أصول عربية
بين السفر والعرف، كلمة “الحمراء” Alhambra تستحضر صور من القرن العاشر المذهل “جوهرة اسبانيا البربرية”، القصر الذي يقع بين جبال “سييرا نيفادا” Sierra Nevada في غرناطة. صممه الملك الأموي “باديس بن حبوس” Badis ben Habus، بنيت القلعة الإسلامية للأمراء، أسرهم، الحاشية والوزراء. يتمتع قصر الحمراء بشعبية واسعة كموقع اليونسكو للتراث العالمي وكمكان سياحي مشهور بأحواضه المائية العاكسة، الممرات، الساحات، الزخارف العربية، والأشكال الهندسية.
ربما هي المنحنيات السخية والتناغم المميز مع البيئة الطبيعية المحيطة التي ألهمت أكثر التصاميم شهرة في دار المجوهرات الباريسي الراقي، “فان كليف آند آربيلز” Van Cleef & Arpels. من بين خبراء المجوهرات الراقية، كلمة “الحمراء” ــــ ذات الأصل العربي والتي تعني “الشيء الأحمر” ــــ توحي بصورا من القلادات ذات الطبقات وقطع المجوهرات السرمدية التي تزين بورقة الحظ، المتميزة بالتواضع الراقي الموجود بها. أطلق في عام 1968 “فان كليف آند آربيلز”، ورقة “الكلوفر” أي النفل ذو أربعة أضلاع الخاصة بالشركة، وهي رمز للحظ الذي يجلب الحب، الصحة، الثراء، والحظ لصاحبها.
صلتها بالعائلات الملكية
تشتهر بعلاقة مميزة مع الملوك، فتمتلك “شارلين” Charlene أميرة موناكو قلادة “الحمراء” من الفيروز مصنوعة خصيصا لها، مثل حماتها الراحلة من قبلها (صاحبة السمو الملكي “غريس”Grace أميرة موناكو). التقطت صورا لـ”رانيا” ملكة الأردن وهي ترتدي أقراط أذن “الحمراء” المتدلية. كما أن “فان كليف آند آربيلز” وضعت الزمرد في جواهر تاج “فرح”Farah امبراطورة ايران وصنعت مجموعات لأخوات وبنات الشاه “رضا بهلوي” Reza Pahlavi، ويعتبر هذا الحفل من أكثر الاحداث المتميزة والخاصة في تاريخ الدار.
عشق العائلات الملكية “فان كليف آند آربيلز” لتميز مناسباتهم الخاصة، سببه اهتمام الدار بالبحث حول أنحاء العالم عن الأحجار الكريمة الثمينة وإبداعه لتصاميمه المتميزة المستوحاة من الطبيعة. لكن ربما أن الزبون يتأثر بأساسات هذا الدار، المبنية على قصة حب متينة ــــ زواج “إستيل آربيلز” Estelle Arpels و”ألفريد فان كليف” Alfred Van Cleefـــوالتي ألهمت الرغبة في خلق شيئ جميل ودائم مع بعضهما البعض.
وتوجد هذه الصفات أيضا في مجموعات “الحمراء”. ولدت منذ أربعة عقود، قلادة ذهبية بسيطة مزينة بورقة الحظ، اليوم، تضم مجموعة “الحمراء” أشكال مختلفة وأحجار كريمة مثل الملخيت، العقيق الاحمر، وعين النمر، والعقيق اليماني. لكن يبقى الصدف المصنوع طبيعيا من المحار في اندونيسا واليابان السائد، فهو يعتبر رمزا للأمومة، والرفاه.
ورقة الحظ المرغوبة
رسمة “الحمراء” هي شيء يحظى بحماية شديدة من الدار وفي عام 2007،كانت محل نزاع بين بينها وبين العارضة والشخصية التلفزيونية “هايدي كلوم”Heidi Klum. اتهمت “فان كليف آند آربيلز” “كلوم” بأنها نسخت التصميم لتعاونها مع دار المجوهرات اللبنانية ” معوض” Mouawad. في ذلك الوقت، صرح الأخير بأن فكرة “كلوم” كان في الواقع، ورقة مرصعة على الرخام من نقوش كاتدرائية “دومو” Duomo في ميلانو ومثل الصلبان والقلوب، ورقة الحظ هي رمز شعبي لا يمكن لأي دار إمتلاكه. على الرغم أن عدد من الدور العالمية مثل “لوي فويتون” Louis Vuitton، “كارتييه” Cartier، و”شوبارد” Chopard تستخدم أمثلة عن رمز الحظ في مجموعاتها، لكن رسمة الحمراء لدى “فان كليف آند آربيلز” ما زالت اليوم تعتبر الأكثر شهرة على نطاق واسع. أقراط الأذن، الأساور، الخواتم، والساعات يمكن ارتدائها من النهار حتى الليل، ومع جميع الألوان، بينما القلادة، التي من الممكن ارتدائها على شكل طبقات، تعتبر الملاذ الجديد للمرأة الأنيقة.