نشأ المصمم الدنماركي جيسبر هوفرينغ وترعرع في كوبنهاغن، وتميّز بانجذابه للملابس البارزة المميزة. بعد أن تلقّى تعليمه كخيّاط، فتح البوتيك الأول له قبل خمسة عشر عاماً، ومنذ ذلك الحين، قام بتصميم الأزياء الراقية المفصّلة والفساتين العرائسية لبعض أكثر النساء الاسكندنافيات أناقةً بما فيهنّ صاحبة السمو الملكي ولية عهد الدنمارك الأميرة ماري. اليوم، يحوّل هوفرينغ نظره إلى الشرق الأوسط. بعد أن شاهدنا عرضه خلال أسبوع كوبنهاغن للأزياء في يناير، تتحدث ستايل.كوم/العربية مع هوفرينغ عن كل شيء بدءاً بالصيحات العرائسية التي تسود اليوم إلى الطريقة التي تؤثر بها النساء العربيات على إبداعه.
عن نهجه
معظم النساء حلمن بفستان الزفاف منذ أن كنّ فتياتٍ صغيرات، و90% من وقتنا مخصّص للحديث عن التفصيل. تأتي الزبونات ونتحدث ثمّ يقمن بتجريب الفساتين. أغلب العرائس يعرفن مسبقاً ماذا يردن ويعرفن أجسادهنّ جيداً وإذا كنّ يرغبن بإخفاء أكتافهنّ أو ظهورهنّ مثلاً هنا يأتي عملي لتعزيز ذلك. نتحدّث أيضاً عن اللون والمناسبة ثمّ نأخذ القياسات وننفّذ كلّ شيئٍ على قماش الكاليكو القطني في البداية. بعد ذلك نصنع الفساتين. تنطوي العملية على حوالي أربع إلى ستّ مراحل. هناك بعض النساء من الشرق الأوسط ممن يتواصلن معنا إلكترونياً للحصول على الفساتين المفصّلة. يمكننا أن ننجز كلّ هذا عبر البريد، لكننا نرحّب بهنّ دائماً إذا رغبن بالحضور إلى هنا أو إذا طلبن أن نذهب إليهن.
عن الصيحات العرائسية
لا تتغيّر فساتين الزفاف مع كل موسم أزياء، لكنّ الصيحات العرائسيّة قد تختلف قليلاً. اعتدنا على تصميم الكثير من الفساتين بلا دعامات كتف، أمّا اليوم فنتّجه إلى المزيد من الأكمام. ونستخدم الكثير من الدانتيل نحبّ الدانتيل، خاصّةً المطرّز يدوياً. يعجبني الإحساس الكلاسيكي الذي ينتج عنه، وفوق كلّ ذلك ستتمتّع الفساتين بالخفّة والرهافة. لم نعد نصمّم فساتين الأميرات التي تحتوي على مشدّ خصرٍ داخلي لأنّ معظم الفساتين اليوم ضيقة ومبطنة بالحرير أو الساتان ومكتسية بالدانتيل. تأتي الظهور منخفضة معظم الأحيان والشعر مغطّى بطرحة يمكن إزالتها لاحقاً. إنّه مظهرٌ جذابٌ للغاية في الحقيقة.
عن دخوله لسوق الشرق الأوسط
كنّا نفكر في طريقةٍ لتوسيع شركتنا، فكّرنا إن كان يجب أن نتّجه للخارج وأين يجب أن نذهب. زرت منطقة الخليج لأوّل مرة منذ سنة ونصف. ووجدت أنّ النساء في دبي يحضرن حفلات أكثر (من النساء الاسكندنافيات) ويحبّون أن يرتدوا الفساتين أكثر وأعجبني ذلك. لا تخشى نساء الشرق الأوسط من التباهي وإبراز أنفسهن، ولهذا قررنا أن نركّز على ذلك السوق.
عن النساء العربيّات كمصدرٍ للإلهام المبدع
النساء العربيات لا تخفن! احتوت مجموعتنا الأخيرة في كوبنهاغن على الكثير من التلألؤ وأحجار الراين … لربّما رغبت زبوناتنا الاسكندنافيات بإزالة بعض التزيينات، لكنّ النساء العربيّات حسناً: لا يعجبهنّ السير بجانب الحائط. إنّه سوقٌ مثير، وتعجبني الفكرة في أنّ إبداعي يمكن أن يكون أكثر جرأة وشجاعةً هنا. أحبّ أن أبرهن للنساء الاسكندنافيات أنّ بإمكانهنّ أن يرتدين فستاناً بدون دعامات كتف ثمّ يغطّونه قليلاً. هذا ما تفعله النساء في الشرق الأوسط. فوجئت في المرة الأولى التي شاهدت فيها العباءات! فهي مطرّزةٌ بشكلٍ بديع وخفيف وأنيقٍ جداً. أحاول أن أستخدم هذا في أعمالي. أحبّ الأشياء التي تستطيع أن ترى من خلالها لكن ليس كلّ شيء، فهي لا تكشف عن كلّ شيءٍ منذ البداية، وهذا ما يستهويني.
عن تشكيلة خريف 2014
دمجت الفساتين بين البريق الكلاسيكي للمدرسة القديمة لاحظوا أحجار الراين المطرزة يدوياً وبين نمط لورنس العرب. عملت على إسدال القماش وعلى نحت القماش الحريري وتعزيز الشكل الأنثوي عبر التلاعب بحجم الفساتين. إنّها مجموعةٌ أحبّ أن أعرضها في الشرق الأوسط كما في الأيام القديمة في صالون على سبيل المثال، حيث يمكننا أن نناقش الملابس.
عن كسر الصور النمطيّة
أعتقد أنّ الاسكندنافيين عندما ينظرون للنساء في الشرق الأوسط يتساءلون أحياناً إن كانت النساء العربيات يُحتَرَمن ويُعامَلن كالرجال، وقد يطرحون التساؤل: هل تقف تلك النساء دائماً على بعد ثلاث خطوات ويقمن بكلّ أعمال الغسيل والتنظيف ويبقين محتجبات؟
لكن عندما زرت دبي كنت مندهشاً للغاية. ففي البداية، وجدت أن جميع النساء يبدين أنيقات جداً! لم أشعر أنّ النساء يرتدين العباءات لأنّ الرجال أخبرنهنّ بأن يفعلوا ذلك، لكني شعرت بأنهنّ اخترن ثوبهنّ التقليدي لأنهنّ يرغبن بذلك حقاً تماماً كما يرتدي الرجال الدشداشة، كما أنهنّ يمتلكن أجمل وأروع مكياج عيونٍ يمكن أن يتخيّله أحدهم. وأنا على قناعةٍ تامّة بأنّ كلّ عباءة تخفي امرأة جميلةً تعتني بنفسها وترتدي ثياب الكمال.
متوافرة في متجر فوغليا بوتيك، دبي.
إعداد كاترينا منت