تابعوا ڤوغ العربية

محاميتان سعوديتان تناقشان التغييرات الجديدة في قانون الأحوال المدنية

الصورة بعدسة المصوّر أحمد كارتر @ahmedcarter

كانت التغييرات الجديدة في قانون الأحوال المدنيّة في السعوديّة والتي أعلنت يوم الخميس الماضي هي عنوان كلّ الأحاديث في الشارع السعودي، حيث تصدرت عناوين الأخبار المحلية والعالميّة، واستحوذت على انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية.

تعطي التعديلات الأخيرة في قوانين الأحوال الشخصيّة السعودية المرأة السعوديّة التي تبلغ من العمر 21 سنة حقوقاً مماثلة للرجل البالغ، بما في ذلك استخراج جواز السفر دون الحاجة لإذن ولي الأمر، وأن تصبح ربّة أسرتها ويخولها لاستخراج سجل أسرة خاص بها، إضافة لأحقيتها بالتبليغ عن ولادة مولود جديد وأي تغير في حالتها الاجتماعية، ومن جانب آخر جاء نظام العمل منتصراً للمرأة العاملة بمساواتها مع الرجل ونُص على أن المواطنين متساوين في حق العمل دون أي تمييز على أساس الجنس أو الاعاقة أو العمر أو أي شكل من أشكال التمييز  الأخرى، سواء أثناء العمل أو عند التوظيف أو الإعلان عنه.

سيظهر تأثير هذه القرارات في زيادة الوعي، في المجتمع السعودي. تقول المستشارة القانونيّة أفنان الدخيل مؤسسة منصّة قبس الإلكترونيّة للتدريب في مجال القانون “ستكون هناك قفزة وعي بأن الولاية ليس قانوناً تسنه الدولة ليتمكن الرجل من رعاية أسرته، بل هي حماية ومراعاة المصلحة وهي ضد العداوة، وذلك خلاف ما يعمل به [أحياناً] من استبداد وفرض سلطة”، كما ترى أن هذه القرارات ستساهم في تقوية العلاقات الأسريّة القائمة على المودة والإحترام في المجتمع السعودي. فيما تنعكس هذه القرارات على صيت المرأة السعوديّة على الصعيد العالمي كما تقول المستشارة جمانة الرجيعي، المستشارة القانونيّة في شركة ووتر هاوس كوبرز / الشرق الأوسط، المحررة في صفحة “حقوقي حياتي” على تويتر لنشر التوعية القانونيّة، إذ “أصبحت المرأة السعوديّة قوية ومستقلة بامتلاكها لكافة الصلاحيات الممنوحة للرجل”، ذلك ما يسهم في تعزيز الاقتصاد السعودي حسب رأي الرجيعي، فالأنظمة الجديدة “أصبحت موافقة لمعايير المساواة بين أفراد المجتمع على المستوى المحلي والدولي”.

يحد هذا التغيير من “تعنت بعض الأولياء وابتزازهم المرأة في حقها المشروع” بحسب رأي المستشارة أفنان الدخيل، حيث تقول “سيلاحظ تأثير هذه القرارات بشكلٍ كبير قريباً، ففي مواسم الاجازات يكثر رفع دعاوى إذن السفر وطلبات إصدار صكوك الاعالة، كما أنها ستوفر على السيدة المتوفي وليّها السير في خطوات طويلة حتى تتمكن من السفر”. فيما تؤثر هذه التغييرات بشكل كبير على حياة السيّدات في السعوديّة، حسب ما تؤكده جمانة الرجيعي، إذ أعطتها كافة الصلاحيات التي كانت ممنوحة قصراً للرجل.

الأرامل، والمطلقات، ومن تعنّت وليّها بغية الانتقام بالمماطلة أو الابتزاز في سبيل استخراج تصريح للسفر أو سجل الأسرة، وهو ما تشهده أروقة المحاكم السعوديّة غالباً، هذه الفئة تحديداً هي الأكثر استفادة من التغييرات الجديدة في قوانين الأحوال الشخصيّة بالإجماع بين المستشارتين، تضيف جمانة الرجيعي “لم يعد للرجل مجال في التعسف في استعمال حقه كوليّ أمر بأن لم تعد له صلاحيات على أحوال المرأة الشخصية كما في النظام السابق. وستساعد الأنظمة الجديدة السيّدات المعنفات [على وجه الخصوص]، حيث أن الكثير من الإجراءات لم تعد تشترط موافقة ولي الأمر”، فيما تضيف أفنان الدخيل “هذه القرارات منحت المرأة قوة فوق قوتها ومكنتها من الاستقلال، فالمعنفة ستقف بكل قوتها متمسكة بحقها في مواجهة كل متجبر بغي اضطهادها”.

فئة أخرى ينصر لها هذا التغيير في قانون الأحوال المدينّة في السعوديّة وهي فئة السجينات أو ساكنات دور الرعاية اللواتي انتهت مدّة محكوميتهن ولم يتمكنّ من المغادرة نظراً لرفض وليّها استلامها، تؤكد ذلك المستشارة أفنان الدخيل بقولها “القرارات الجديدة انتصرت لهذه الفئة من السيّدات بكلّ تأكيد، وصرحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمن الأسري الدكتورة مها المنيف بأنه لا يشترط موافقة ولي الأمر لخروج السجينة من السجن وكذلك خروج الفتيات من بيت الضيافة إذا كنّ أكبر من 21 سنة”.

تصب هذه التغييرات في مصلحة المجتمع السعودي وتنتصر للسيدات فيه، وتؤكد على مقولة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، أن “المرأة السعودية هي مواطن بالدرجة الأولى له حقوقه وعليه واجباته”، كما تسير بالمملكة نحو تحقيق رؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود في 2016، وجاء من ضمن أهدافها تمكين المرأة السعوديّة وتعزيز تواجدها في سوق العمل. ففي السنوات الأخيرة سجّلت إنجازات السيّدات السعوديات في مجالات عديدة منها العلوم والرياضة والفنون وغيرها، وستعين هذه القرارات الجديدة على تمكينهن والمواصلة في إبراز إنجازاتهن في كلّ المجالات، وقد علّقت سمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أول سفيرة سعوديّة لدى واشنطن على هذه القرارات بتغريدة قالت فيها “هذه الإجراءات الجديدة تعتبر بمثابة تاريخ جديد، وتدعو للمشاركة المتساوية بين الرجل والمرأة في مجتمعنا، إنه نهج شامل للمساواة بين الجنسين وبلا شك يعتبر تغييراً حقيقياً لصالح المرأة السعودية”.

السعوديّة تعلن تعديلات جديدة في قانون الأحوال الشخصيّة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع