تابعوا ڤوغ العربية

إعادة فتح المدارس في الإمارات… كأم عليك معرفة هذه الأمور التي تتعلّق بصحة طفلك وقرارك المناسب

أعلنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية عن إجراءات وإرشادات إعادة فتح المدارس الخاصة بدبي للعام الدراسي المقبل والتي تم تطويرها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية في دبي، وفور تلقينا تواصلنا مع الاختصاصية في التدريب الأسري تانيا فاخوري لنقف على رأيها بهذا الشأن.

كانت تانيا فاخوري صريحة ولم تخفي حيرتها وقلقها، فالموضوع حساس جداً ويتعلق بصحة أطفال لا بل عائلة ومجتمع بأسره. وقلقها مبرر، فالدراسات التي تُجرى حول آلية انتشار الفيروس تثير الحيرة.

بيّنت بعض الدراسات أن الأطفال هم أقل عرضة للإصابة بعدوى الكورونا من البالغين ويميلون إلى الشعور بأعراض خفيفة أكثر إذا مرضوا. وتُظهر أحدث البيانات أن الأطفال يمثلون ما يزيد قليلاً عن 7% من جميع الحالات المؤكدة لكوفيد-19 ونحو 3% من إجمالي حالات دخول المستشفى المبلغ عنها، إلا أن هذا الرقم قد لا يعكس الواقع بوضوح لأن نسبة الاختبارات التي يتمّ إجراءها على الأطفال أقل بكثير من تلك التي يتم إجراءها على البالغين.

وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن أي شخص دون سن 18 عاماً يساهم في انتقال العدوى، حتى لو لم يكن لديهم أعراض وتؤكد أن الأطفال دون سن العاشرة ينشرون الفيروس بسهولة مثل الأطفال الأكبر سنًا والبالغين وهذا ما أكدته دراسة حديثة من كوريا الجنوبية إذ أظهرت أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً هم أكثر فئة عمرية عرضة لنشر الفيروس.

الأهل أمام خيار صعب جداً، إذ يتعين عليهم أن يأخذوا في الحسبان المخاطر التي تشكلها إعادة أطفالهم إلى المدرسة، ليس فقط بالنسبة لهم، ولكن بالنسبة لمحيطهم؛ وفي الوقت ذاته مخاطر إبقائهم في المنزل ومخاطر التعليم عن بعد. فأيهما أخطر الذهاب إلى المدرسة حيث قد يصاب الطفل بالفيروس أم البقاء في البيت مما قد يؤثر على أدائهم العملي والاجتماعي؟

حاولت تانيا فاخوري أن تعطي نقاطاً قد تساعد الأهل في اتخاذ قرار مناسب، إذ أكدت أن الإجابة مرتبطة بعوامل كثيرة كعمر الطفل وحالته الصحية وميوله التعليمية، ونسبة انتشار الفيروس في منطقة السكن، والمدرسة والتدابير التي تتخذها للسيطرة على الفيروس.

حسب دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لطب الأطفال، عزل الأطفال وخصوصاً الصغار في الصفوف من الثاني إلى السادس، عن الأصدقاء والمعلمين قد يسبب لهم معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق. حتى الأطفال الأكبر سناً ورغم أنهم معتادين على التواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت، إلا أنهم لا يزالون عرضة للشعور بالوحدة أثناء التعلم عن بُعد.

ويفيد عدد من الدراسات أن أداء بعض الطلاب قد يكون أفضل أكاديمياً في بيئة العزل المنزلي، إلا أن التعلم عبر الإنترنت بدوامٍ كامل لا يفيد بقدر التعلم الشخصي وقد يؤخر أدائهم الأكاديمي في ظلّ الصعوبات التي قد يجدها البعض والملل والتعب والتشتيت الذهني المرافق له.

إلا أنها أشارت أن التراجع الأكاديمي سيختلف بين الأسر وسيعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك مدى مشاركة الأهل في الإشراف على عمل الطلاب، ومدى قدرة الطلاب على التركيز، والوصول إلى الإنترنت.

ومن الممكن أن يؤثر التعلم عن بعد على المهارات الاجتماعية للأطفال مما قد يضر بالأطفال الصغار بشكلٍ خاص من دون أن تنفي تأثيره على الفئات العمرية الأكبر سناً. فالتعلم من المنزل، والتفاعل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة فقط عبر الإنترنت، ممكن أن يؤثر سلباً على مهارات التنشئة الاجتماعية للأطفال، لا سيما في المرحلة التي يتعلم في خلالها الطفل المهارات الاجتماعية مثل المشاركة والتناوب واللعب واللغة وتجاوز النزاعات وحلّها بالإضافة إلى المساعدة الذاتية ومهارات التكيّف؛ مشاكل قد لا تكون خطيرة إن كان للطفل أشقاء يطورون بينهم المهارات الاجتماعية الهامة من خلال اللعب معهم.

أما في يتعلق بالمراهقين، فالتعلم عن بعد يعرضهم لخطر فقدان المهارات الاجتماعية، خاصةً إذا أمضوا وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يصبح لديهم، على سبيل المثال، انخفاض في فهم الإشارات العاطفية غير اللفظية.

وختمت تانيا فاخوري قائلةً: “كعائلة قررنا إرسال أولادنا دون عمر العشر سنوات إلى المدرسة فالمدرسة أخذت التدابير اللازمة لتأمين سلامة طلابها وأولادنا على دراية بما يجب فعله لتجنب الإصابة بالفيروس”.

وسألنا ربى فرح، أم ومقيمة في الإمارات العربية المتحدة عن رأيها في هذه الخطوة وهل من الممكن إرسال أولادها إلى المدرسة مع بداية العام الدراسي 2020-2021 وكان ردّها كالتالي:

“أشجع عودة أولادي إلى المدرسة ليستعيدوا حياتهم الطبيعية ويندمجوا مع الواقع الجديد لحياتنا الاجتماعية. من الضروري أن يتعلم الولد أصول الحماية والسلامة العامة من خلال احترام التباعد الاجتماعي مع أصدقائه وارتداء الأقنعة الوقائية وتعقيم اليدين، ليستعيد حياته ودراسته بالشكل الصحيح إضافة إلى تمكين سلامته على الصعيدين الجسدي والنفسي. أشكر الله أننا نعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث نثق بإدارة الحكومة والوزارة المعنية وحكمتهما في اتخاذ التدابير اللازمة التي تصب في مصلحة الأولاد وأولياء أمورهم. وفي النهاية، يبقى الاتكال على الله”.

اقرؤا أيضاً: هيفاء وهبي تخرج عن حزنها وصمتها بعد الانفجار وهذه رسالتها إلى الشعب اللبناني

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع