لكل النقاشات العقيمة والعديدة في السنوات القليلة الماضية عن أهم الشخصيات في عالم الأزياء محررين أومدونين، يقال الآن أن المدونين هم الذين يجمعون كل الذهب. لسنا نتحدث عن الهدايا الغير معدودة التي يتلقاها المدونون من العلامات الناشئة والعريقة على حد سواء وحسب، بل أنهم يحصدون ما يطمح إليه أهم المحررين في أيامنا هذه، وما طمح له أولئك في الأجيال الماضية (محرر فوغ Vogueالمخضرم أندريه ليون تالي انتقل إلى نوميرو الروسية إذ عرض عليه مبلغاً حقيقياً، كما يقال أن نجمة هاربرز بازار ومحررة فوغ ديانا فريلاند لم تتقاضى راتباً على أي من ذلك). وعلى حد تعبير شخصية جيري ماغواير التي أداها توم كروز، فقد جعل المدونين العلامات التجارية “تريهم المال”، ووفقاً لمجلة ويمينز وير دايلي WWD فإن العلامات التجارية قد رضخت في بعض الأحوال بمليون دولار أو أكثر.
لكن قبل أن ينشر بعض الواعدين الشباب تقاريرهم الصحفية الجامعية على أمل أن اليوميات النثرية التي تحتوي على جمل تبدأ بكلمة “رائعة” وتنتهي بكلمة “عاشق أزياء” ستجلب لهم المال الكثير، يجب عليهم أن يسألوا أنفسهم: “هل أنا عازم على الانتقال إلى ولاية يوتا؟” كما هو الحال في كل شيء، فالأموال تتحرك تبعاً لقوانين العرض والطلب، وإن المدونون هؤلاء يكتبون لجمهور لم يسبق له أن سافر إلى نيويورك أو لندن أو باريس أو ميلانو.وقالت رئيسة وكالة ريوارد ستايل RewardStyle الرقمية آمبر فينز لمجلة ويمينز وير دايلي WWD أن العلامات التجارية تتعاون مع المدونين الذين أثبتوا تأثيرهم الإعلاني، وإن أهم المدونين “ليسوا من يظن الناس أنهم كذلك.” كما تعد كل من المدونتين ماري سينج القاطنة في ناشفيل التي تكتب في هابيلي غراي Happily Grey وريتشيل بارسيل القاطنة في يوتا التي تكتب في بينك بيونيز Pink Peonies من أعلى المدونين دخلاً. وعلى الرغم من أن بارسيل لن تكشف عن مدخولها، لكن ووفقاً لريوارد ستايل فإنها تجني ما يزيد على 900.000$ دولار أمريكي في العام. “أنا لا أمتلك الملايين، لكني أنقل تقارير أكثر من تلك الفتيات اللواتي لديهن الملايين من المتابعين.” قالت بارسيل لمجلة ويمينز وير دايلي WWD.
إن المدونون الذين يملكون حشود هائلة من المتابعين مثل ليندرا مدين من مان ريبلر Man Repeller (أكثر من 600,000 متابع على إنستغرام) وكيارا فيراغني من ذا بلوند سالاد (أكثر من 2,3 مليون متابع على إنستغرام) مثالين عن المدونات اللاتي حولن منصاتهن على الإنترنت إلى علامات متنوعة بحد ذاتها، بحيث يبدلون أدوارهن بين عارضات وملهمات وأصدقاء مقربين ومدراء إبداعيين.
اقتبست مجلة ويمينز وير دايلي WWD عن المدون “برايانبوي” أو براين غراي-يامباو، الذي كان في دبي أبريل الماضي كضيف خاص في الموسم الثالث من فاشن فوروورد، قوله: “لقد كسبت ما يكفيني لأحيا حياة رغيدة وألا أرتدي العينات وأن أشتري ملابسي من متاجر المفرق”. لكن إن لم يكن شراء الملابس من متاجر السعر الكامل كافياً لجعل والديك يتفاخرون بك في نادي الغولف، فلعل المغامرة في غياهب عالم الأزياء قد تكون خياراً معقولاً.
من الجدير بالذكر أنه لم يعلن أي من المدونين الذين تحدثوا مع مجلة ويمينز وير دايلي WWD أنهم يتبعون قوانين الصحافة الأخلاقية المتعارف عليها، وبدلاً عن ذلك يكتبون عن أي شيء يميلون له في هذه اللحظة وينشرون رأياً يمكن أن يغيروه حسب العلامة التي تدفع لهم المبلغ الأكبر. وبعد قول ذلك، نجد أنه لربما ليس هناك أي شيء يجمع بين المدونين والصحفيين على الإطلاق، إلا طبعاً فيما يتعلق بحبهم للأزياء حسبما يزعمون.
تواصلت ستايل.كوم/العربية مع فاشن فوروورد للحصول على تصريح بخصوص المبلغ الذي تقاضاه براين غراي-يامباو ليظهر في الموسم الثالث من فاشن فوروورد وسنقوم بتحديث هذا المنشور عندما تصلنا المعلومات.