ترتقي علامةُ أوريت التي تتخذ من نيويورك مقرَّاً لها بفن اقتناء المجوهرات الراقية، ولكن بأسعار ميسورة.
بشرى الزهراوي، وصوفي خان
بخلاف قطع المجوهرات التي تقدمها علامة أوريت، وهي ابتكارات متقنة الصنع تسلِّط الضوء على جمال بشرة مرتديتها ومُصمَّمَة بدقة متناهية من الذهب عياريّ 14 قيراطاً و18 قيراطاً، ربما يكون أكثر ما يثير الاهتمام في هذه العلامة هو أخلاقياتها القائمة على نهجٍ يتعامل مع الزبونات مباشرةً، ويقدم لهن أحجار الألماس وعرق اللؤلؤٍ التي يتم الحصول عليها بما يستوفي المعايير الأخلاقية وبأسعار معقولة. وتعدّ قيمة العطاء ورد الجميل -سواء للزبائن، أو البيئة، أو المناجم التي تقع خارج مناطق النزاع والتي تحصل العلامةُ على أحجار الألماس منها، أو الأطفال المحتاجين- بمثابة العمود الفقري لهذه العلامة ومهمة تضطلع بها شخصياً المؤسِّسَة المشاركة فيها، المغربية بشرى الزهراوي.
ماذا كانت أول قطعة مجوهراتٍ تمتلكينها؟
أحاطت بي المجوهرات منذ نعومة أظفاري، وأول قطعةٍ أمتلكها كانت هديةً من جدتي عند ولادتي، وهي سوار خمسة وخميسة من الذهب الأصفر لازلت أرتديه إلى الآن. وفي ثقافتنا، يسري اعتقاد بأن الخمسة وخميسة تنطوي على قوية كبيرة في الحماية (من الحسد). أؤمن بقانون جذب الطاقة الإيجابية من حولك، بغض النظر عن الطريقة التي ترغبين في التعبير عنها، سواء عبر قطعةٍ من المجوهرات، أو التأمّل، أو كنزة، أو شمعة لطيفة.
من أين نبعت فكرة تأسيس علامة أوريت؟
قابلتُ صوفي خان، شريكتي في العمل والمؤسِّسَة الشريكة لعلامة أوريت، في جامعة برنستون. وكنا ندرس إدارة الشؤون المالية وكلتانا حصلت على عملٍ في شركة، حيث عملتُ أنا بوظيفة أخصائية تداول المشتقات في شركة غولدمان ساكس في نيويورك، في حين عملت صوفي لدى علامة مارك جيكوبس. وبعد ذلك بعدة سنواتٍ، تحول لقاءٌ لتناول وجبة البرانش خلال عطلة نهاية أسبوع إلى نقاشٍ موسَّعٍ حول الأسباب التي تجعل المجوهرات الراقية العصرية غالية الثمن ومخيفة وغير ملهمة. وعلى هذا النحو وُلِدَت علامة أوريت.
نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2019 من ڤوغ العربية.
ماذا تقدم كلٌّ منكما للعلامة؟
نحن نتقاسم الرؤية ذاتها ولكننا نقدم مهاراتٍ مختلفة ومتكاملة في آنٍ معاً. بدأتُ مسيرتي المهنية كأخصائية تداول في بيئة تقوم على المخاطرة ويهيمن عليها الذكور، وقد علمني هذا كيف أتفاوض بالطريقة الصعبة. أما صوفي فقد قضت بعض الوقت في القطاع الاستشاري وتسويق المنتجات بالتجزئة، ما أكسب علامة أوريت خبرةً أكبر في مجال الموضة. أنا مغربية وأحبُّ إضافة إصدارات خاصة مستوحاة من المهارات الحِرَفية للمنطقة، وصوفي هولندية وخبراتها السابقة تقوم على تقديم تصاميم تمتاز بالبساطة.
تستعملان أحجاراً كريمةً يتم الحصول عليها وفق المعايير الأخلاقية، فلماذا يعدُّ ذلك مهمّاً بالنسبة لكما؟
يجب أن يكون ابتكار المجموعات بالاستعانة بمواد يتم الحصول عليها وفق المعايير الأخلاقية هو الإجراء المتبع. زبائن اليوم يريدون كلَّ شيءٍ: منتجاً رائعاً، وقصةً رائعةً، وعلامةً تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية ليتعاملوا معها. وتسعى أوريت إلى إضفاء الديمقراطية على الذهب عبر إتاحة الفرصة أمام الزبائن لتجربته، وتثقيفهم في ذلك، بتكلفة ميسورة.
كيف تردُّ أوريت الجميلَ للمجتمع؟
نريد أن تشعر زبوناتنا بالتمكين وبأنهن جميلاتٌ من الداخل والخارج. يكبر طفلٌ من بين كلِّ أربعة أطفالٍ أمريكيين دون تعلُّم القراءة على نحوٍ صحيحٍ. نريد أن نمحو هذا الرقم مع كلِّ كتابٍ نقدمه، وقد تعاوننا مع مدارس في الولايات المتحدة للتبرع بكتبٍ للأطفال المحتاجين مقابل كل قطعة مجوهراتٍ نبيعها. ولنا معجبات من النجمات، مثل كيري واشنطن وصوفيا بوش وتشارليز ثيرون، وهن منخرطاتٌ في ذلك ومهتمات بمشاكل العالم الواقعي. وتتحدث المجوهرات عن نفسها، وتجعلها القصة الكامنة خلفها أكثر جاذبيةً.
ما الذي يلهمكما؟
المجوهرات التي نصنعها مستوحاةٌ من نسائنا والعالم الواقعي المحيط بنا. ستجدون فيها لمساتٍ من فن العمارة والفنون والأزياء والموضة، وأهم من ذلك، من ملاحظات زبائننا. ونتبع نهجاً خوارزمياً في الترويج لها، إلى جانب النهج التصميمي.
ما هي رؤيتكما لأوريت؟
نريد أن نكون العلامة التي تقصدها النساء من الشرق الأوسط للحصول على مجوهراتٍ للاستعمال اليومي. والسوق مجزّأة وتهيمن عليها العلامات الكبرى ذات الإرث العريق. ومهمتنا هي تغيير الأمور عبر التركيز على تمكين الزبونة وجعل عملية شراء المجوهرات الراقية ميسورة وشاملة للجميع. Auratenewyork.com
والآن اقرئي: ساندرا منصور تصوّر القوّة الأنثويّة في مجموعتها لخريف 2019
