحادي والعشرين؛ حيث اختارت حقيبة كروية الشكل ووردية اللون ومطعَّمة بكريستالات سواروڤسكي، والتي تناغمت تماماً مع زيّها الوردي المتلألئ وانحناءات جسمها. وقد عرضت جينر إطلالتها تلك لمتابعيها البالغ عددهم 127 مليون متابعٍ على انستقرام. وتبع ذلك هيمنة هذين المصممين على عناوين الأخبار العالمية، والتي عرّفت بالمبدعين الكويتيين اللذين يعود إليهما الفضل في ابتكار حقيبة الديسكو الكروية ذات السلسلة تلك. وعنها تقول شوق: “لم تضعها [كايلي] جانباً طوال الليل”، وتردف: “عندما تحمل شخصية شهيرة حقيبتكم، قد تتبدّل الأمور تماماً”. 

ومن ناحية أخرى، تحرص علامة “مرزوق” على الحفاظ على نهجها المميّز. يقول فهد: “تعلمنا خلال رحلتنا أنَّ علينا الالتزام بكل ما نبتكره، ونتقنه، ونواصل العمل عليه”، فالحقائب الكروية، التي يعود مصدر إلهامها إلى شكل الحرف “O” في اسمها والذي يمثل بذاته رمزاً يتجاوز معناه المباشر -ألا وهو: دورة الحياة- تمثّل مصدر دخلهما الرئيسي. ومؤخراً، أقدم المصممان على استكشاف تصاميم جديدة، ستسعد بلا شك خاطرَ قاعدة الزبائن والمشترين. 

تصف شوق أخاها بأنه بفطرته تعتريه رؤية راسخة. تقول: “لا يعتمد على أي استراتيجية سوى اتباع حدسه”. ويتفق فهد معها معترفاً: “عندما أنكبّ على العمل، تلاحقني الأفكار، وأقع في غرام شيءٍ عشوائي. أمرُّ بحالة شبيهة جداً بنقص الانتباه واضطراب فرط الحركة – في ظل فوضى عارمة”. ودائماً ما تتفاجأ شوق بقدرته على التنبؤ بالصيحات المستقبلية. تقول: “هذا أمر في غاية الأهمية في مجال عملنا. سُئِلنا ذات مرةً ما إن كنّا نستطيع تقديم موديلات مختلفة في كل موسم – شككتُ بالأمر، في حين أجاب فهد بـ’نعم‘ فوراً”.

“الاستعانة بالشخصيات المؤثرة مزدهرة حالياً، لكن علينا التفكير بالكلمات والرسالة التي نريد نقلها”

إن ثقة شقيقها في قدراته الإبداعية أمر فطري. يقول: “لم ندرس الموضة، فلم يوافق والدي على أي شيء في المجال الإبداعي. وكنتُ أذهب إلى المدرسة لأجل خاطر أمي، التي قالت إنه سواء استغرقتُ خمسَ سنوات أم 20 سنة، فإن خيار عدم إكمال دراستي ليس وارداً. لقد كانت على حق”. وقد أتت مثابرته بثمارها المنتظرة، إذ وجد الشابُ الذي يصف نفسه بأنه “عديم القيمة في أسرته” ضالتَه المهنية أخيراً في عالم الإكسسوارات. يقول مُعدِّداً عوامل نجاحه الأساسية: “يحتاج الإنسان إلى الصبر والعمل الجاد والقدرة على الابتكار في كل موسم – وعدم الاستسلام مطلقاً”. ويعزو المصممان الفضلَ إلى والدتهما كمصدر إلهامٍ لا ينضب. تستذكر شوق: “عندما كنا صغيرين، اعتادت حينما تشعر بالملل أن تختفي في غرفة ملابسها وتعود متألقة بشعرٍ ومكياجٍ خلابين. كانت الأزياء والموضة مهرباً لها، طريقتها للشعور بالتحسّن”. وتستطرد شوق إن أمها كانت تتسوق من متجرٍ بمدينة كان الفرنسية لشراء أزياء نابضة بالحيوية من باكو رابان، وكريستيان لاكروا، وتييري موغلر.

بعدسة جنان السويح لصالح عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة

وفي حين يحفل جدول أعمال الثنائي المزدحم بالكثير من الأسفار -حيث يتنقَّلان من المقر الرئيسي لعلامتهما في الكويت إلى مصنع الإنتاج التابع لهما في بيروت، ومن ثمَّ إلى عروضهما الخاصة في جميع أنحاء العالم – فهل يمنحان نفسيهما الفرصة للاستمتاع بذلك كله؟ يومئان برأسيهما مجيبين: “لسنا من هواة الرقص، ولسنا من جمهور ’الموضة‘”، مردفين: “علامتنا جديدة نسبياً، ونتعطش للعمل. نحب حفلات العشاء المطولة في مكانٍ دافئٍ برفقة الأصدقاء المقربين. نحب الحديث عن عملنا، في حين يسأم أصدقاؤنا بصراحة من ذلك؛ فلم يقابلوا أحداً يعشق عمله مثلنا”.

ومع ذلك، فإنَّ الشقيقين مرزوق، بملامحهما المنحوتة وملابسهما الأنيقة وأسلوب حياتهما الذي يشهد ترحالاً كثيراً، يعتبران بالتأكيد رائدين في الشرق الأوسط؛ حيث يستمتعان باقتناء منتجات عالم الموضة إلى جانب ابتكارها. وتتضمن خزانة شوق سترةً جلدية من سان لوران تقول عنها: “اشتريتها قبل ستة أعوام، وقد ازدادت قيمتها منذ ذلك الحين”، وبنطلون جينز 501 من ليڤايس. يقول فهد: “رؤية الكثير من الأزياء واتباع الجميع للصيحات… أمران يجعلاني أميل إلى الابتعاد عن ذلك. ما زلتُ أحتفظ بشيء من طابع الروك آند رول في شخصيتي وأنا مهووسٌ باللون الأسود، لكني أميل نحو البذلات، وحالياً من دولتشي آند غابانا، فهي بسيطة وغير صاخبة. كما أفضل تصميم بذلاتي الخاصة وارتداء سترة مزدوجة الصدر دون شيء تحتها”. 

“عندما أنكبّ على العمل، تلاحقني الأفكارُ، وأقع في غرام ما يلهمني فجأة”

وعلى هذا النحو، كان الأمر مفاجئاً عندما أُعلِنَ أن علامة “مرزوق” ستكشف عن مجموعة أزياء محتشمة. تقول شوق: “لديّ أخت توأم وهي محجبة. وطريقتها في ارتداء الملابس وتنسيق إطلالاتها جديدةٌ تماماً. والآن سأخوض غمار عالم أزياء الحجاب”. وقد أطلق الثنائي مجموعتهما تلك بالتعاون مع متجر التسوّق الإلكتروني الكويتي “بوتيكات” الشهر الماضي. “إنه متخصص تماماً في مستحضرات التجميل، ولكن سيطلق أول قسم تابع له متخصص في الأزياء بالتعاون معنا – عبر قطع فاخرة ومحتشمة وميسورة التكلفة تخاطب ذوق الفتاة عاشقة الموضة، بتصاميم مستوحاة من شقيقتنا. ونأمل خلال السنوات المقبلة أن نقدم مجموعة كاملة من الحقائب الجلدية، ومجموعة أزياء محتشمة، وأزياء جاهزة، وأزياء للسهرة”. 

بعدسة جنان السويح لصالح عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة

تُرى، هل ستصبح تقنيات التسويق الرائجة اليوم القائمة على الاستعانة بالشخصيات المؤثرة في الوصول إلى الزبائن جزءاً من جوهر علامتهما؟ يبدو كذلك؛ فعارضة الأزياء صوفيا ريتشي هي أحدث نجمة تتعاون مع الشقيقين مرزوق لابتكار مجموعة مصغرة من حقائب Lucite ذات اللون النيوني. تعلِّق شوق بالقول: ” الاستعانة بالشخصيات المؤثرة مزدهرة حالياً، لكن علينا التفكير بالكلمات والرسالة التي نريد نقلها؛ فكل منكم لا يريد أن يصبح شخصاً يؤثر في الآخرين فقط ليشتروا شيئاً ما، بل عليكم أن تفكروا وتحلموا بأفكار وأحلام كبيرة”. وتعود إلى شقيقها الأصغر لتقول: “خذوا فهد على سبيل المثال، سيكون له إرثٌ قويٌّ، فهو طيّب وعطوف. لقد أصبح الشخص الذي لطالما كان يمكن أن يصبح عليه. سيكون معلماً في هذا المجال. وأنا أتعلم منه كلَّ يوم”. 

صوفيا ريتشي تتحوّل إلى مصممة بفضل تعاونها مع هذه العلامة الكويتية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع