تابعوا ڤوغ العربية

ياسمين صبري تفتح قلبها وتتحدّث عن حلمها بالانطلاق في سماء هوليوود

مع كل عمل جديد تؤدي فيه دورَ البطولة، وإثر فوزها بميدالية ذهبية، فيما توشك على تحقيق حلمها بالانطلاق في سماء هوليوود، يبدو أن ياسمين صبري نجمة لا تعرف المستحيل

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

فيما كانت شمس الأصيل ترسل أشعتها الغاربة على نافورة تريڤي، كانت المنطقة السياحية تعجّ كالعادة بالزوّار والباعة الجائلين وسكّان المدينة الساخطين دائماً – ولكن حدث خطبٌ ما. ثمة شيء أثار حفيظة رجال الشرطة الإيطالية، فهبوا يطلقون بإلحاح صفارات الإنذار فيما أخذوا في الصياح بلهجتهم الإيطالية قائلين: “قفي! قفي!” مشيرين نحو النافورة الشهيرة المقامة على نسق الباروك. مَن يا تُرى تلك التي تسببت في كل هذه الجلبة؟ إنها الممثلة المصرية ياسمين صبري.

كانت الفنانة الشابة، التي جاوزت الثلاثين من عمرها وتتألق ببذلة من دولتشي آند غابانا تعانق قوامها الممشوق مؤلفة من سترة وتنورة، تحاول -متجاهلةً جميع علامات التحذير- الانحناء بظهرها ونثر مياه البركة على غرار فيلم “لا دولتشي ڤيتا” الشهير، والذي دار جانبٌ من أحداثه في مياه النافورة التي تؤكد على جمال الحياة. لقد كانت حركة جريئة من جانبها، وإشارة مبكرة تُفصح عن حقيقة شخصية هذه الشابة الساحرة التي لم تستطع حتى السلطات المحلية إرغامها على التوقف.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

تتمتع ياسمين بحسّ احترافي وطاقة لا محدودة جديرين بالإشادة والثناء. وقد طارت النجمة مباشرةً إلى العاصمة الإيطالية بعد بضعة أشهر من عملها الشاق في تصوير مسلسلها الرمضاني “حكايتي”، والذي لعبت فيه لأول مرة دور البطولة، حيث جسّدت شخصية داليدا، وهي امرأة تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد أن شاهدت جريمة قتل. وقد حقق المسلسل نجاحاً واسعاً ما رسّخ مكانتها كنجمة كبيرة على الشاشة الصغيرة، ومهّد لها الطريق مؤخراً للتعاقد مع أحد الوكلاء في لوس أنجليس، حيث تخطط لاقتحام عالم السينما هناك.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

تشعر النجمة بحماس بالغ إزاء خطتها هذه، إذ يعيش المصريون الآن أزهى عصورهم في هوليوود، حيث تمكَّن رامي مالك من اقتناص جائزة الأوسكار، بينما أدّى مينا مسعود دورَ البطولة في فيلم “علاء الدين”. وترى ياسمين أن زمن التصوّرات النمطية قد ولّى تقريباً، وتعقّب قائلةً: “تحاول هوليوود أن تكون أكثرَ تنوّعاً وتسعى إلى ضم المزيد من الجنسيات. ربما قبل 15 عاماً، كان يجب على النجمة أن تتمتع بملامح شقراء. ولكن الأمر لم يعد كذلك، فقد تغيرت النظرة إلى الجمال. الآن، يحبّ الناسُ النساءَ من ذوات البشرة الداكنة؛ والشعر الداكن”. وترجع ياسمين الفضل في ذلك إلى عائلة كارداشيان، مضيفةً: “تركت هذه العائلةُ حقاً تأثيراً على مفهوم الجمال. فهن ممتلئات، ولهن بشرة برونزية، وشعر وعيون داكنة. إنهن في الحقيقة يتمتعن بجمال عربي متكامل المعالم”. وتنظر ياسمين إلى التحوّل الذي طرأ على عالم الموضة بنفس القدر من التفاؤل، وتستطرد قائلةً: “أشعرُ بأن المصممين العرب، مثل إيلي صعب وزهير مراد، يقودون هذه الصناعة. فحين تشاهدين حفلات توزيع جوائز الأوسكار والغرامي و”إم تي ڤي”، تجدين تصاميم العديد من المصممين العرب ترتديها ألمع النجمات”.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

وتطمح النجمةُ، الحريصة كل الحرص على المشاركة في هذه الحركة الجديدة، إلى الظفر بدور في فيلم سينمائي كبير من نوعية الإثارة يتيح لها أداء المشاهد الخطرة بنفسها – ولكنها تنوّه: “لن تكون في جنون المشاهد التي يؤديها توم كروز!”. بيد أن التمثيل ليس هدفها الوحيد، إذ تسعى النجمة الشابة، التي تعمل أيضاً سفيرةً لعلامة العدسات الملونة “لينس.مي” Lens.Me (نفدت منتجاتها فور إطلاقها خلال شهر رمضان)، جاهدةً لتحقيق المزيد من الإنجازات. وعن ذلك تقول: “لا أحبُّ أن أضع خطة ما وأتمسكُ بها وحسب. أريدُ أن أمضي قدماً، فأنا فتاة تسعى خلف أحلامها بكل جوارحها، بغض النظر عن المكان الذي تقودها تلك الأحلام إليه”.

“ربما قبل 15 عاماً، كان يجب على النجمة أن تتمتع بملامح شقراء. ولكن الأمر لم يعد كذلك، فقد تغيرت النظرة إلى الجمال”

وقد نجحت ياسمين في تحقيق قدر لافت من أحلامها هذه منذ اقتحامها عالم التمثيل عام 2013 بدورها في البرنامج القصصي “خطوات الشيطان”، رغم أن التمثيل لم يكن ضمن أهدافها في الحياة. “لا أحد في عائلتي عمل في مجال الفن، فوالدي طبيب ووالدتي مهندسة. وقد أردتُ أن أكون مختلفة عنهما وأسلك طريقاً خاصاً بي. لذا عملتُ كمذيعة في التلفزيون وظهرتُ في عدد من الإعلانات التجارية، ما أتاح لي فرصة الحصول على أدوار صغيرة، كبرت مساحتها بمرور الوقت”.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

ورغم أن قصتها تلك قد تبدو غير مألوفة لغيرها من الممثلات اللواتي ينتظرن طويلاً للحصول على دور مناسب ويكافحن لسداد إيجار منازلهن سعياً وراء بريق النجومية، إلا أنها لا تعدّ من القصص التقليدية أيضاً. فقبل أن يلمع اسمها على الشاشة الصغيرة، وقفتْ كثيراً تترقب بإنصات صوت طلقة المسدس وهي تندفع معلنةً بداية سباق السباحة، إذ كانت تشارك في منافسات الفرق منذ أن كانت في الرابعة من عمرها حتى بلغت الثامنة عشرة، وقد عادت منذ ثلاث سنوات لفترة قصيرة إلى هذه المنافسات فشاركت في بطولة الأساتذة التي أقيمت في مصر وفازت بالميدالية الذهبية.

وترجع ياسمين الفضل في انضباطها واعتدادها بنفسها إلى هذه الرياضة. “إنها جزء من شخصيتي اليوم. فهي تعلمكِ السعي خلف هدفكِ والعمل على تحقيقه دون اختصار للمسافات أو الشعور بالتعب. وبدء عمل شيء وعدم استكماله، ليس خياراً أمامكِ”، كانت تبدو أثناء حديثها تماماً مثل مدرِّبة رياضية تحاول رفع معنويات فريقها بعد شوط المباراة الأول – وتعدّ هذه الجرأة التنافسية القوةَ الدافعة لها في مشوارها كممثلة، والتي مكَّنتها من الحصول على أدوار البطولة في خمسة مسلسلات تلفزيونية وثلاثة أفلام خلال ست سنوات فقط.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

وتلعب اللياقة البدنية والنظام الغذائي الصحي دوراً كبيراً في أسلوب حياتها – حتى إنها لم تلمس البيتزا طيلة إقامتها في روما. وتعلل ذلك قائلةً: “لا أحبُّ الوجبات السريعة. والجميع يقولون لي عبارات من قبيل ’جربي البيتزا‘، ولا أرد عليهم سوى بكلمة ’لا‘”. وتستطرد مازحةً: “ولكني أستمتع حقاً بتناول المعكرونة…”.، ولكنها على الأرجح لا تتناول هذا الطبق الغني بالكربوهيدرات سوى في الأيام التي تختلسها لترتاح فيها من متابعة حِميتها الغذائية. وعندما لا تنشغل بالتمثيل، تمارس النجمة التمارين الرياضية ست مرات في الأسبوع. ويحفل حسابها على انستقرام بصورها أثناء ممارستها تمارين مدّ الرجلين أو والوقوف على رأسها خلال تمارين اليوغا – لتجسّد بذلك مثالاً يُحتذى به لمتابعيها البالغ عددهم 6 ملايين و500 ألف متابع. وتعزو الفضل في عدم استسلامها لضغوط الشهرة إلى عقليتها “كفتاة رياضية”. تقول: “لا أشعرُ بضغوط العمل، وهذه طبيعتي”.

وحِرص ياسمين على مصداقيتها جعلها تمقت تجميل صورها على انستقرام – وتعلل ذلك قائلةً: “يجعلني ذلك أشعرُ بالضيق لأني أعلمُ شكلي في الواقع”. وعن رأيها في عمليات التجميل تقول: “أعتقدُ أن الناس يلجؤون إليها لأنها الحل الوحيد الذي يعلمونه أو يعتقدون أنهم على علم به. وهي ليست طبيعتي. فخلال نشأتي، كانت الرياضة دوماً جانباً من حياتي وقد جعلتني أشعرُ بأني لا أحتاج إلى عمليات تجميل ولا أشعرُ بضغط كي أكون بصورة معينة أو لنيل إعجاب الناس. فالرياضة تجعلكِ تُبدين أصغر عمراً وتمنحكِ بشرة أجمل وجسماً أفضل. لذا تتمتع جينيفر لوبيز بشباب دائم رغم أنها بلغت الـ49 من عمرها”.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

ولا تستعين ياسمين بشركة علاقات عامة لتحرير منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. وإدراكاً منها لمدى جماهيرية منصتها، أصبحت تستخدمها لرفع الوعي بالموضوعات القريبة من قلبها، منها حقوق النساء في الشرق الأوسط ومحنة اللاجئين السوريين – لذا تتعاون مع منظمة المرأة العربية التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، والتي عيّنتها “سفيرةً للمرأة الأفريقية” خلال المؤتمر العربي الإفريقي لتمكين المرأة والذي أقيم في القاهرة. وتؤكد ياسمين بفخر فيما يتخذ صوتها المَرِح نبرةً جادة: “أنا نصيرة للنساء. ولطالما أبهرتني المرأة القوية. وحين بدأتُ الاهتمام بحقوق النساء والذهاب إلى مخيمات اللاجئين والعمل مع النساء العربيات الغارقات في المحن والمآسي، أدركتُ أن من واجبي المساهمة في ممارسة تأثير في هذا الصدد”. وهي أعمال لا شك أنها ستحظى بإعجاب مَثلها الأعلى، أوبرا وينفري – ولكنها ترفض اقتراحاً بتقديم برنامج مثلها قائلةً: “هذا مستحيل. أتمنى لو كنت مثل أوبرا. ربما يوماً ما، عندما أصلُ إلى مستوى معين في مشواري، أفكرُ في ذلك حينها. ولكني الآن، متمسكةً بالذهاب إلى لوس أنجليس، والعمل يوماً ما مع المخرج مارتن سكورسيزي”. ويبدو أنها مثل مَثلها الأعلى، مستعدة دوماً لإسداء النصيحة وتعليم الآخرين دروس الحياة: “عليكم دائماً تقبُّل ما أنتم عليه وتعلّم كيفية مسامحة أنفسكم. وعليكم إدراك حقيقتها، وإلا سيتحول كل شيء إلى فوضى”.

ياسمين صبري تصوير سيلجا ماغ وتنسيق كلير كروثرز لصالح عدد شهر يوليو أغسطس 2019 من ڤوغ العربيّة.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً حين بدأت ظلال رقيقة تغلف الشرفة الخلابة لأوتيل دو روسي، فيما صبغ لونٌ أحمر داكن صفحةَ السماء في هذا اليوم المثالي من أيام الصيف في روما، غير أن أمطاراً غزيرة انهمرت بغتة، فتناهت إلى أسماعنا همهمات وتأوهات فريق الإنتاج. فقد كان هذا آخر يوم في التصوير وكان الجميع يستعدون لإنهاء عملهم. بيد أن ياسمين لم تكترث بالأمطار وواصلت الوقوف أمام عدسات الكاميرا قائلةً: “أنا لا أستسلم بسهولة، فالاستلام ليس من خياراتي”.

المصوّر خالد السديري يأخذنا في رحلة إلى أبرز المناطق السياحيّة في المملكة

نشرت هذه المقابلة للمرّة الأولى في عدد شهر يوليو أغسطس من ڤوغ العربيّة

فريق العمل:

تصوير: سيلجا ماغ
تنسيق الأزياء: كلير كروثرز
تصفيف الشعر: جوزيبي لاروسو من وكالة كلوس أب ميلانو
المكياج: كارين برومو من وكالة دبليو إم مانجمينت
إنتاج: ريتشي برودكشن آند كرييتف
مساعدا التصوير: فيليبو سيلي وإليسا مارشغياني
مساعدة منسقة الأزياء: ڤولنتينا روسي ماري
منسقة الموضة: دانيكا زيڤكوڤيتش
شكر خاص لفندقيّ Hotel De La Ville و Hotel De Russie Roccofortehotels.com

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع