تشهد المملكة العربية السعودية تفتّح مجتمع فنيّ جديد يطرح تساؤلات حول المنشآت القائمة من خلال التعبير عن رغبته بدفع حدود الحضارة والفن المعاصرين داخل المملكة.
تدخل في هذا السياق الفعاليات الثقافية التي انتهت للتو مثل أسبوع جدة للفنون والانطلاقة الجديدة لجائزة جميل للتصوير الفوتوغرافي (جدة) و جوائز المرأة العربية (الرياض) بالإضافة إلى ترشّح المملكة العربية السعودية للمرة الأولى رسمياً لنيل جائزة الأوسكار لهذا العام مع فلم وجدة لهيفاء المنصور. هذا جزءٌ من أمثلة التطور الحضاري الحالي الذي يأخذ مجراه في المدن الرئيسية للمملكة.
عرضت هذه المواقف الجديدة تجاه الحضارة والمجتمع في معرض “المملكة المعاصرة” الذي سيقدم أعمال ستة فنانين سعوديين معاصرين في أيام غاليري في جدة.
يشارك في المعرض من الثالث حتى الثامن والعشرين من فبراير ثلاثة أجيال من الفنانين (بين 20 و60 عاماً) يضمون فيصل سمرة و مها ملوح و عبد الناصر غارم و راشد الشعشعي وشاويش و هدى بيضون، ستدور أعمالهم الفنية حول محور موحد: التطور الاقتصادي والاجتماعي السريع في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة.
يمثل الجيل الأصغر الفنانان هدى بيضون وشاويش ويتناولان رموز ثقافة البوب الغربية. تخطّط بيضون في إشارة إلى العدد الكبير للمهاجرين الغير شرعيين إلى “حجب هوياتهم ومخاوفهم من الترحيل خلف شخصية ميكي ماوس التي ترمز عالمياً للبراءة والفرح”. أمّا فنان الشارع شاويش فيقدم نقداً ساخراً للوضع الراهن عبر مواجهة الشخصيات السياسية بأبطال مشاهير.
كما سيناقش المعرض موضوع الأهمية المستمرة لتحقيق الاستدامة في المنطقة من خلال أعمال راشد الشعشعي وعبد الناصر غارم الفنانون، إذ يعلق هذان الفنانان على التأثيرات البيئية التي جلبتها الحداثة للشرق الأوسط.
لتحقيق هذا الغرض ومن خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو “فلورا & فاونا Flora & Fauna” فإن الفنان عبد الناصر غارم يلتقط بطريقة مؤثرة صوراً لما يسمى بشجرة الكوناكاربس المقاومة للجفاف المستوردة إلى المملكة والتي سببت موت العديد من الأشجار المحلية.
أخيراً، يحلّل الجيل الأقدم من الفنانين السعوديين الممثلين بفيصل سمرة ومها ملوح تطور الأفق الإعلامي والعلاقة بين الفن والواقع في المملكة من خلال النحت والرسم والفن الرقمي.
