تمتلك دايان بيرنيت، المدوّنة وخبيرة ومنسّقة الأزياء ورائدة أفلامها والمحاضرة في معهد باريس للأزياء الآن علامة أخرى في ملفها المهني المتعدد: علامة عطور. بدأ العمل على المجموعة المؤلفة من أربعة عطور منذ عامين، وتم إطلاقها مؤخراً في بيتي فراغرانز في فلورنسا. وكانت حسب تعبير بيرنيت “مصممة بالشراكة” مع سيلسو فاديلي، المديرة التنفيذية لمجموعة إنتيرتريد غروب Intertrade Group (شركة عطري بيريدو Byredo وبوند نو.9 Bond No. 9) وقال فاديلي في بريد إلكتروني: “يرى الناس أنّ دايان غامضة، لكنها أكثر من ذلك بكثير: إنها لطيفة وحساسة وعاشقة للعطور. حاولنا إيجاد المزيج الفريد من المكوّنات الخاصة التي يمكن أن نحتويها في زجاجة. إنها تمتلك مهارة فائقة. تتبع قلبها وأنفها فقط. تتحدث عطورها عن حب ضاع واستعيد، عن السعادة والظلال والبحر والغابات، إنها مليئة بالمشاعر.” ستستضيف بيرنيت إطلاق مجموعتها الرباعية في باريس في جويس غاليري في 26 سبتمبر. (كما سيقام معرض بالرسوم التي ألهمتها المجموعة حتى 28 سبتمبر.) وقد تحدثت بشكل حصري مع ستايل.كوم عن رحلتها الإبداعية الأخيرة وعن حبها وتوقيعاتها الجمالية ومن يستخدم عطورها في السينما.
لا تتعلّق هذه المجموعة بالإغواء…
العطر يحكي عن الذاكرة وعن البيئة المحيطة. تثير العطور بالنسبة لي ذكريات الأماكن والأشخاص. هناك غموض وفضول يعتريها، إحساس ما. العطور مثل الأزياء، هي الطريقة التي تعبّر بها عن نفسك. إنها الطريقة التي ترغب أن يتذكرك الآخرون بها. وضع كريستيان لوبوتان الأحمر على الأحذية التي صممها لأنها آخر شيء تراه عندما تغادر المرأة. تنطبق هذه الفكرة على العطور، لكن ليس هناك جنس معين مرتبط بذلك.
ما هي الأماكن والأشخاص التي ألهمتك؟
“شادد” هي جزئياً قصيدة ثناء لزوجي الأول وحبي الكبير الذي أخذني بعيداً إلى الشواطئ الغريبة. اعتاد زوجي الرابع أن يقول: “عليك أن تكوني أقرب للطبيعة” لذا كان يجبرني على مغادرة قواعدي وارتداء الجزمة المطاطية والسير عبر غابات نورماندي. كان ذلك أكبر مما يمكن أن أطبّقه أسلوبياً. أحببت الهواء الطلق، لكن المدينة تلائمني أكثر. أبثّ هذا الشعور من خلال عطر “تو بي أونيست To Be Honest”. عطر “وونتيد Wanted” حسي بشكلٍ كبير، جديقة شرقية غير منتظمة مع طبقات من روائح الجلد بالنسبة لي، تثير رائحته ذكرى شارلوت رامبلينغ في ذا نايت بورتر The Night Porter. هناك لمحة من الليمون الأخضر والقليل من البتشول في عطر “إن بيرسوت أوف ماجيك In Pursuit of Magic”، إنه حسي ولاذع جداً. أحافظ على رسم محفور عليه تلك الكلمات أمام حاسوبي، وهو هدية من مجموعة فتاة تعمل بفن الشارع. إنها ذكرى رائعة من عودتي إلى نيويورك.
ترددين عبارة “بصراحة (تو بي أونيست)” كثيراً.
ذلك العطر يجعلني أفكر بكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، التي أجدها محركة للمشاعر حقاً. أتمنى لو كانت هناك صراحة في العالم، وفي صناعة الأزياء على وجه الخصوص. لماذا يجب على النساء أن يقارنوا أنفسهنّ بصورةٍ تمّ تعديلها بشكل كبير؟ هذه العبارة هي أيضاً اسم لفيلم صنعته عن مجموعة برونو بيترز. تلهمني نظرته للصراحة في الأزياء. كان يمارسها قبل أن تحدث تراجيديا رانان بلازا بوقتٍ كبير.
لماذا ركزت على العطور التي لا تتعلق بالجنس؟
أنا شخصياً أكره وضع العطور النسائية الثقيلة، ولم أضعها منذ أن كنت مراهقة. أضع عطر أفينيون من كوم دي غارسون منذ سنين، وكان الناس يسألونني دائماً ما هو العطر الذي تضعيه لأن رائحته تشبه رائحة الكنيسة. كما كنت أضع عطر غيرلان فيتيفير للرجال بكل الأعمار. والآن وقد اكتشفت متعه صنع عطوري الخاصة، أغيّر بينها كل الوقت لأنني أحبها كلها. لكنّني أعود لفيتيفير كثيراً.
كم من الوقت استغرقت لتجدي التركيبات الصحيحة؟
سنتان ومئات التجارب؛ وعندما وجدنا الرائحة المناسبة، جرت باقي الأمور بسرعة حقيقية.
هل فكرت بصنع العطور قبل ذلك؟
عندما كنت مصممة في نيويورك، فكرت في ذلك. لكنني لم أمتلك الدعم الكافي.
كيف تتوافق العطور مع الأفلام السينمائية؟
عندما سمعنا عن المشروع، قال أحد المخرجين المشهورين، وهو مايك فيغيز المرشح للأوسكار والذي أخرج فيلم كيت موس في دورها التمثيلي الأول في إيجنت بروفوكاتور: “عندما تريدين فيلماً، اتصلي بي.” يجب أن يكون الفيلم جاهزاً في منتصف أكتوبر، قبل شهر من النسخة القادمة من مهرجان “أشيديد فيو أون فاشن فيلم A Shaded View on Fashion Film.”
توقيعاتك الجمالية الأخرى هي أحمر الشفاه الأحمر وشعرك. للتوثيق، أيّ أحمر هو؟ وكم تستغرق الإطلالة من الوقت؟
في البداية، شعري: 15 دقيقة صباحاً و15 دقيقة مساءاً كل يوم للعقود الثلاثة الماضية. نشرت تواً معرضاً استعادياً لأزيائي على موقع AShadedViewOnFashion.com، يمكنكم أن تشاهدونني أرتدي الأزياء المختلفة على مدى السنين. بالنسبة لأحمر الشفاه، الحقيقة هي أنني أغيّره كل فترة؛ أبحث دائماً عن اللون الأحمر المثالي. المفضل عندي هو روشان ريد من ماك. اعتدت على استخدام لون العيون شو إيمورا Shu Uemura، كان رائعاً لكنه جاف جداً للشفاه، لذا كنت أمزجه دائماً مع المستحضرات الأخرى. لأكون صريحة، لم أجد اللون الأحمر المثالي بعد. أعتقدّ أنّ عليّ أن أصنعه بنفسي!