تابعوا ڤوغ العربية

ڤوغ العربية تسأل: هل يتحمل السيّاح العرب أسعاراً مبالغاً فيها عند قضاء عطلاتهم بالخارج؟

الصورة: @flywithhaifa

الصورة: @flywithhaifa

بغض النظر عن وجهة السفر أو موعده، قد تكون تكاليف قضاء عطلة استجمامية أمراً مثيراً للقلق والمخاوف بصفة خاصة. وقد يتكبد كثير من السيّاح العرب المسافرين إلى الخارج تكلفةً باهظة، إذ يقع عديدون منهم ضحايا للاحتيال والنصب والخداع. وسواء كانت الخسارة فلوساً معدودة أم آلاف الدراهم، فلا شك أن هؤلاء الانتهازيين يفسدون عطلاتنا.

في وقت سابق من هذا العام، كشفت صمود المؤمن، وهي شخصية كويتية مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمتابعيها على انستقرام أنه طُلِبَ منها سداد 2000 يورو لاستئجار سيارة في إسبانيا، رغم أن السعر المعلن كان 500 يورو فقط. وأكدت أنها تعرضت للاحتيال لأنها خليجية، وهو ما حدث مع غيرها.

طُلِبَ من سائحة عربية دفع 2000 يورو لحضور عرض أزياء ريك أوينز خلال أسبوع الموضة في باريس، رغم أن الدعوة مجانية

طُلِبَ من سائحة عربية دفع 2000 يورو لحضور عرض أزياء ريك أوينز خلال أسبوع الموضة في باريس، رغم أن الدعوة مجانية

وتذكر هيفاء (*ليس اسمها الحقيقي)، التي تعمل في مجال الموضة بالسعودية، كيف كانت ستتكبد خسارة فادحة في العام الماضي عندما عرضت عليها إحدى ’شركات الخدمات الفاخرة‘ تذاكر لزيارة أسبوع الموضة في باريس بسعر باهظ.

وكشفت لموقع ڤوغ العربية في حوار حصري: “حدث كثيراً أن اتصلت بي شركات مثل هذه لتسألني ما إن كنت أرغب في شراء تذاكر لعروض معينة. وعرضت عليّ على سبيل المثال تذاكر لحضور عرض ريك أوينز في باريس مقابل 2000 يورو، وعرض إيڤ سان لوران مقابل 23 ألف يورو! هذا مضحك حقاً”.

’’تستهدف [تلك الشركات] مواطني الشرق الأوسط لظنها أنهم يمتلكون المال ولا يعلمون كيف تسير الأمور‘‘

وأضافت: “لحسن الحظ، أنا أعملُ في هذا المجال وأعلمُ أن هذا ليس نظام العمل المتبع. فأنتم لستم مضطرين إلى دفع أي شيء مقابل حضور مثل تلك العروض لأن الدعوات تأتيكم من دور الأزياء”.

وأردفت: “وشركات الخدمات هذه تحصل على دعوات لم تُسلم لمدعوين ثم تبيعها إلى المهتمين بالموضة – وتستهدف مواطني الشرق الأوسط لظنها أنهم يمتلكون المال ولا يعلمون كيف تسير الأمور”.

تُرى، هل يعتبر المسافرون العرب أكثر عرضة للاحتيال من غيرهم من السيّاح؟ ترى الدكتورة هيذر جيفري، زميلة مؤسسة المساواة السياحية الخيرية وكبيرة المحاضرين في المجال السياحي بجامعة ميدلسكس بدبي، إن هذا الأمر لا يتعلق بجنسية معينة وإنما بالاختلافات بين الناس والانتهازية.

تعدّ الملاذات السياحية، مثل مدينة البندقية الإيطالية، من أكثر الأماكن التي يكثر فيها استغلال السيّاح

تعدّ الملاذات السياحية، مثل مدينة البندقية الإيطالية، من أكثر الأماكن التي يكثر فيها استغلال السيّاح

وتوضح الدكتورة هيذر: “قد يشعر السيّاح العرب بأنهم أكثر عرضة للاستغلال في أوروبا فيما يشعر الأوروبيون على الأرجح بذلك في العالم العربي. ولكن السيّاح أكثر عرضة للاستغلال لأنهم ببساطة سيّاح”.

وتردف: “يلاحظ البائعون العلامات التي تبيّن أنكم سيّاح –وأبرزها عادةً اللغة، وتشمل المظهر أيضاً– ومن ثم يفكرون في بعض الافتراضات. ويقررون أنكم لا تعلمون كم تبلغ قيمة شيء ما وبالتالي يمكن أن يطالبوكم بدفع المزيد”.

كما أن المغتربين قد يواجهون أيضاً هذه المشكلة ولكنهم أكثر استعداداً للتعامل مع هذه المواقف لأنهم يعلمون القيمة الحقيقية للسلع والخدمات في البلد الذي يقيمون به، لذا لا يقبلون دفع أسعار أعلى.

’’سواء زرتم بلداً نامياً أم وجهات سياحية عريقة، فإن البحث عن معلومات عنها أمر لا غنى عنه‘‘

وتستطرد الدكتورة هيذر: “عندما نكون جزءاً من فئة سياحية، ينتهي بنا المطاف في الأساس إلى دفع الضريبة السياحية. وهذا يحدث إن لم تكونوا على دراية كبيرة بأسعار السلع والخدمات في مجتمع معين”.

وبالنسبة لزوّار إيطاليا، فإن “الضريبة السياحية” كانت موضوعاً لكثير من الجدل. ففي عام 2018، دفع السائح الشيلي خوان كارلوس بوستامنتي ما يعادل 250 درهماً إماراتياً مقابل قدحين من القهوة وزجاجتين من الماء في مقهى بساحة بيازا سان ماركو الشهيرة في البندقية. وفي وقت سابق من هذا العام، دفع سائحان في روما ما يعادل 300 درهم عندما طلب كل منهما قدحاً من القهوة وهامبورغر.

ويبدو أن هذه المسألة قد انتشرت في أماكن أخرى في مدن البحر المتوسط أيضاً. فقد كشف البطل البريطاني السابق للملاكمة، ريكي هاتون، الشهر الماضي أنه دفع ما يعادل 3700 درهم مقابل شريحة لحم بمطعم في ميكونوس، في حين دفع سائح أمريكي في مايو ما يعادل 2400 درهم لستة أطباق من الكلماري في مطعم بهذه الجزيرة اليونانية.

تعلق الدكتورة قائلةً: “من الخطر القيام بذلك. فقد أصبحت مدن وبلدان معينة في أنحاء العالم معروفة بهذا الأمر، وقد يسيء ذلك لسمعتها حقاً في أعين السيّاح”.

وتواصل هيذر حديثها قائلةً: “غير أن تنامي قطاع الإعلام الرقمي أفاد السيّاح كثيراً، فقد صارت هذه الأماكن معروفة. وأصبح بإمكان الناس تبادل المعلومات عبر منصات مثل TripAdvisor وAirbnb. كما تضمن تطبيقات، مثل أوبر وكريم، عدم استغلال سائقي التاكسي لكم لأن أسعارها محددة”.

وكيف يمكن للناس حماية أنفسهم على نحو أفضل خلال السفر؟ بسيطة، سواء زرتم بلداً نامياً أم وجهات سياحية عريقة، فإن البحث عن معلومات عنها أمر لا غنى عنه، وفقاً للدكتورة هيذر.

وتضيف: “غالباً ما يربط الناس سبب تعرضهم للاستغلال بالسفر إلى البلدان الأكثر فقراً، حيث يكون التباين أكبر بين السيّاح ومواطني ذلك البلد. ولكن في الواقع، يحدث الاستغلالُ في كل مكان. وقد حاول أحد البائعين في السوق بتونس أن يبيع لي ملعقة مقابل ما يعادل 300 درهم، كما ذهبتُ إلى مطاعم في أوروبا تتعمد استبعاد الأسعار من قائمة الطعام”.

وأخيراً تنصح قائلةً: “قبل السفر خلال العطلات، فكروا جيداً فيما يسعدكم شراءه من السلع والخدمات المختلفة. وعندما تذهبون إلى هناك، احرصوا على التحقق من الإيصالات والفواتير، ولا تخشوا من مناقشة الناس في الأسعار المغالى فيها إن بدت غير عادلة. واجهوا الضريبة السياحية بشجاعة!”.

اقرؤوا أيضاً: دليل ڤوغ العربية للسفر إلى مدينة سيدونا المغلّفة بالغموض

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع