تابعوا ڤوغ العربية

زوجة إيلي صعب تناقش مفهوم الحياة الهانئة من وجهة نظرها كأمٍ باسلة تدير شؤون أسرتها باقتدار

بعيداً عن بريق عالم الأزياء والموضة، تناقش كلودين، زوجة إيلي صعب، مفهوم الحياة الهانئة من وجهة نظرها كأمٍ باسلة تتولى إدارة شؤون أسرتها باقتدار

وإليكِ فيما يلي حديث كلودين صعب كما روته على مسامع كاتيرينا مِنت…

كلودين صعب: الصورة كما وردتنا

“حياتي ليست روتينية، ولم أعشِ مثل هذه الحياة قط. أنا وزوجي إيلي دائما الانشغال بالفعاليات، وعروض الأزياء، وأسابيع الموضة… تجديننا على متن الطائرة بصفة منتظمة، ودائماً على سفر. لطالما كنت داعمةً دوماً لإيلي، وعندما تزوجنا كنت أحاول مساعدته في جوانب عمله المختلفة (باستثناء التصميم بالطبع). فقد انخرطت في مسؤوليات التنظيم، والعلاقات العامة، وكنت دوماً أقف إلى جانبه متى احتاجني. وحياتنا لا تعرف الخطط الثابتة، فهي دائمة التغيُّر. نحن دوماً في انشغال دائم، لذا من الصعب أن نخطط لإجازة. كل مرة نحاول فيها الترتيب لرحلة، يطرأ شيء ما لم يكن في الحسبان، ما يضطرنا لإلغائها. أذكر ذات مرة أننا رتبنا لرحلة إلى موريشيوس، ولكنها لم تتم من الأساس، بسبب خططنا التي لا تتوقف عن التغيير. والآن، بعد أن أدرك كلانا كيف تجري الأمور، أصبحنا نرتب شؤوننا بشكل مختلف.

كلودين مع زوجها إيلي صعب. الصورة كما وردتنا

أنا وإيلي متناقضان، ولا أعيش حياتي كما قد يتصور البعض عن ’زوجة إيلي صعب‘. فلا أرى ضير إن سافرت وحدي مع أمتعتي. ولا حاجة لي لأن أحيط نفسي بأشخاص من أجل أن يقدموا لي المساعدة. كما لا أسعى وراء الشهرة والأضواء، ولست مهووسة بالموضة. أذكر أن أحد أصدقاء ابني جاء ذات مرة لزيارتنا لمدة أسبوع وبحوزته حقيبتا سفر. وقد صدمني ذلك للغاية، فلو كنت مكانه، لحزمت أمتعةً أقل. فبإمكاني السفر بكل سهولة ذهاباً وإياباً من باريس وجنيڤ ولندن بحقيبة واحدة فقط. فأنا امرأة بسيطة وعملية.

كلودين وإيلي صعب مع أبنائهما الثلاثة: إيلي جونيور، وسيليو، وميشيل. الصورة كما وردتنا

انتقلت إلى سويسرا مع أبنائي الثلاثة إيلي جونيور، وسيليو، وميشيل عندما ساءت الأوضاع في لبنان. وكانت أعمارهم في ذلك الوقت 13 و12 و9 أعوام على الترتيب. وما اضطرني أنا وإيلي لاتخاذ هذا القرار أن ابني الأصغر ميشيل كان قد عَلِقَ في أحد المعسكرات الصيفية، وكان عليّ أن أسافر إلى الخارج حتى أتمكن من الوصول إليه في لندن. لقد نشأنا وسط الحرب الأهلية، ولم نشأ أن يعيش أولادنا طفولتهم تحت نفس الظروف. ورغم شدة تعلقنا ببلدنا لبنان، خشينا أن تصل الحرب لوضع خارج عن السيطرة، فتهدد أمن أبنائنا. ولذا، رأينا أنه من مصلحتهم الانتقال إلى دولة أخرى لمواصلة دراستهم. وكان إيلي قد اقترح عليّ أن نلحقهم بمدرسة داخلية، غير أني لم أرد أن أعيش بعيداً عنهم. ومن ثم، اخترنا الانتقال إلى جنيڤ، حيث تتوفر لهم الكثير من الفرص ويمكنهم الحصول على تعليم رفيع المستوى.

كلودين مع زوجها إيلي صعب. الصورة كما وردتنا

كان إيلي مشغولاً للغاية في ذلك الوقت، حيث كان يعمل على تطوير عمله، إلا أنه كان يزورنا في جنيڤ من وقت لآخر. وكنت كثيراً ما أذهب إلى باريس لألتقي به وكنت أقضي معه اليوم ثم أعود في المساء. وأستطيع أن أقول إن أبنائي قد اعتادوا على غياب والدهم المنتظم، فقد استوعبوا طبيعة عمله في مرحلة مبكرة من أعمارهم.

كلودين مع أصغر أبنائها ميشيل. الصورة كما وردتنا

أقمنا في جنيڤ قرابة 15 عاماً. وكان أبنائي بحاجة إلى كثير من الرعاية والاهتمام. وأنا أمّ متفانية جداً ولا أدخر جهداً من أجلهم. كان يومهم حافلاً بالأنشطة التي تتراوح بين التزلج والسباحة، وكنت لا أفارقهم أبداً بينما يمارسون تلك الأنشطة. ولم يتغير أسلوب حياتنا في جنيڤ عن ما كان عليه في بيروت، فكنا ندعو أصدقاءهم، ونعد مآدب العشاء ونطهو الطعام اللبناني. وبالنسبة للأبناء، لم يتغيّر شيء في حياتهم. أما أنا، فكانت تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة، حيث كنت أقوم بدور الأم والأب في آن واحد في رعاية أبنائي المراهقين، وأحرص على حل كل مشكلاتهم دون إقحام إيلي في الأمر، حيث كان لديه ما يكفيه من المشاغل، وكاهله مثقل بالفعل بالضغوط. وإذا ما اعتراني شعور بالإحباط، كما يحدث في بعض الأحيان، واحتجت لتدخل إيلي، كنت أتصل به، فأجده غارقاً في العمل، فلا أقلقه، وأتولى بنفسي تدبير الأمر. أعتقد أن كل هذا هو ما جعلني المرأة التي أنا عليها اليوم.

كلودين مع زوجها إيلي صعب. الصورة كما وردتنا

قابلتُ إيلي عام 1987 عندما ذهبنا لاختيار فساتين لنحضر بها زفاف أختي. كانت أمي من أولى عميلاته. أخبرني إيلي أنه أول ما وقعت عيناه عليّ، عرف أنني فتاة أحلامه التي يبحث عنها. ولكي نتعرف على بعضنا أكثر، دعاني لحضور حفل عيد ميلاد شقيقته. وكان والدي بطبيعة الحال لا يضع ثقته في أي رجل يبدي اهتماماً ببناته الخمس، حيث كان شديد الحرص علينا. إلا أن والداي وافقا هذه المرة على أن يصطحبني إيلي إلى عيد ميلاد شقيقته لأنهما كانا يعرفانه منذ فترة. ومن هنا، بدأت علاقتنا الجميلة.

في ذلك الوقت، تفاقمت الحرب، وكانت المطارات ستغلق. واضطر إيلي للسفر إلى قبرص برفقة عائلته. وبينما كان هناك، كان يراسلني ويكتب لي الخطابات، فلم تكون خطوط الهاتف تعمل آنذاك. وبقينا على اتصال طوال هذه الفترة، وبمجرد أن عاد، تقدم لخطبتي في الحال. في البداية، كنت أفكر وأقول: ’هل أنت جاد؟‘ فما زلنا صغار السن، وكان إيلي لديه أحلام كثيرة ليحققها. ولكننا كنا نحب بعضنا، فتزوجنا عام 1990، وفي العام الذي يليه، أنجبت إيلي جونيور. ولم تمض فترة طويلة حتى غادر إيلي لبنان متجهاً إلى باريس لكي يعرض عمله على المستوى الدولي.

كلودين وإيلي صعب مع كريستينا مراد، زوجة ابنهما إيلي جونيور

منذ أول مرة التقيت فيها بكريستينا، زوجة إيلي جونيور، اعتراني شعور بأنها ستكون إضافة رائعة لعائلتنا. نحن مرتبطان ببعضنا بشدة، وهناك انسجام وتناغم بيننا إلى حد بعيد، فنحن نشبه بعضنا في الصفات وفي طريقة التفكير. وتعد الأمومة من أكثر التجارب المرضية التي مررت بها في حياتي. والآن، بعد أن كبر أبنائي، أتطلع لأن تكون المحطة التالية في حياتي أن أصبح جدة. فلا أطيق الانتظار حتى أغمر أحفادي تدليلاً وحباً. وتعد العائلة من أهم مقومات الحياة، فهي التي تعطيني هدفاً أعيش من أجله وتمنحني الحافز لأكون زوجة وأمّاً -وقريباً جدة- متفانية”.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2020 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: عبر مجموعتها للخريف.. إنجي باريس تستعيد روح أنوثة السبعينيات المفعمة بالمغامرة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع