وأنت تستعدين لمغادرة نطاق منزلك المجهز بمكيفات الهواء بينما تتجاوز الحرارة في الخارج الثلاثين درجة بمقياس سيليسيوس، وتلقين بالنظر إلى خزانة ملابسك فتلتقط عيناك تلقائياً عنصر التميز الجديد لتوليفة أناقتك بكل مناحي الأزياء، وهو: الفرو.
وبالتأكيد، يعد الفرو مادةً فاخرة، ونساء الشرق الأوسط هنّ ذواقاتٍ للفخامة، لكن هل ينطبق هذا على الفرو؟ وفي هذه البيئة الصحراوية؟
نعم، بالتأكيد، على الأقل إن كان للرئيسة التنفيذية لعلامة أوه! من شركة فرو كوبنهاغن، السيدة باتريشيا فينتوريلي كريستنسن، أي قول في هذا الأمر. وخلال أسبوع الأزياء في كوبنهاغن، سافر طاقم ستايل.كوم/العربية إلى أطراف العاصمة كوبنهاغن وإلى بلدة غلوستراب ليزوروا مقر شركة أوه! من فرو كوبنهاغن وليلتقوا فينتوريلي كريستنسن، والتي تضع نصب عينيها دخول سوق الشرق الأوسط.
وقد يكون البعض منكم قد سمع باسم “فرو كوبنهاغن”، فهذه الشركة التعاونية ترجع ملكيتها إلى مايقارب 1,500 مزارع وهي إحدى أكبر دور بيع الفرو في العالم، حيث تقوم ببيع 22 مليون قطعة من جلد المينك سنوياً وتوزع الفرو لدور أزياء كبرادا وشانيل وكريستيان ديور.
بيد أنّ أوه!من فرو كوبنهاغن لا تقوم بتصميم معاطف الفرو الكاملة التي تصل إلى الأقدام، فهدفها الوحيد كما تشرح فينتوريلي كريستنسن هو “مساعدة الزبائن على مقاربة الموضة والفرو من خلال قطع الإكسسوار،” وتتابع قائلةً: “نرغب أيضاً في دعم التطور في التقنيات الحديثة والابتكار. نريد أن نُدخل الفخامة في الحياة اليومية. ترون كيف يتم استعمال الفرو تقليدياً، فنجده بالعموم لدى الأجيال المتقدمة في السن وأولئك الذين يمكنهم دفع أثمان المعاطف الكبيرة. أما نحن هنا فنريد للجميع أن يستمتع به.”
فينتوريلي كريستنسن، الأم والمعلّمة وسيدة الأعمال فكرت أيضاً بالوقائع اليومية في حياة النساء والرجال لدى تأسيسها خط الإكسسوارات، والتي تتضمن الأحزمة والعقود والأساور والكنزات ذات الأكمام القصيرة والسترات المحبوكة والتي تحتوي جميعها على زخرفاتٍ من الفرو، ومحفظات النقود والجزادين النسائية والحقائب وحتى إكسسوارات الأحذية من الفرو، والياقات الفروية التي تلف على الأكتاف أو الرقبة.
وبينما كنت أقوم بتفحص بعض القطع من فرو المينك مصغية السمع إلى فينتوريلي كريستنسن وهي تشرح لي عن التقنيات المختلفة في فرز الجلود، التقطت أحد الكتب من على الطاولة وفتحته لأجد اقتباساً شد اهتمامي للغاية، اقتباسٌ عن كارل لاغرفيلد مصمّم كل من فندي وشانيل حيث يقول: “ضمن العالم اللاحم، الذي يتم فيه ارتداء الجلد في الأحذية أو الملابس وحتى الحقائب اليدوية، بات النقاش حول الفرو طفولياً.” ويعدّ لاغرفيلد داعماً كبيراً لإدخال الفرو في الأزياء، وقد تمت الإشارة إليه سابقاً من قبل جمعية أناسٍ لمعاملة أخلاقية مع الحيوانات بيتا (بيبول فور إيثيكال تريتمنت أوف أنيمالز) يإسم “ديناصور التصميم” لاستخدامه المستمر للفرو في مجموعاته.
وشكلت المشاعر المحتدمة التي يظهرها بعض الناس في مايتعلق بارتداء الفرو إحدى الموضوعات التي أردت مناقشتها مع فينتوريلي كريستنسن. فلقد شهدت أوساط صناعات الأزياء والتسلية انقساماً كبيراً بين “محبي” و “كارهي” الفرو. نذكر على سبيل المثال، التأكيد المتواصل الصادر عن منسقة الملابس ريتشل زوي: “نعم، إن معاطفي من الفرو الصناعي طبعاً.” أو الصخب الذي سببته الليدي غاغا بين معجبيها حين نشرت سلسلة من الصور وهي ترتدي الفرو من مصممين أمثال لويس فويتون. وبالطبع دون أن ننسى، أشهر مصممة نباتية على الإطلاق، ستيلا مكارتني والتي تخلو كل ملابسها وإكسسواراتها تماماً من أي منتجٍ حيواني وتقوم بتوجيهها نحو “الناس الأذكياء”.