تابعوا ڤوغ العربية

حصرياً.. المخرجة السورية وعد الخطيب الحائزة على جائزة البافتا تتحدث عن فيلمها ’إلى سما‘

حصدت المخرجة السورية وعد الخطيب، البالغة 29 عاماً، مؤخراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل البافتا عن فيلمها إلى سما الذي يروي معاناتها في الخروج من حلب، كما تم ترشيح الفيلم ذاته للأوسكار. وهنا، توضح المخرجة المبدعة أن فيلمها لا يتحدث عن ابنتها فقط.

وعد الخطيب. الصورة كما وردتنا

ما أكثر ما يسعدكِ في الفوز بالجوائز؟

يسعدني أن هذه الجوائز تثير الحوار حول سوريا بين جمهور جديد. وكل جائزة حصلت عليها لها خصوصيتها، والتواجد في حد ذاته ومحاولة تسليط الضوء على قضيتنا بأسلوب مختلف… وأيضاً مقابلة أناس رائعين لم يكن المرء يتوقع أبداً الالتقاء بهم. كل هذا بالطبع يحدث اختلافاً في حياتنا عموماً وفي مجال عملنا خصوصاً.

الدكتور حمزة الخطيب، ووعد الخطيب، وكيت بلانشيت، وإدوارد واتس أثناء حضورهم عرض للفيلم بلندن. الصورة: Getty

حدثينا عن أكبر تحد واجهتِه.

إنه بمثابة تحدٍ عاطفي بالغ بالنسبة لي. إنه ليس مجرد فيلم، بل يمثل حياتي. وأحياناً يعتريني شعور وكأني أقول لنفسي ما الذي أتى بي هنا. ثم أتذكر بعدها أهمية رسالتي. والشيء الوحيد الذي يشعرني بالارتياح هو أني أحاول نقل صورة ما يجري في سوريا.

هل تعتقدين أن فيلمكِ يمكن أن يسهم في إحداث اختلاف وتغيير الأوضاع؟

إن إحداث اختلاف فيما يخص هذا الشأن أمر صعب حقاً ويشكل تحدياً كبيراً – فنحن ضد نظام بشار الأسد وحملاته الكاذبة لجذب الرأي العام، وأيضاً ضد خوف الناس من اللاجئين، وضد “الإسلاموفوبيا”… وتحتاجين في بعض الأحيان أيضاً، هنا في الولايات المتحدة وكذلك في المملكة المتحدة، لإثبات ذاتكِ كمخرجة أنثى – ولتبرهني على أنكِ قادرة على صنع هذا الاختلاف. أحياناً تتساءلين: هل ما زلتِ حقاً بحاجة إلى خوض هذه المعركة؟ نعم – فعليّ أن أخوض هذه المعركة من أجل تحقيق المساواة للكثيرين، على اختلاف أجناسهم وألوانهم وخلفياتهم. نحن بحاجة إلى خوض هذه المعارك، كبيرها وصغيرها على حد سواء، في كل ثانية من عملنا.

لقطة من فيلم ’إلى سما‘. الصورة كما وردت إلينا

ماذا يعني حصولكِ على الجوائز تكريماً لأعمالكِ؟

جئت إلى لندن قبل عام ونصف، وأنا هنا بصفتي لاجئة. ومن الرائع أن تكرمني الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون “البافتا” وتكرم فيلمي بأربعة ترشيحات – لم يسبق حقيقةً أن حاز أي فيلم وثائقي على كل هذه الترشيحات.

إنه شعور رائع حقاً. لقد غيّرنا مجرى التاريخ بهذا الرقم القياسي. وبالنسبة لترشيحي لجائزة الأوسكار، فقد كنت في المملكة المتحدة برفقة فريق عملي وزوجي. كنا واثقين إلى حد ما أن هذه الجائزة ستكون لنا، ولكن كانت تعترينا بعض مشاعر القلق. لقد كان شيئاً رائعاً حقاً أن نسمع اسم فيلمنا ينادى على المسرح، واسم ابنتي أيضاً.

ومثل هذا النجاح يضع على كاهلكِ مسؤولية كبيرة، فعليكِ أن تواصلي مسيرة هذا الكفاح، وأن تحاولي الدفع بالقضية أكثر وأكثر. ونحن لسنا شركة كبيرة لإنتاج الأفلام. ونقف في مواجهة شركات كبيرة وقوية لديها ميزانيات للدعاية لا نمتلكها، إلا أننا بحاجة لعرض فيلمنا كما هو، لأنه فيلم قوي في حد ذاته.

لقطة من فيلم ’إلى سما‘. الصورة كما وردت إلينا

لقطة من فيلم ’إلى سما‘. الصورة كما وردت إلينا

والآن، بعد أن وصل الفيلم لأعداد كبيرة من المشاهدين، ما الهدف الذي تسعين لتحقيقه؟

أتمنى على مَن سيشاهد هذا الفيلم الآن أن يدرك أن ما عانيناه قبل ثلاث سنوات في سوريا مازال يحدث اليوم. فقصة حياتنا كأسرة تتكرر كل يوم، مع ثلاثة ملايين شخص يعيشون تحت قصف الصواريخ والمدافع، وفي الشوارع لينهش البرد أجسامهم. أريد منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن ينقلوا حقيقة ما يحدث في سوريا بكل صدق، وأن يخبروا الممثلين وصانعي القرار حول العالم بما يجري، وأن يوقفوا قصف المستشفيات والمدارس والمدنيين، وأن يقفوا في وجه النظام. حتى وإن كان كل هذا يحدث بعيداً عنكم، فإنه حتماً سيؤثر على استقرار هذا العالم، واستقرار مستقبلنا وأحلامنا وعلى الأمان الذي نريد أن نكفله لأولادنا في هذا العالم.

يذكر أن فيلم إلى سما للمخرجة السورية وعد الخطيب والمخرج البريطاني إدوارد واتس قد حاز أيضاً على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي من مهرجان كان لعام 2019.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد فبراير لعام 2020 من ڤوغ العربية.

اقرؤوا أيضاً: نجمات العالم يتنافسن على السجادة الحمراء في حفل جوائز البافتا البريطانية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع