نارسيسو أو دو تواليت
من نارسيسو رودريغز
المكونات: الورد والمسك وخشب الأرز
إني متحيز إلى عمالقة العطور التي تحتوي على اللاكتون أمثال ديور إيسنس وأوبيوم وراش، وأشعر بلحظة من الابتهاج عندما أشم أحدها، حتى قبل أن أشعر بما يدور حولي. قد يكون ذلك لأن العطور اللاكتونية تمثل نظير “البناء الحر” في عالم العطور، حيث تقوم ببناء هياكل يمكنك الاستناد إليها أو المشي حولها. أو لعل السبب أنها دائماً ما تجف سريعاً لتمنح ذلك الدفء الرقيق وتعمل كبذرة الكريستال التي تنتج عنها تركيبة طبيعية متوازنة. أو ربما يعود السبب لأنها تذكرني بأيام مراهقتي، ولا شك أن ذلك كان العصر الذهبي للعطور بالنسبة إلي.
أوريليان كيشار ابن جين كيشار وصانع العطور المتميز، شديد الإعجاب بهذه العطور، ويبدو ذلك جلياً في استخدامه للاكتونات في عطور متميزة مثل تشاينا تاون (2005) ونارسيسو (2014) وهو العطر الأب لنارسيسو أو دو تواليت. ما يقدمه كيشار في تركيباته الرائعة هو الجمع بين القوة والأناقة، وذلك ما يتميز به أفضل صناع العطور الفرنسيون. يعمل هؤلاء على الإيحاء (ربما باستخدام المعرفة التي توارثوها بطرق تغيب عن الصناع العاديين) بأن ما هو مبتكر يولد من رحم ما هو تقليدي.
تذكرني عطورات كيشار بتطور سيارات أستون مارتن عبر السنين، حيث يوحي التشابه في الأشكال بأن القطع الحديثة هي تطور طبيعي لتلك القديمة. لا شك في أن سيارة جيمس بوند DB5 كانت رائعة، لكن السيارات الحديثة الواسعة والمنخفضة والقوية تخطف الأنفاس فعلاً. وكذلك عطري تشاينا تاون ونارسيسو أو دو تواليت قد يستمدان التناغم الداخلي من تركيبات كلاسيكية رائعة مثل واي (1964) وجيفنشي III (1970)، وهو عطر غني معقد يفوق بجمال رائحته أي عطر آخر. لكن هذه العطور متكلفة بعض الشيء، ونتذكرها بالكثير من الإعجاب، إلا أنها أصبحت من العطور العتيقة.
يمنح عطر نارسيسو أو دو تواليت شعوراً بالثقة والقوة منذ اللحظة الأولى، ويتابع في نيل الإعجاب حتى زوال رائحته التي تدوم طويلاً بعد الجفاف والتي تحتوي على لمسة من القطران، وذلك ليذكرنا بأن هذا العطر يمكن أن يكون رجالياً بامتياز.
الحلاوة الدخانية