تابعوا ڤوغ العربية

ما الذي تخفيه الأيام لميغان ماركل التي قضت عاماً مزدحماً وعصيباً – وتودّعه الآن بهدوء؟

ميغان ماركل والأمير هاري مع طفلهما آرتشي هاريسون ماونتباتن وندسور. الصورة: Getty

كان هذا العام حافلاً بالأحداث بالنسبة لأفراد العائلة الملكية البريطانية، ولعل دوقة ساسكس كانت أكثرهم انشغالاً. إذ لم تقضِ مع عائلتها الجديدة أي لحظات هادئة، بداية من ترقّب ولادتها لطفلها آرتشي هاريسون ماونتباتن وندسور وتعميده في حفل (خاص جداً)، وحتى استئناف مهامها العديدة فيما وراء البحار التي بدأتها بجولة في جنوب إفريقيا. ورغم أنه كان عاماً ناجحاً للغاية للأسرة الملكية الجديدة، إلا أنه حَفِلَ أيضاً بالكثير من التحديّات نظراً لاضطلاع ميغان بدورها الجديد، فضلاً عن النضال الذي يخوضه الزوجان علناً. فقد قضت ميغان وهاري وقتاً عصيباً بسبب الصحافة الصفراء، ما دفعهما إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضدها، ولا تزال تتردد شائعات عن توتر العلاقة بين ميغان وكيت والخلاف بين هاري وشقيقه ويليام، بعدما كشف هاري أن كلاً منهما يسير في “طريق مختلف” في فيلم وثائقي عُرِضَ مؤخراً. 

وقد كان أول عام كامل تقضيه ميغان، التي نادراً ما لا تظهر في الصفحات الأولى للإصدارات الصحفية، مزدحماً بالأنشطة – ورغم الانتقادات التي واجهتها في بعض وسائل الإعلام، إلا أن كاتب السير الذاتية أندرو مورتون يؤكد أنه كان عاماً ناجحاً بكل المقاييس للدوقة الجديدة. 

وقد تحدث مؤلف كتاب ’ميغان: أميرة من هوليوود‘ عن ميغان قائلاً: “قامت ميغان بكل ما هو متوقع من عروس جديدة تنضم إلى العائلة الملكية. فقد وضعت طفلاً جميلاً، وتولّت العديد من المهام في الداخل والخارج. كما ألقت عدداً من الخطب بكفاءة وتمكنت من إضحاك الملكة”. 

ولكن مورتون يعترف أيضاً بأنه “كان عاماً عصيباً على ميغان فقد تعرضت للكثير من الانتقادات. وأعتقد أن تلك الانتقادات لم تكن منصفة من البداية، مثلما حدث تماماً مع ديانا وفيرجي. ولا تختلف ميغان عنهما. فنساء العائلة الملكية أكثر عرضة للانتقادات من رجالها. وتخضع أزياؤهن ومظهرهن وأحاديثهن للفحص والتدقيق”. 

وطيلة الاثني عشر شهراً الماضية، تولّت ميغان مئات المهام في الداخل ووراء البحار، وتحملت مسؤوليات جديدة في المجال الخيري، وأطلقت مبادرات مثيرة للاهتمام، منها مجموعتها الناجحة المحدودة من الأزياء لدعم جميعة سمارت ووركس الخيرية. كما تولّت التحرير في عدد سبتمبر من ڤوغ البريطانية خلال إجازتها للأمومة، فأظهرت براعة فائقة في اتباع أخلاقيات المهنة لم تغب عن ملاحظة الملكة. 

تقول كريستين روس، محررة موقع ميغانس ميرور: “كان عام 2019 مثمراً للغاية لدوقة ساسكس. ففي أول عام كامل تقضيه كدوقة، أدت ميغان دورها بكل كفاءة. وقد أظهرت مبادراتها واسعة النطاق على مدار العام تفانيها في خدمة الأعمال الخيرية التي ترعاها والقضايا الشغوفة بها”.

ولكن في خضم هذا كله لم تتوقف الشائعات عن تصدّع العلاقات بين دوقيّ ساسكس وكامبريدج، والتكهنات بغياب الوفاق بين ميغان وكيت. فبعد أن غادرا قصر كينسينغتون للإقامة في منزلهما الجديد، فروغمور كوتاج، بقصر وندسور قبل ولادة ميغان لآرتشي في مايو، أقام دوق ودوقة ساسكس منزلاً خاصاً بهما في قصر باكنغهام، لينأيا بنفسيهما أكثر عن دوق ودوقة كامبريدج. كما غادرا، في يونيو، المؤسَّسَة الملكية التي أسسها هاري مع كيت وويليام، للبدء في مشروعهما الخيري المتمثّل في مؤسَّسَة دوق ودوقة ساسكس، التي سيتم افتتاحها العام المقبل وستركز بوجه خاص على دول الكومنولث والولايات المتحدة الأمريكية خارج المملكة المتحدة. 

كما كانت دول الكومنولث محوراً لجولتهما في جنوب إفريقيا في سبتمبر الماضي، وفرصة للزوجين لتقديم طفلهما آرتشي للعالم. ففي لحظة تاريخية، التقى آرتشي بالأسقف ديزموند توتو في مدينة كيب تاون، فغدا أصغر أمير يشارك في مهام جولة رسمية. وقد اُعتبرت الجولة نصراً للزوجين، إلا أنها انتهت بإعلان هاري خبر صادم باعتزام ميغان مقاضاة صحيفة “ميل أون صنداي” لخرقها حقوق الطبع والنشر بعد أن نشرت مقتطفات من رسالة خاصة كتبتها لوالدها توماس ماركل. كما كشف الزوجان لصديقهما الصحفي توم برادبي عن صعوبة مهامهما، وأفصحت له ميغان بأنها “تحيا، ولا تعيش”. ولا عجب في ذلك فهي دائماً ما تجد نفسها في مواجهة انتقادات لاذعة، من الهجوم عليها بسبب حفل الاستقبال الباذخ الذي أقامته لمولودها، إلى تكلفة التجديدات الموسعة لمنزلهما، واستخدامهما للطائرات الخاصة في انتقالاتهما خلال الصيف.

يقول مورتون: “ميغان ذكية وقد أوضحت هدفها في حفل زفافها عبر الشخصيات التي دعتها. فقد دعت شخصيات لا تعرفهم جيداً مثل أوبرا، والثنائي الهوليوودي الشهير جورج وأمل كلوني. وقد كانت خطوة ذكية منها، لأنهم هم الذين وقفوا بجانبها حين تعرضت للهجوم”. 

ميغان ماركل. الصورة: Getty

ويقول مورتون إنه رغم الدعم الذي تلقاه من الشخصيات الشهيرة، لا تزال الممثلةُ الأمريكية السابقة تعدّ غريبةً إلى حد ما عن العائلة الملكية. “لا أعتقد أن الناس منحوها حرية الاختيار لأنها أمريكية. أضف إلى ذلك صعوبة الزواج في العائلة الملكية. فلديها الكثير من التقاليد والطقوس مثل مَنْ يدخل الغرفة أولاً، ومَنْ ينحني باحترام أولاً. وهي أمور لا معنى لها عند الغريب عنهم. والآداب الملكية برمتها من العسير الإحاطة بها وتقبّلها. وما تتمتع به من قدرات وكونها ممثلة ناجحة في الماضي لا يعني أنها أمور سهلة عليها. ولا شيء كان يمكن أن يعدها لكل ما حدث”. 

وخلال إجازتهما حالياً التي تستمر حتى يناير بعيداً عن الواجبات الملكية، تقضي ميغان وهاري وآرتشي أولَ عيد شكر لهما كعائلة في الولايات المتحدة الأمريكية مع والدة ميغان، دوريا راغلاند، ويستمتعون حالياً ببعض وقت الفراغ. ولا عجب، بعد أن قضيا عاماً عصيباً، أن يقررا الابتعاد عن حفلات عيد الميلاد الملكية العديدة لقضاء وقت هادئ كأسرة. 

ويشير مورتون إلى أنه رغم أن عائلة ميغان تقتصر على والدتها، إلا أن دوقة ساكس تحظى بدعم الملكة، وأمير ويلز، وتعتمد على إيمانها كلما دعتها الحاجة.

“الإيمان مهم لها مثلما هو مهم للملكة والأمير تشارلز، وأعتقد أن من أسباب وفاقهما معها أن لديها روحانية وحساً دينياً حقيقياً يتجلّى عليها. وأنا على يقين من أنها مثل الملكة تعتمد على إيمانها في أوقات الشدة”. 

ويتوقع مورتون انضمام طفل جديد إلى العائلة الملكية في العام القادم، وجدولَ أعمال مزدحماً للزوجين المجتهدين. “نأمل في أن يرزقا بطفل آخر لتكتمل أسرتهما، وأعتقد أننا سنراهما يسافران ويجمعان التبرعات في جميع أنحاء العالم. وستكون لهما مكانة عالمية كسفيرين لدول الكومنولث، وهما في وضع رائع للانطلاق حول العالم، وأرى أن الأمور تبدو إيجابية للغاية. إلا أن بعض السحب العاصفة تلوح في الأفق. ولن تجلب لهما الدعاوى القضائية القادمة السرورَ. ولنا أن نتساءل، هل ستتصالح يوماً مع والدها؟”.

وحالياً، يواصل الزوجان قضاء إجازتهما دون أن يلفتا الانتباه ويعتزمان إقامة حفل بسيط لعيد الميلاد قبل استئناف مهامها في العام الجديد. ومثلما الحال مع الملكة، التي واجهت أيضاً تحديّات هذا العام، تتطلع ميغان لقضاء عام أكثر هدوءاً في 2020. 

نُشر للمرة الأولى على Vanityfair.com.

اقرؤوا أيضاً: في حوار حصري، دوقة يورك تتحدث عن ميغان ماركل والأميرة ديانا وادعاءات جيفري إبستين

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع