تابعوا ڤوغ العربية

جرأة الجنوح بالأحلام مجدداً: ما الذي يعنيه ظهور وشوم الوجه وحلقات الأنف على ممشى عرض الأزياء بالنسبة لك

لو كان لصوت من عالم تجميل خلف الكواليس أن يدرس تموجات الشعر الفوضوية والوجوه الخالية من المكياج ظاهرياً التي طغت على المواسم السابقة، كان سيقول بأننا شهدنا صخباً كبيراً حيال لا شيء. إن مثل هذا القول قد لا يكون خاطئاً بالضرورة. فقد نشرت مجلة تي ‘T’ مقالاً من 679 كلمة على موقعها الإلكتروني يبين المعنى الكامن وراء تعبير “meh.” هذا لا يعني أنني ألومهم على المقال المصيب لكبد الموضوع، والذي استكشف موجة “الشعر الغير مصفف” التي اكتسحت مؤخراً مدن الأزياء الأربعة. فأنا نفسي قد كرست عدداً لا يحصى من الكلمات منصفة تعقيد طلة الشعر المغسول-والمتروك-على-حاله، وشارحة سبب كون التطبيق الاستراتيجي لخافي العيوب يمثل صيحة في مجال المكياج. وكان مصممون من أمثال رائد تصفيف الشعر غيدو بالاو، قد شرحوا لمجموعة من المحررين خلال عروض ربيع 2015 أنهم ينجذبون عادة إلى اللمسات المغايرة اللطيفة للجمال: مثل انحناءة مقصودة خلال الشعر المسرح بشكل مستقيم، أو ومضة خاطفة من اللمعان ضمن المكياج تعبر عن شخصية الفتاة بشكل هادئ. “لا يتمحور الأمر هذه الأيام حول القيام بشيء ضخم، انفجاري الوقع،” هذا ما قاله بالاو عن المحاكيات العديدة لطلة الشعر المجعد المسرح بالأصابع أو تسريحات ذيل الحصان التي يتم رد الشعر فيها بقوة نحو الخلف، بعد أن اكتسح هذا الأسلوب مماشي عرض الأزياء بقوة الموسم الماضي (وعديداً من المواسم التي سبقته). ولمدة طويلة كان الشعر والمكياج على ممشى عرض الأزياء بالكاد يجرؤ على الهمس فقط، مع وجود مناسبات عرضية للغاية (أي لدى وجود فلسفات جمالية محبة للبهرجة لأشخاص من أمثال فيفيان ويستوود أو غاريت بيو أو سارة برتن أو كارل لاغرفيلد أو كيت ولورا مولفي) لكسر الهدوء وسكون المشهد. وكان لدعائم عالم الموضة وجهة نظر منطقية: هناك شيء أنيق وآسر بشكل لا يصدق في المرأة التي تمتلك ما يكفي من الثقة بملابسها لدرجة أنها لا تكترث للنظر بالمرآة أو أن تسرح شعرها. ناهيك عن أنك تبدين أصغر سناً بكثير “كلما قلت لمسات المكياج على وجهك”، الإشارة التي أتت على لسان خبيرة المكياج بات مغراث. ولمدة طويلة رددت في نفسي، لم علي بذل الجهد؟ إن عدم الاكتراث أجمل وأظرف بكثير.

ومن ثم أتى خريف 2015. “تمكنا من القيام بأشياء كنا ممنوعين من القيام بها في السابق، لأكون صريحة، ” الكلمات التي استعملها يوجين سليمان لتقييم الموسم في نهايته.


“أعتقد أن الناس تكون في بعض الأحيان خائفة، لكنها فجأة ترى أن شيئاً ما قد تجرأ على الحدوث والتمييز.”
_بات مغراث


وقد بدأت الأمور بشكل بطيء نسبياً في نيويورك ولندن وميلانو. لقد كان هناك بالتأكيد العديد من اللحظات التي تعلق بالذاكرة: الرموش السفلية المزينة بالمجوهرات لدى رودارتي؛ الشعر المخصّل كالحبال لدى ألكساندر وانغ؛ والشفاه الداكنة السوداء لدى جيلز؛ وانحناءات الشعر الشبيهة بشعر المانيكانات المصممة لتبدو كالبلاستيك المصبوب لدى ميسوني. لكن وكنهاية عرض للألعاب النارية حيث يتم إطلاق ملايين من الشهب الباهرة المدوية دفعة واحدة، كان لدينا أسبوع باريس. ففي مدينة الأنوار بالذات حصل تغير في مسار التجميل أكثر جرأة. “لقد كان من الجميل رؤية مكياج مجنون حقاً،” هذا ما قالته مغراث عن الأشكال التصويرية التخطيطية المرسومة حول العيون، والزركشات الثلاثية الأبعاد التي تم إلصاقها على بشرة العارضات والوجوه المذهبة بورق الذهب. وشرحت مغراث: “أعتقد أن الناس يكونون في بعض الأحيان خائفين، لكنهم فجأة يرون أن شيئاً ما قد تجرأ على الحدوث والتمييز.”

ويبدو بأن أولئك الذين رموا بحذرهم أدراج الرياح، وسعوا إلى الجرأة حقاً، هم الذين نالوا إعجاب المحررين، حيث قال بالاو: “حين دخلت عالم الأزياء، كانت تتمحور الفكرة حول التجميل الخيالي، ولم يكن للواقع أية أهمية بالثمانينيات. كان لدى المرء حلماً.” وتلك الروح الثائرة والجريئة هي ما تم استحضاره لخريف 2015. وكانت الرسالة التي أرسلها مصممون من أمثال ريكاردو تيشي وريك أوينز وجون غاليانو واضحة للغاية: لنمنحهم ما يتحدثون وينشرون على إنستغرام عنه.

لكن بعد انتهاء وقع حداثة الأسلوب وصخب مواقع التواصل الاجتماعية، كيف لمثل هذه اللمسة الإبداعية المكتشفة حديثاً أن تؤثر على ما سترغب النساء الحقيقيات بشرائه من منصات بيع مستحضرات التجميل؟ فكوني امرأة لا تقوم إلا نادراً بأكثر من تصفيف شعرها بمجفف الشعر، ولا تستعمل أكثر من أحمر شفاه ومسكرة كل صباح. علي الاعتراف تماماً بأن حلقات الأنف الضخمة وانحناءات الشعر الملتفة على الوجه kiss curls (اللتان شوهدتا معاً لدى جيفنشي) لا تتصدر تماماً قائمة الصيحات التي لا بد لي من تجربتها. وفي حين أن تيشي قد ألمح بعد العرض بأن مجوهرات الوجه ستكون معروضة للبيع بالفعل، إلا أن الدار قد أكدت أن لا شيء سوى القلادة وأقراط الأذنين التي ارتدتها عارضات الأزياء سوف تتوفر في المتاجر. (لكن لن يطول الأمر ليقوم أحد ما بصنعها وتوفيرها، حيث أن عالم التجميل لديه نظيراته من فوريفر21 وزارا)

وصرح خبير المكياج جيمس كالياردوس متحدثاً عن طريقة ترجمة خطوط الرموش المزركشة بالمجوهرات لدى رودارتي في العالم الحقيقي: “يمكنك إلصاق ثلاثة كريستالات تحت عينك. وعلينا حقاً بيع شريط الرموش المصنع يدوياً والمرصع بأحجار الراين. أي أنت يا سواروفسكي؟”

أما بالنسبة للنجوم التجريدية المرسومة على الزاوية الخارجية لعيون العارضات لدى أنتوني فاكاريلو والوشوم المستوحاة من وشوم كارا ديليفين المرسومة يدوياً على الجبهة والأصابع لدى جيامبا والشفاه القوطية لدى غايلز، فقد كنا قد بدأنا نراها تتسلل إلى طلات السجادة الحمراء وأزياء كوتشيلا، قبل مدة طويلة من قيام عمالقة التجميل بجعل هذه المفاهيم مقبولة لدى العامة. والأمر ذاته ينسحب على الشعر. لن يبارح الشعر البسيط الملامح مكانه بالتأكيد، بيد أن التسريحات المرفوعة “المنمقة” تشهد بالفعل رواجاً ملحوظاً. وأشار بالاو: “إن كنت تمتلكين الرغبة الكافية للقيام بشيء، فإنك ستقومين به”، معترفاً بشعوره بالمفاجأة والانبهار بالمهارات التقنية التي يشهدها كل يوم لدى النساء على يوتيوب.


 “إن لم تكوني مستعدة للانكباب على وجهك وارتكاب الأخطاء، فلن تبارحي مكانك ولن تقومي بأي شيء مثير للاهتمام.”
_يوجين سليمان


وبالفعل، لقد قام لاعبون أساسيون في سوق التجميل، كسيفورا مثلاً، بالاعتناق الكامل لصيحات مثل تحديد الوجه والوشم المؤقت وتطبيقات الأظافر التي كانت جميعها تعتبر في السابق معقدة للغاية، أو صعبة قياساً للزبونة النمطية. وصرحت إيمي أبرامز، مديرة التسويق لدى سيفورا: “إننا نشجع زبوناتنا على التحلي بالجرأة لتمرح بطلتها التجميلية، ولتدخل الألوان وتقوم بالمجازفات التجميلية. وكمتجرٍ للتجزئة، نلتزم بذات المبدأ أيضاً لدى اختيارنا لعلامات ومستحضرات جديدة لضمها إلى متاجرنا.”
ودون أن ننسى بأنه وقبل عقد واحد، كان المحررون قد سخروا من فكرة فن رسم الأظافر كشيء لن يكون سوى صيحة عابرة. أما الآن، باتت النقشات المعقدة تظهر في كل مكان، تماماً مثل كيم كارداشيان على مقاعد الصف الأول. وكمثال آخر أكثر حداثة زمنياً، كنت قد ذكرت العام الماضي الرموش المتكتلة لعلامات التجميل، ولم يعجب هذا الأمر القائمون على هذه العلامات حينها. والآن بعد برادا وروتشاس في ربيع 2015، قامت كل من ميبيلين ولوريال بتطوير تراكيب مسكرة خاصة للحصول على الطلة. وقال سليمان: “يبدو الأمر بديهياً أن على الشعر أن يكون ملهماً، وعلى المكياج أن يكون ملهماً، وعلى كل شيء أن يأتي من قمة الهرم وينتشر في كل اتجاه وهذا ما يحصل دائماً. عليك أن تبدئي من هناك وأن تقومي بشيء جديد. وإن لم تكوني مستعدة للانكباب على وجهك وارتكاب الأخطاء، فلن تبارحي مكانك أبداً ولن تقومي بأي شيء مثير للاهتمام، لأنك خائفة للغاية.”

ومع إعلان هيلاري كلينتون عن تقدمها للرئاسة لعام 2016، أعتقد بأنه بات من السليم القول بأن النساء لسن بالكائنات الخجولات بحكم العادة، السعيدات بالجلوس ووضع الساق فوق الأخرى، والتحفظ بسلوكهن. لقد أظهرنا مرة بعد مرة بأننا جنس يمتلك قدراً كافياً من الشجاعة، وإن القليل من مجوهرات الوجه أو قلماً من أحمر الشفاه الأسود لن يدب فينا الرعب الآن.

_آمبر كالور، ستايل.كوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع