يحصل في كل موسم أن نجد عنصراً غذائياً خارقاً جديداً يسيطر على مشهد التجميل. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، مر عشاق الطعام بفترات افتتان بتوت الأساي، وتبعه التوت الهندي والعوسج وجرعات القلطه وحبوب السبيرولينا والشلوريلا وبودرة الماكا ورذاذ لقاح النحل. ومن ثم أتى ماء جوز الهند، وزيت جوز الهند ومؤخراً بذور القصعين..حسناً، حسناً..هذا يكفي!
إن هذه الأطعمة التي تسمى خارقة محدودة السعرات الحرارية وغنية غذائياً ويمكنها حقاً أن تثقل فاتورتك الشهرية في السوبرماركت إن كنت تستعملينها كما يوصي المختصون. ومع استمرار ميسوري الحال والمشاهير بنشر وتدوين تجاربهم وتصنيفاتهم لهذه المنتجات المرتفعة الثمن ومزايا أسلوب عيشهم الصحي، حان الوقت لنتوقف ونتأكد من الفاعلية الحقيقية لهذه الأطعمة كلها. وقد عمدت دارا محمودي من ذا غارديان إلى تنوير مهووسي الأطعمة الخارقة حول الفوائد الحقيقية أو المعدومة لهذه العناصر ضمن مقالتها الحقيقة حول’الأطعمة الخارقة‘ من بذور القصعين إلى زيت جوز الهند والتي لا بد أن تقرأها كل ضحية من ضحايا حميات التخلص من السموم أو كتب الريجيم.
“ليس هنالك من دليل علمي يفترض بأنك إن قمت بدعم حميتك بأي من الأطعمة الخاصة أو ’الخارقة‘ فسوف تحصلين على أي من النتائج الموعودة.” هذا ما يرد على لسان دون ميلور، متحدثة عن الجمعية البريطانية للتغذية، في تصريحها ضمن المقال. يا للهول.
ويذهب المقال ليثبت بطلان آثار تناول أصناف معينة من المتممات الغذائية الباهظة الثمن، مثل فيتامين E وبروتينات أخرى غنية بمضادات الأكسدة، في حين يحثنا على الاعتناء بنظم غذائنا اليومية عوضاً عن استهلاكها. وتضيف ميلور: “بدلاً عن تناول مثل هذه المتممات الغذائية، سيكون من الأفضل صرف المال على الخضراوات والفواكه، سيساعد هذا في تحسين نظامك الغذائي بالإجمال، عوضاً عن إضافة متمم غذائي دون التفكير بالطعام الذي تستهلكينه فعلاً.”
اقرئي المقال الكامل هنا وفكري ما إن كنت ترغبين باستبدال زيت جوز الهند بزيت الزيتون الجيد المألوف (وحتى لو احتوت كل معلقة منه على 45 سعرة حرارية). أما أنا شخصياً، فقد أقوم بالتخلي عن مقدار كبير من التوت المجفف مقابل الحصول على العنب الأحمر الطازج والكرز وصرف المال الذي وفرته على موعد مع مدربتي الخاصة لأحافظ على قلبي بحالة صحية جيدة.
