يبدو أنّ ربيع موسكو المبكر هو وعد كلاميّ فقط، لكن الروح الروسية تتجلى بأنّه كلّما عصفت رياح أبرد، كلما أصبحت المزاجات أكثر إشراقاً. تابعت المصممة ألينا أخمادولينا المعروفة بمجموعاتها المستوحاة من القصص الخيالية استكشاف عالم الصور السلافية والاسكندنافية في عرضها يوم الجمعة، متعاونة مع رسّامة الكتب الشهيرة تاتيانا مافرينا. الفرو هو عمل المصممة الرئيسي، لذا كان هناك الكثير منه هنا. ستكون معاطفها الفضفاضة المرقعة من فرو المنك أساسيات في فصل الشتاء للزبونات رفيعات المستوى، فيما ستجذب تطبيقات الفرو النابضة على المنسوجات الزبائن الأصغر سناً. ولكونها إحدى أكثر المصممات الروسيات شهرة، تعرف أخمادولينا عن ظهر قلب القاعدة الأساسية للنجاح في سوق الموضة المحلي: الفنون الرمزية هي الأكثر مبيعاً.
وفي وقتٍ لاحق من تلك الليلة، استضاف متجر كوزنتسكي موست 20 المفاهيمي في موسكو مع مؤسِسته أولغا كاربوت عرضاً تقديمياً لتيغران أفيتيسيان. هناك صيحة جميلة تنتشر بين المصممين الروسيين الشباب للعودة إلى أوطانهم بعد حضور مدرسة الأزياء والتدرّب في الخارج. ويعدّ أفيتيسيان، خريج سنترال سانت مارتن والطالب السابق في لانفان وآكني ستوديوز الذي أصبح مشهوراً بفضل الملابس المنقوشة بعبارات جريئة مثل “الكثير من الضغوط” و”لا يوجد عمل” و”المدرسة قاتلة”، أحد هؤلاء المصممين الشباب. أطلق على مجموعته الجديدة اسم “ديوتي فري Duty Free” (والتي تعني معفى من الضرائب) بعد أن أذهلته الحقيقة في أنّ بعض علامات الأزياء (مغلر على سبيل المثال) مستمرة بسبب أنّ عطورها تباع في متاجر معفاة من الضرائب حول العالم. متلاعباً بهذه الفكرة، عرض أول عطر خاص به يحمل اسم ديوتي فري. كانت عبوة العطر الضخمة هي محور عمل تركيبي داخل المتجر، كما استغلّ أفيتيسيان نوافذ KM20 مزيّناً إيّاها بالنقشات الجديدة.
تابعت عروض موسكو خلال عطلة نهاية الأسبوع مع بعض الأسماء المشرقة الشابة. ديما نوي، الرابح الأخير في جائزة بروجيكت رنوي Project Runway المحلية، هو مصمم شاب متواضع من سيبيريا. مزجت مجموعة ديمانوي التي عرضها يوم السبت العناصر المفرّغة وعناصر الزينة من الأزياء التقليدية الروسية واليابانية، وأقيم عرضه كأداء تمثيلي مع راقصي الكابوكي والعارضات اللواتي صنعن هرماً بهلوانياً خلال الفقرة الأخيرة. وكما يشير الاسم، كان عرض ووك أوف شيم Walk of Shame شيئاً مختلفاً. مستمدةً إلهامها من خزانة المعلمين السوفييتين ومن صور السبعينيات للممثلة آلي ماكغرو، مزجت المجموعة التنانير الطويلة المتوسعة والياقات المرتفعة مع الفساتين بياقات V العميقة، التي تمّ ارتداؤها مع الكنزات المنسوجة واللانجري الحريري تحت معاطف الفرو الاصطناعي. وبالنسبة للجيل الأكبر من النساء الروسيات، يعدّ كلّ شيء صناعي شيئاً محرجاً، لكنّ مصمم مجموعة ووك أوف شيم، أندري آرتيوموف، منسق الأزياء الشهير في موسكو، يحبّ أن يكسر القواعد. لقد بنى قاعدة معجبي العلامة في السابق بناءاً على مزاجاتها الأنثوية الشابة، لكنّه نجح هذا الموسم في دمج تلك الهوية مع أنوثة أنضج. قد تصبح مجموعة ووك أوف شيم قريباً لاعباً عالمياً أساسياً باعتبارها إحدى أكثر المجموعات مبيعاً في أوبينينغ سيريموني وكوليت منذ الآن.
_جيرمان لاركن، ستايل.كوم