كان ألكساندر وانغ سيد المشهد في كوتشيلا. أما أوليفييه راوستينغ فقد فعل الشيء ذاته في حفل توزيع جوائز بيلبورد ميوزك أووردز. فمعانقاً ذراعي صديقتيه عارضتي الأزياء كيندال جينر وجوردان دن، ظهر مصمم بالمان على السجادة الحمراء في لاس فيغاس الليلة ليعلن عن شراكته مع إتش آند إم، متجر الأزياء السريعة ذات سلسلة التعاونات مع مصممي الأزياء التي تبلغ عامها الحادي عشر حالياً. وهنا، يسير راوستينغ على خطى عدد كبير من مصممي الأزياء من الطراز الرفيع المتعاونين مع المتجر، من كارل لاغرفيلد في 2004 إلى وانغ في 2014. وسيتضمن تعاونه مع إتش آند إم الأزياء النسائية والرجالية والأحذية والإكسسوارات، في حين أنه من المقرر أن تصل ابتكارات المصمم هذه إلى متاجر الشركة حول العالم ومنافذها التجارية الإلكترونية بحلول الخامس من نوفمبر.
ومع جمهور من المتتبعين يتجاوز الـ1.1 مليون على إنستغرام، ودائرة من الأصدقاء المقربين تتجاوز كيندال لتشمل كل عائلة كارداشيان/جينر ومن ضمنهم كانييه ويست، لا بد لراوستينغ ومجموعته لإتش آند إم من تصدر العناوين بشكل منتظم (أي: باستمرار ودون توقف) من الآن وحتى نوفمبر.
ولقد تحدثت مع راوستينغ ورئيسة قسم التصميم لدى إتش آند إم، آن-صوفي جونسون، عبر الهاتف في وقت مبكر من هذا الأسبوع لمناقشة المشروع.
هنيئاً يا أوليفييه! كنا في المكتب الأسبوع الماضي نخمن هوية المصمم التالي الذي سيجري التعاون معه، ومن ثم حصلت على الرقم الهاتفي لإجراء هذه المقابلة ووجدت أنه رقم من باريس فأدركت مباشرة أنه لا بد أن تكون أنت.
أوليفييه راوستينغ: إن هذا منطقي، أليس كذلك؟ إنه نوعاً ما، الذي أحاول الدفاع عنه في الأزياء أنا وجيشي الخاص. أنا سعيد بأن أكون جزء من هذا. لقد عملت قبل عشر سنوات لدى كافالي، وكنت بالتأكيد مساعد في ذاك الحين، لكنني أذكر [تعاونه]. إنني المصمم الوحيد الذي اختبر حدوث هذا مرتين.
كيف حدث الأمر؟
راوستينغ: لقد تقدمت إتش إم بالفكرة إلى الدار. لكنني لطالما حلمت بالقيام بهذا. وحين تجرين تعاوناً مع إتش آند إم، فإنها خطوة كبيرة في صناعة الأزياء. إنه إنجاز كبير، على الصعيد المهني والشخصي أيضاً. فمن الناحية المهنية، إنك تبنين عالماً وهم يرغبون بأن يكونوا جزءاً منه. إنهم يرغبون بأن يكونوا جزءاً من جيش بالمان، وهو أمر مذهل. أما من الناحية الشخصية، فهذا تحد مدهش لي كمصمم بأن أبتكر مجموعة لسوق أزياء الشارع وأقدمها للعالم بأسره. فحين تعملين لصالح علامة تعنى بالفخامة القصوى، لا تملكين هذا العدد الكبير من المتاجر، ورؤيتك لن تلامس العالم بأسره. أما مع إتش آند إم، فإنك تدركين بأنك جزءاً من العالم، إنك تتركين الأثر في كل القارات. لطالما كنت أتحدث بصراحة حول التنوع والعالمية، لذا أجد أن هذه هي الفرصة المثالية بالنسبة لي.
كما أنهم يمتلكون فريقاً رائعاً. لقد كان انسيابياً بالتعاون حقاً، وتواصلنا بسرعة فعلاً. وأعتقد بأنني أول مصممي العقد الجديد من التعاونات. إنني فخور حقاً بأن أكون جزء من قصة جديدة.
نعم! أعتقد بأنك المصمم رقم 11 بعد ألكساندر وانغ. إن بالمان راقية التصميم للغاية مع تفاصيل أزيائها الراقية كالشغل بالخرز والتطريز. كيف تعاملت مع تحدي ترجمة طلات بالمان الراقية والفخمة للغاية لقطع إتش آند إم؟
راوستينغ: لقد كان تحد كبير وجيد. إنني لا أرغب بالتخلي عن الحرفية ولا أرغب بالتخلي عن الغنى وسحر الأناقة الرفيعة لدى الدار. لكنني من ناحية أخرى، أرغب بالتحدث إلى الناس في الشارع، وإلى مختلف الأعمار. لقد حافظت على سحر الأناقة والغنى، لكننا قمنا بإتباع مقاربة مختلفة. ستجدين ضمن المجموعة الكثير من القطع المختلفة. وأعتقد بأن هذه النقطة ستكون سر جمال المجموعة. إن تعاونهم معي مختلف عن الآخرين. لقد تحدّت إتش آند إم ذاتها مع الحرفية، ومع مستوى الأزياء الراقية الفرنسية، وأتت النتائج عظيمة.
يصعب تصديق هذا، لكن التعاون يشكل بداية العقد الثاني من تعاونات إتش آند إم مع المصممين.
آن-صوفي جوهانسون: لم يعتقد أحد أن هذا سيستمر كل هذه المدة. في البداية، حين بدأنا مع كارل لاغرفيلد، اعتقدنا بأن الأمر سيكون حادثة فريدة لا تتكرر، حقاً. وقد استمرت سلسلة التعاونات لأنها حظيت بالكثير من الاهتمام، ورفدت الشركة بالصخب والكثير من الوقع في الشارع، بالإضافة إلى واقع أن كثيراً من المصممين قد تواصلوا معنا لإجراء مثل هذه التعاونات. فحين رأوا بأننا نستطيع صنع شيء ما مع شخص مثل كارل، أراد مزيد من الأشخاص التعاون معنا. وكذلك فيما يخص المصممين أنفسهم الذين نختارهم لإجراء تعاون ما، هم يتمكنون من التواصل مع عدد أكبر بكثير من الأشخاص عما كانوا يفعلون مع مجموعاتهم الخاصة. إنه حدث جيد بالنسبة لكلا الطرفين. وطالما أن زبائننا يقدرون هذه التعاونات، فإننا سنستمر بإجرائها بالطبع.
لم قامت إتش آند إم باختيار أوليفييه؟
جوهانسون: أولاً قبل كل شيء، إن بالمان دار أيقونية. لقد مضى على تواجدها بمقدار عمر إتش آند إم في الواقع. بل أكثر من هذا حتى، لأن الدار قد جرى تأسيسها عام 1945، في حين افتتح إتش آند إم أبوابه عام 1947. يأتي أوليفييه متمتعاً بذات أسلوب بالمان، لكنه في الوقت عينه يصمم الأزياء للجيل الجديد، على هيئة خليط بين الأزياء الراقية والأنيقة الفخمة للغاية والقليل من طابع أزياء الشارع. لقد اعتقدنا بأنه خليط مثير للاهتمام فعلاً. إنه يريد تصميم الملابس لكل من الرجال والنساء وأن يجعلهم يشعرون بالراحة والفخامة والأناقة، ونحن نجسد هذا أيضاً.
إلى أي حد لعب جمهوره الضخم على مواقع التواصل الاجتماعية دوراً في هذا الاختيار؟
هذا مدهش أليس كذلك؟ إن الطريقة التي يتحدى فيها أوليفييه الحدود النمطية لشبكات التواصل الاجتماعية مذهلة حقاً، حيث يذهب إلى أقصى حدود هذه الوسائل أكثر مما يفعل مع القنوات الأخرى. إنه يمثل الجيل الجديد من المبدعين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعية بشكل أكبر بكثير من الآخرين. إن طريقته في الحديث مع الناس ملهمة فعلاً، كما أنه يمتلك وجهة نظر عظيمة: إنه يرغب بتوحيد الناس.
أوليفييه، لمَ من الجيد أن تتعاون علامة بالمان مع إتش آند إم؟ هل الأمر فقط من أجل قدر أكبر من الانتشار؟
راوستينغ: أحياناً نشعر بأن بالمان ليست حقيقية، بل هي شيء غير حقيقي. أشعر بأنني سأمتلك مع إتش آند إم الفرصة لأرى الناس يرتدون أزيائي بالفعل، وأرى رؤيتي موجودة في الشارع بشكل أكثر. ولأن بالمان لا تمتلك القدرة على امتلاك هذا القدر الكبير من المتاجر، يمكنني مع إتش آند إم أن أحظى بفرصة التعبير عن التنوع الذي لطالما عبرت عنه حيال الأعمار والأعراق والقارات.
بالنسبة لعلامة فخامة مثل بالمان ومثيلاتها، إنها مبادرة مدهشة أن تمنحي الأشخاص الذين لطالما حلموا بارتداء العلامة الفرصة لذلك. كيف عساني أعبر؟ إن هذا قريب لرؤيتي فيما يخص وسائل التواصل الاجتماعية، مشاركة علامتي مع الناس وعرض ما أقوم به ووهبهم جزء من الحلم.
إن توقيت هذا جيد بالنسبة لبالمان، أليس كذلك، مع الاستعداد لافتتاح المتجر الجديد في لندن ومتجر ضخم خاص بالعلامة في نيويورك؟
راوستينغ: سوف يفتتح متجر نيويورك في نوفمبر/ديسمبر، لذا فإنه توقيت مثالي. وهذا توقيت شخصي مثالي أيضاً. فخلال الموسمين الأخيرين، باتت بالمان تشتهر ليس فقط بملابسها بل أيضاً برؤيتها. ولهذا، ما كنت لأكون جاهزاً لمثل هذه الخطوة قبل أربع سنوات خلت.
سيكون موعد الإعلان عن هذا التعاون حسب ما أسمع خلال حفل توزيع جوائز بيلبورد ميوزك أوردز.
راوستينغ: سوف أحضر حفل بيلبورد في فيغاس برفقة كيندال [جينر] وجوردان [دن]. أعتقد بأنه المكان المثالي لهذا الإعلان. بيلبورد هو احتفال موسيقي. والرائع في إتش آند إم هو أنهم يرغبون بالبقاء على تواصل وثيق مع العالم، ومع الثقافة الشعبية الرائجة وثقافة الشباب وثقافة الموسيقى. ترغب إتش آند إم فعلاً بالإبقاء على الطابع الحقيقي لشركتها. وسوف تتواجد جوردان وكيندال هناك لتمثيل هذا التعاون معي. فكما تعرفين، إنه إعلان كبير الشأن، لذا أحتاج لأن أكون مع الفتيات اللواتي أشعر بالراحة معهن، واللواتي أمتلك علاقة وثيقة بهن.
إنني فخور حقاً لأنني صغير السن للغاية لكي أحظى بهذا التعاون. قبل عشر سنوات كنت الشخص الذي يقف أمام نافذة المتجر في انتظار الحصول على قطع الملابس. لذا أشعر الآن بأنني أمتلك شخصية مزدوجة: إحداها تتمثل في مصمم الأزياء الذي ابتكر المجموعة، والثانية هي ذلك الذي يستحضر شعور الانتظار لارتداء القطع والكفاح للحصول عليها. وهذا ما سيجعل التعاون حقيقي حقاً، لأنني أعرف شعور الرغبة بالحصول على قطع ملابس والقلق من أن تفوتني الفرصة لأنها سوف تنفذ خلال ساعتين.
هل خططت لأزيائك التي سوف ترتديها يوم الأحد؟
راوستينغ: بالطبع. سوف أرتدي القطع التي صممتها لإتش آند إم. كثير من الشبان يقولون لي: “أريد أن أرتدي أزياء مثل التي ترتديها.” وحين سيشاهدون ملابسي، سوف أكون فخوراً حين أخبرهم: “اذهبوا واحصلوا عليها.” نمتلك هاشتاغ لهذا التعاون هو #HMBalmaination. والفكرة ببساطة: “انضموا إلى الأمة”.
كنت مشغولاً بتصميم أزياء جستن بيبر لحفل الميتروبوليتان في وقت سابق من هذا الشهر والآن لديك هذا المشروع أيضاً.
راوستينغ: إن هذا جنوني نوعاً ما. لقد ذهبت إلى نيويورك بعد أن صورنا حملة بالمان. والآن قد عدت إلى باريس لتقديم عرض الملابس الرجالية ومجموعة كروز النسائية. ومن ثم سأذهب إلى فيغاس ليوم واحد فقط، لكنه سيكون يوماً مدهشاً. ولهذه المرة فقط، ما سيحصل في فيغاس لن يبقى في فيغاس.
_نيكول فيلبس، ستايل.كوم