قد تبدو تصاميم حسين بظاظا لخريف 2016 على الورق رسومات غير مفهومة: فنرى مجموعات مختلفة من الأقمشة ونقشات توال دو جوي وطبعات تفاح ونحل وأثواب من القماش المخرّم وسترات بومبر ورسومات أخرى لشموس مبتسمة وأحصنة وحيد القرن. ولكن في الواقع، حققت المجموعة الأولى للمصمم اللبناني نجاحاً مبهراً بعد فوزه بافتتاح جائزة الأزياء من ستايل.كوم/العربية ومجلس دبي للتصميم والأزياء.
روى بظاظا قصّة عن الخيميائيين الذين يبحثون عن الخلود ويحاولون اكتشاف جوهر الحياة، لذلك ربط المصمم عارضاته بالأحزمة وأرسلهن إلى طبقات الجو العليا (قام بفعل ذلك حقّاً). ويصادف أن الخيميائي الحقيقي هنا هو بظاظا المهووس بالتجربة والذي قام خلال سنوات باختبار دمج أنواع مختلفة من الأقمشة. وبينما كان عمله يظهر موهبة كبيرة دائماً، إلا أنه في بعض الأحيان كان ينقصه نوعاً معيّناً من التوافق. ولكن في خريف 2016، استدرك بظاظا هذا الشيء فقد تكون هذه المجموعة نقطة تحوّل في مسيرته المهنيّة.
افتتح بظاظا عرضه بتنوره سوداء مكسّرة متوسطة الطول اقترنت بسترة بومبر ملائمة وحزام أمان على الصدر كان مثابة وشاح أنيق. وقد بدت الافتتاحية أكثر بساطة مقارنةً مع الإطلالات السابقة الخاصّة ببظاظا وقد ضجّت هذه التصاميم الأقلّ تكلّفاً بالحيوية. وهكذا بدأ عرض تصاميم المجموعة. اختبر بظاظا مجموعات من الأقمشة والألوان المدمجة من خلال أحزمة منسوجة طبيعيّة الشكل. ثم قدّم نقشات توال دو جوي دقيقة التفاصيل والتي أظهرت عُمقاً ليس فقط من خلال رسومها بل أيضاً من خلال درجات الأزرق المتباينة. كما أعطت الألوان المعدنية سحراً غنيّاً وغير مصطنعاً، إنّنا ممتنون لمجموعة الألوان الدافئة هذه بذوقها الرفيع.
أظهر بظاظا في الجزء الثاني من المجموعة صخب إلهامه، ولكن سرعان ما ألحق الفستان الأسود المنسدل ذو الربطات بإطلالات أكثر نعومة من الوردي الفاتح والأصفر الليموني. وفي النهاية، من خلال أحصنة وحيد القرن وطبعة إله الشمس أوحى لنا المصمم بالخلود ولكن ليس بدون زلّة: فلم تنتمي إطلالة البنطال الفضفاض المخّرم إلى المجموعة (ولو أنها قد تبدو ظريفة عند عرضها في المتاجر). وقد كان بإمكان بظاظا الاستغناء عن أحزمة الأمان لكنه انخرط بمرحلة جديدة الآن ولا يجب لإبداعه أن يقيّد من الآن فصاعداً.
شاهدوا كل صور مجموعة حسين بظاظا لخريف 2016 هنا.