تابعوا ڤوغ العربية

تعيين المصمم اللبناني رامي القاضي سفيرًا للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة

 

أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا اليوم عن تعيين مصمم الأزياء اللبناني رامي القاضي سفيرًا إقليميًا للنوايا الحسنة لبرنامج الأزياء المستدامة. وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة هو هيئة بيئية عالمية رائدة تضطلع بوضع جدول الأعمال البيئية العالمية، وتعزيز تطبيق البُعد البيئي بشكل متسق في التنمية المستدامة داخل منظومة الأمم المتحدة، كما أنه يمثل الجهة الرسمية المناصرة للبيئة العالمية. ويتخذ المكتب الإقليمي لغرب آسيا من البحرين مقرًا له، ويخدم 12 دولة هي: البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وعُمان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، واليمن.

وعن هذا التعيين، يقول رامي: “أنا متحمس لأن أكون جزءًا من هذا التغيير وأتطلع إلى العمل مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة في المنطقة”، وتابع: “إن الاستدامة شيئًا كنت أحاول دمجه في مجموعاتي وأصبح موضوعًا عزيزًا جدًا بالنسبة لي. سيصبح الإنتاج المسؤول موضوعًا متكررًا في جميع مجموعاتي، ولا أستطيع الانتظار للانضمام إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتحقيق هدفنا المشترك. أعتقد حقًا أنه معًا، يمكننا المساهمة في تشكيل مستقبل عالم الأزياء وتعزيز سلوك أفضل وأكثر مسؤولية”. يذكر أنه تم إطلاق برنامج الأزياء المستدامة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا بهدف “تغيير السلوك الشرائي للمستهلكين بالمنطقة وتشجيعهم على الوعي بتأثير هذا السلوك على البيئة، وتعزيز التدوير والاستهلاك والإنتاج المستدام، مع تشجيع التعاون بين القطاعات لإيجاد حلول مبتكرة”.

بدأ رامي مسيرته المهنية عام 2011 عندما افتتح مشغله في بيروت وشرع في تصميم الفساتين الراقية. ويحرص رامي دومًا على عرض مجموعات أزيائه في باريس ضمن فعاليات أسبوع الموضة هناك. وتضمنت مجموعة أزيائه الراقية لربيع 2020 فستانًا مصنوعًا بالكامل من البلاستيك المعاد تدويره. وعلاوة على ذلك، قدم رامي مجموعته من خلال عرض أزياء رقمي سلط فيه الضوء على ما يسببه التغير المناخي من كوارث بيئية. يتحدث رامي فيما يلي عن آثار صناعة الأزياء على البيئة، كما يناقش دوره الجديد كسفير للأزياء المستدامة بالمنطقة.

ماذا تعني الأزياء المستدامة بالنسبة لك؟ وما علاقتك بها؟

الأزياء المستدامة تعني تغيير الأساليب التي نتبعها في إنتاجها، متحملين المزيد من المسؤولية البيئية، فيما نعمل في الوقت نفسه على غرس قيم جديدة. وبالنسبة لعلاقتي بالأزياء المستدامة، فقد بدأت بمجموعة ربيع وصيف 2020 للأزياء الراقية التي أطلقتها في يناير 2020. وتزامن ذلك مع تسارع الأحداث العالمية من حولنا، فيما كان التغيّر المناخي يمضي بوتيرة لا هوادة فيها، تاركًا آثاره المدمرة. وتضم مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2020 أول فستان مصنوع بالكامل من البلاستيك المعاد تدويره، فهو مصنوع بنسبة 100% من البولي إيثيلين تريفثاليت المعاد تدويره. وفي ذلك إشارة إلى إمكانية إخراج شيء نافع من رحم شيء ضار، وإلى فكرة الاستدامة البيئية التي تتخلل المجموعة. كما أن دار رامي القاضي للأزياء الراقية هي أول دار تقدم عرض أزياء رقمي بالشرق الأوسط؛ حيث كنا نهدف في المقام الأول إلى خفض بصمتنا الكربونية. وتظل هذه العلاقة قائمة مع كل مجموعاتي؛ حيث أحرص على استخدام الخامات المعاد تدويرها، بالإضافة إلى الأقمشة والمنسوجات القديمة.

ما الذي دفعك إلى تغيير منظورك لهذه الصناعة؟

لقد حان الوقت لأن تقوم علامات الأزياء بوضع الإنسانية والبيئة نصب أعينها خلال عمليات تصنيع إنتاجها، فقد بتنا في أمسّ الحاجة لتوفير مواردنا الطبيعية من الآن فصاعدًا. حيث إن 97% من الخامات التي تدخل في صناعة الأزياء هي موارد جديدة تمامًا، وهو ما يعني أن هذه الصناعة تستهلك 3% فقط من الموارد المعاد تدويرها. ونحن في حاجة لبدء معالجة إدارة النفايات. ومن ناحية أخرى، يسهم خفض البصمة الكربونية بشكل كبير في التصدي لمشكلة الاحترار العالمي. وثمة سبب آخر لاعتماد ممارسات الاستدامة، وهو أننا بذلك ننقذ حياة الحيوانات. “نحن بحاجة لأن نوقف القتل [قتل الحيوانات] من أجل الأزياء”. فلماذا إذًا لا نعتمد استخدام الأساليب البديلة الخالية من مظاهر القسوة؟ إن الأزياء المستدامة وسيلة صحية للبشر وللكوكب ككل، كما أنها تعلمنا كيف نحب أقمشتنا ومنسوجاتنا وأزياءنا مرة أخرى.

ماذا يعنيه هذا المنصب بالنسبة لك؟

أن أتصرف بمزيد من المسؤولية، وأناصر الممارسات المراعية للبيئة في صناعة الأزياء من خلال التأثير على مصممي الأزياء الآخرين، ودعوتهم لأن يحذوا حذوي.

إلى أي مدى أثّرت جائحة كورونا على عملك؟

أعتقد أن جائحة كورونا قد أثّرت على نهج الإنتاج والاستهلاك المفرطين في صناعة الأزياء واقتنائها. فبخفض الإنتاج، نكون قد أسهمنا في تعديل طريقة التفكير وتوجيهه إلى تبنّي فكرة استخدام أزياء أطول عمرًا. لقد جعلتنا الجائحة نتحول إلى مستوى جديد من الوعي لنصل إلى قاعدة أخلاقية أسمى وأعلى. كما أدخلتُ خامات معاد تدويرها في قطع أزيائي، واستخدمتُ كذلك ما لدي من أقمشة قديمة وطوعتها كي تصبح جديدة، كما اتجهت لخفض الإنتاج أيضًا. وبالنسبة للبث المباشر عبر الفضاء الإلكتروني، فقد اتبعنا هذا النهج قبل ظهور الجائحة، فكانت لنا الريادة في هذا الصدد، وبالطبع، دوامنا على عرض إنتاجنا بهذه الطريقة في ظل الجائحة.

ما أهم التغييرات التي شهدتها صناعة الأزياء من حيث الاستدامة من وجهة نظرك؟

اللجوء إلى العروض الرقمية والبث المباشر عبر الفضاء الإلكتروني بدلاً من تنظيم فعاليات ضخمة، فضلاً عن تقليل الاعتماد على الحيوانات في صناعة الأزياء.

بماذا تنصح مَن يريد خوض رحلة صناعة الأزياء المستدامة؟

سأقول له اصنع الأزياء التي تدوم طويلاً في خزانة الأزياء، فالاستدامة ممارسة تشمل المجال برمته، ولا تقتصر على المنتج التي تقدمه فحسب. واستخدم كذلك وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تعزيز الوعي وزيادته، فلربما استطعنا في يوم من الأيام أن نحقق الاستدامة في عالم الأزياء على الوجه الأمثل.

اقرئي أيضًا: إبداعات المصممين البرازيليين تبهر أنظار متابعي أسبوع الموضة العربي “

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع