تابعوا ڤوغ العربية

لهذا انتقلت أسماء الملا من مجال الهندسة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتدوين

هل تتطلعين إلى تغيير مساركِ المهني؟ ربما لا، وبالتأكيد لكِ أسبابكِ. ولكن نمط الحياة المترفة التي تعيشها هذه المدوِّنة الكويتية ربما يجعلكِ تعيدين النظر في رأيكِ هذا…

أسماء الملا تصوير جنان السويح لصالح عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة.

من مهندسة إلى شخصية نافذة في عالم الموضة

لطالما كانت أسماء الملا، الكويتية البالغة من العمر 31 عاماً، مرتبطة بعالم الأزياء. وبعدما تخرجت في قسم الهندسة المدنية بجامعة ديربي، سنحت لها فرصة العمل في أكبر مشروع كويتي للموانئ، والذي كان كفيلاً بتحطيم العديد من التصورات النمطية الخاطئة. وفي ذلك الحين، كانت أسماء تقتسم وقتها بين عملها وشغفها بالموضة – عبر نشر الصور التي تنال إعجابها، من الأزياء والإكسسوارات وأعمال الديكور، على الإنترنت. ومن هنا بدأ حلمها. تقول الشابة الكويتية: “لم أجد نفسي في هذا المجال، بل وجدتها في التدوين والكتابة ونشر تجاربي – وأنا بارعة في اقتناء الأزياء”. وعندما أخذت مدوَّنتها، التي أطلقت عليها اسم VintageBaza، في النمو والانتشار، تركت أسماء وظيفتها كمهندسة وقررت تغيير مسارها المهني والانتقال من مجال الهندسة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتدوين. تقول المدوِّنة الشابة والشخصية النافذة على مواقع التواصل الاجتماعي والمقيمة في الكويت: “وها أنا ذا اليوم. وأرى أنه من الجميل أن ترسمي وجهتكِ وأن تكوني من الجيل الأول الذي يقود الطريق في مجاليّ التواصل الاجتماعي والموضة في الكويت”.

تصوير جنان السويح لصالح عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة.

أسباب تميزها 

لأنها الأخت الصغرى لأربع شقيقات، وشقيق واحد، فكثيراً ما ذهبت برفقة شقيقاتها إلى صالونات التجميل والتسوق لتستكشف مكاناً لها في عالم البريق. تقول: “ولكني عندما بلغتُ أردتُ أن أبدو مثل المحررات والجيل الأول من مدوِّنات الموضة، وأن أبتكر أسلوباً ناجحاً لي”. لذا، لا تشتري أسماء إلا الأزياء التي تتسم بالإبهار. وتقول، مشيرةً إلى بنطلونها زاهي الألوان من علامة ديلبوزو: “حصلتُ عليه عام 2013، ولم تكن تلك البناطيل الشبيهة بالليغينغز شائعة وقتئذ، وكانت مختلفة تماماً عما يرتديه الجميع”. وكان مخضباً بلونين، الكريمي من الأمام والكستنائي من الخلف. وكان مختلفاً تماماً عما يرتديه الجميع”. ونظراً لولعها بالسترات الفضفاضة، فقد جمعت أسماء قطعاً كلاسيكية تمتاز بالجمال والأناقة؛ من بينها سترة سوداء بصفين من الأزرار من تصميم مارتن مارجيلا تتميز بكتفين مستديرين مبطنين وشقوق على الكمين، وسترة بلا ظهر من علامة A.W.A.K.E مع بنطلون واسع السيقان. “عندما ترتدينها، تبدو من الأمام كبذلة من طراز الثمانينيات، ولكنها من الظهر تعتبر مناسبة للحفلات”. وتصف أسماء أسلوبها في الأناقة بالبساطة التي لا تنقصها الجرأة. وعن ذلك تقول: “لا أحبذ أن أكون جذابة جداً في أسلوبي أو شديدة الكلاسيكية. وقد تكمن الجرأة في شيء مثل فستان أسود بتصميم المعطف الخفيف يحمل أحرفاً مطبعة على الظهر من علامة هاوس أوف هولاند، وأقرنه بصندل مرصع بالجواهر من غوتشي. فأنا أحب التفرد في أزيائي”.

أسماء الملا تصوير جنان السويح لصالح عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة.

فتاة فندي

في أول عهدها بعالم الموضة، وخلال مرحلة تغيير مسارها المهني، كانت فندي هي العلامة التي غيّرت حياة هذه الشخصية الكويتية النافذة. تقول: “كنتُ قد قضيت فترة استراحة من مواقع التواصل عام 2015، وفي ذلك الوقت طلبت مني صديقة تعمل مديرة لأحد مواقع الموضة أن أكتب مقالة افتتاحية إيذاناً بعودتي. ولم يخطر ببالي آنذاك أن تلك المقالة ستكون عن مجموعة فندي لصيف 2016. وكان ذلك أول تعاون لي وأول جلسة تصوير أشترك فيها مع علامة عالمية راقية”. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف علاقتها بالدار الإيطالية؛ فقد اتصلت الدارُ بهذه الشابة مرة أخرى لتقديم حفل إطلاق مجموعة إكسسوارات “فانسي مِي فندي” في الكويت عام 2017. وبعدما توطدت أواصر العلاقة بينها وبين العلامة، أصبحت أسماء عضوةً أساسية في عائلة فندي. تقول: “في عام 2018، كنتُ أزور أسبوع الموضة في باريس حين أعلنت فندي أنها ستقدم مجموعة مصغرة جديدة لا يعلم أحد عنها أي شيء بعد، ودعتني للسفر إلى روما للقاء فريق تنسيق الأزياء في مقرها بقصر الحضارة الإيطالية على الغداء ومشاهدة عرض لهذه المجموعة المصغرة”. وعندما كشفت العلامةُ الفاخرة عن مجموعتها “فندي مانيا”، قدمت المدوِّنةُ الكويتيةُ النافذةُ حفلَ إطلاق تلك المجموعة، والتي نُسِّقَت قطعها في المتجر – ما شكّل احتفالاً بإعادة افتتاح متجر فندي في الكويت – على مدار خمسة أيام.

تهوى جمع القطع القديمة

لأنها مولعة بالأزياء القديمة، فقد أطلقت أسماء على مدوَّنتها اسم “ڤينتج بازا”، والذي يمثلها خير تمثيل. وعن سبب اختيارها لهذا الاسم تقول: “كان الجميع يدللونني باسم بازا؛ إذ كانت أمي فنانة، وكانت إحدى القيِّمات على الصالة التي اعتادت أن تعرض أعمالها فيها، وكانت تُدعى بازا. وكانت أمي تتمنى أن أكون مثلها، فقد كانت دوماً جذابة وأنيقة، بشعرها القصير وبذلات شانيل التي كانت ترتديها”. والآن، دائماً ما تنشر هذه الشابة، التي يتابع حسابها على انستقرام أكثر من 295 ألف متابع لها، صوراً لقطعها القديمة، التي تستلفت الأنظار. وكانت أسماء قد بدأت جمع هذه القطع القديمة حين كانت تستكمل دراستها الجامعية في لندن. تقول: “كنتُ أملك تنورة بيبلوم جميلة للغاية من إيڤ سان لوران بتصميم الثمانينيات، ولا زلت أرتديها. ولديّ العديد من قطع إيڤ سان لوران القديمة، بل إن أكثر قطعي من هذه العلامة”، وتستطرد قائلةَ: “لدي أيضاً سترة فضفاضة مخططة بنقشة الكاروهات الحمراء والخضراء من جيڤنشي ارتديتها في العام الماضي أثناء أسبوع الموضة في باريس”. وإلى جانب قطع إيڤ سان لوران وجيڤنشي، فإن أكثر قطعة تفضلها أسماء هي سترة من سيلين. وعنها تقول: “اليوم، أصبحت أكثر قطعة قديمة أفضلها لأن شعارها الأصلي المنقوش على الأزرار عاد للظهور مجدداً في أحدث عروض العلامة لخريف 2019، وقد نسقتُها مع حذاء برادا طويل الساق بتصميم الجوارب، وليغنغز، وكنزة بيضاء برقبة عالية، لأني أردتُ تبسيط الإطلالة. آه، وأحمل معها حقيبة فندي باغيت”.

تصوير جنان السويح لصالح عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة.

أسرار العناية ببشرتها

تعاونت أسماء مؤخراً مع نجيبة حياة، المصممة الكويتية ومؤسِّسَة علامة ليودميلا، وصورت مقطع فيديو تعليمياً عن العناية بالبشرة وطرق الحفاظ على توهجها. وعن طقوسها في العناية ببشرتها. تقول: “أول شيء أقوم به في الصباح هو تنظيف وجهي بغسول هيلاميد، ثم أستخدمُ ماء ميسيلار وتونر من ديور، كما أحبُ استخدام كريم شارلوت تيلبري الساحر”. وفضلاً عن منتجات ديور وشارلوت تيلبري، تحافظ هذه الشخصية النافذة في عالم الموضة على إشراقة بشرتها باستخدام مصل إيستي لودر لإصلاح البشرة ليلاً، إلى جانب أمصال نيود. تقول: “أحبُ استخدام أمصال نيود لغناها بالفيتامينات والأحماض التي تحافظ على قوام بشرتي، وتعالج تصبغها وتنعمها. وقد عرفتني نجيبة بهذه العلامة”. وتصف مدوِّنةُ الموضة نظامَ العناية ببشرتها بأنه أفضل جانب في يومها.

عالم الفروسية

بدأت المدوِّنة الكويتية تلقي دروساً في الفروسية منذ خمس سنوات، ولا تزال تمارسها لما تبثّه فيها من مشاعر السكينة، ولأنها تعتبرها ملاذاً آمناً لها. تقول: “إنها وقت أستقطعه لنفسي وملاذاً لي. وكل عام أسافرُ للخارج لركوب الخيل في إي بواتييه بفرنسا لمدة أسبوعين، فهي منطقة شديدة الجمال ومريحة للغاية وتفصلكِ عن أي شيء حيث لا ترتدين سوى سراويل ركوب الخيل، والتيشيرتات، وأحذية الفروسية طوال اليوم”. ورغم أنها في هذه الأثناء تكون بعيدة عن مهام العمل، لا تتخلى أسماء عن علاقتها بالموضة. “أغلب سراويلي أشتريها من متجر لمستلزمات الفروسية في بواتييه. وأملكُ حذاءً طويل الساق من سيرجيو روسي. ورغم أنه ليس مصمماً لركوب الخيل، إلا أنه مثالي لهذا الغرض. وأهوى ارتداء تشيرتات من رالف لورين وقمصان بولو، إلى جانب قفازاتي السوداء المرصعة بالكريستال من سامشيلد”. كما تجيد مدوِّنة الموضة استخدامَ أزيائها للقيام بالعديد من المهام. “كان لديّ قفازات وردية زاهية وبراقة للغاية، وظللت أرتديها حتى بليت. وكان مدربي يحبها لأنه كان يستطيع رؤية موضع يديّ من على بُعد”.

أسماء الملا تصوير جنان السويح لصالح عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة.

حياتها اللندنية

منذ بدأ والدُ أسماء السفرَ إلى مدينة كوڤنتري لتلقي دورات تدريبية في مصنع رولز رويس، أصبحت المدوِّنة الكويتية زائرة دائمة للمملكة المتحدة. “كان والدي سبّاحاً، ولاعباً لكرة الماء، وعداءً، لذا كنا، خلال نشأتنا، نسافر كل صيف إلى لندن”. وحتى بعد تقاعد والدها، لا تزال أسماء –المغرمة بمدينة الضباب– تزورها على الأقل مرة واحدة سنوياً، وأحياناً أربع مرات. وعن أكثر مكان تفضل زيارته تقول: “حي نوتينغ هيل من أكثر الأماكن التي أفضل زيارتها. كما أحبُ الذهاب إلى شارع ويستبورن غروڤ حيث يوجد مقهى يسمى 20، يقدم أفضل الفطائر وأشهى طبق بريشر موسلي. وأفضل الإقامة بفندق كينسينغتون أو فندق نايتسبريدج لأنهما صغيران، إذ لا يزيد عدد الغرف في الفندقين عن سبع عشرة غرفة فقط، ولكنهما مريحان جداً وديكوراتهما في غاية الجمال – إنهما أشبه بالمنزل”. وتعتقد أسماء أن شعورها بجمال الحياة يزداد حينما تكون في مدينتها المفضلة، لندن.

نشر للمرّة الأولى في عدد شهر أكتوبر 2019 من ڤوغ العربيّة

ڤوغ العربية تسأل: هل يتحمل السيّاح العرب أسعاراً مبالغاً فيها عند قضاء عطلاتهم بالخارج؟

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع