عابرة الباب الأسود اللون التابع لصالون جوش وود في لندن والواقع مباشرة خلف محطة قطار الأنفاق في هولاند بارك، انتابني شعور وكأنني أتخطى عتبة ناد سري. ونعم في الواقع هو تماماً هكذا: فمع وجودي هناك كانت جيميما خان ذات الشعر اللامع تجلس إلى يميني في حين جلست إلى شمالي كاميلا مورتون صحفية الموضة التي تحولت إلى مؤلفة. إن هذا الصالون بالفعل هو خلية من النشاط وقد جذب إليه كل صاحبات الشعر الخفاق من نوتينغ هيل. يشبه الصالون غابة مطرية داخلية ويشرف عليه جوش وود مصمم اللون العالمي لدى ويلا، والذي يسير متزناً في أرجاء الصالون حاملاً المشط بيده مشجعاً فريقه من محترفي تلوين الشعر.
ومع جلوسي على الكرسي، تناقش خبيرتي هيدي (إحدى الفنيين الرئيسيين) خيارات تلوين شعري. وتعدد بسرعة الدرجات المختلفة في شعري بأسلوب موسوعيّ مدهش مما خلصني من أي شكوك ومصادر للقلق حول لون الشعر. لقد أدركت بسرعة بأن هذا الصالون راق للغاية ولكن من دون طاقمه المتعجرف ولكنني أحببته. أخبرت هايدي بأنني أثق بها وهو شيء لم أقله في حياتي لأي مصفف شعر وتركت كل مسؤولية التحكم بلون الشعر لها. إنني مندهشة بحجم اللون الذي ستضيفه إلى شعري (حيث أن مع هايدي ما لا يقل عن أربعة درجات من علب الصبغة من ويلا والتي خلطتها وباتت جاهزة لتبدأ العمل)، ولكنها تطمئنني بأنني لن أحظى بتقليمات الحمار الوحشي في شعري.
وبعد مرور ساعة أو ما شابه من جلوس أوراق القصدير على رأسي واستراق السمع للأحاديث بشكل جنوني (وهو الجزء المفضل لدي في صالونات الشعر)، ألاحظ ماريون نيومان (رائدة تقليم الأظافر) جالسة في إحدى الزوايا تقوم بعملها المعروف لسيدة وتحذرها “ألا تفرك كعب قدمها كل ليلة، حيث أن النساء يحتجن القليل من السماكة تحت أقدامهن لغرض الراحة”.
وبعد إزالة أوراق القصدير والانتهاء من الغسيل والترطيب وتدليك الرأس، حان وقت تجفيف الشعر بمجفف الشعر. وحين بدأت أنظر من حولي رأيت الكثير من لفافات الشعر التي كانت لتبدو رائعة على السيدات اللواتي يزيد عمرهن على الخمسين عاماً. وتوجهت خبيرة تصفيف الشعر نحو وأخبرتني ” سأمنحك تصفيفاً يبدو مخرباً بعض الشيء إن تسريحة كهذه هي أكثر جاذبية بالنسبة لك.” وبعد أن انتهى طور تصفيف الشعر، تأكدت بأنني كنت على صواب حين تركت هايدي تقوم بما تريد، أما بالنسبة للون شعري الجديد ( وبالرغم من أنه لا يغير شكل وجهك) فقد جعلني أبدو أكثر نضارة وحيوية.
ووسط الهمسات التي تناقلت بأن أنجلينا جولي ستصل في خلال ساعة لتحصل على القليل من العناية الخبيرة بخصلات شعرها، أغادر الصالون وأنا لست منبهرة بدرجة كفاءته وحسب بل أيضاً سعيدة بشعري الجديد.