إذا كانت الشهرة تنتج عن عدد مرات الظهور على السجادة الحمراء، فلن تستطيع أيّة ممثلة اليوم أن تدخل المنافسة دون مساعدة خبراء ومنسقي الملابس الأوائل. كما قالت كيري واشنطن مرة لمجلة غلامور Glamour بعد أن اعتلت عرش الأناقة: “كان هناك ممثلتان شعرت بأنّ لهما الكلمة العليا في مهنة التمثيل لأنّهما كانتا تعرفان كيف تظهران على السجادة الحمراء.” لدى وجود التعاون المنظّم بعناية بين منسق الملابس وبين الزبون، تنشأ الإطلالة المثالية التي يمكن أن تترك انطباعاً لا ينسى على الوكلاء ومدراء اختيار الممثلين وعلى أولئك الذين يراقبون ما يجري من خلف الكواليس. ومن مركز الأحداث المتعلقة بالمشاهير مباشرة، طلبنا من بعض أهمّ منسقي الأزياء مشاركتنا تجاربهم وانطباعاتهم من مواقعهم في هوليوود. من خلال سلسلتنا “التأنّق من أجل الشهرة”، نقدّم لكم نظرة مقربة حصرية على كل ما ينبغي فعله لصنع هذه اللحظات الأيقونية التي تلتقطها ملايين العدسات.
جوني ووجيك
عندما تضع كاتي بيري في عداد زبوناتك، يمكن القول أنّك معتاد على المبالغة. لكن بالنسبة لمنسّق الملابس جوني ووجيك، فإنّ بيري هي واحدة فقط من السيدات الأنيقات اللواتي يتعاملن معه (كيت مارا وأريانا غراندي تتصدران قائمته أيضاً) ويتألقن بإطلالاتهن المدهشة على مسارح الحفلات والسجاد الأحمر وفي الفعاليات الصحفية على السواء. هنا، يتحدّث ووجيك إلى ستايل.كوم كيف قام بإضاءة حفل ميت Met ولماذا يمكن أن نشبّه الأزياء بغرفة الطعام في المدرسة الثانوية، وما الذي حصل عليه من أمّه.
—أليكزس برونسويك، ستايل.كوم
كيف بدأت بتنسيق الأزياء؟
بدأت بتنسيق الأزياء في مجال الأفلام. كان ابن عمّ أحد أفضل أصدقائي مخرجاً سينمائياً، وعملت كمتدرّب في قسم الملابس بالمجان. شغلت المرأة التي كانت تعمل كمصممة رئيسية للملابس منصب منسّقة للأزياء ووظّفتني لأكون مساعداً لها. عملتُ لصالحها لأقل من سنة، فتعلمت عن عالم الأعمال وعن السفر والإشراف على مجموعة، ثم بدأ المنتجون بالاتصال بي مباشرة لأعمل في تنسيق الملابس بمفردي. كانت ميزانيتي صغيرة، لكنني كنت على رأس عملي! حصلت على الفور بعد ذلك على وكيل وبدأت بالحجز في العروض الموسيقية وربط شبكات الحفلات وجمع الزبونات. حدث كلّ ذلك بسرعة كبيرة. وقبل أن أدرك ما يحدث، كنت أعمل كل يوم، أحياناً بالمجان، لأبني ملفاً مهنياً قوياً لنفسي. فكل شيء كان يبني تاريخي.
ما هو الجزء المفضل لديك في عملك اليومي الاعتيادي؟
هناك الكثير من الأشياء البارزة. أحبّ عملي بسبب الناس الذين أتواصل معهم فيه: من مشرفي صالات العرض إلى مهندسي الأزياء والخياطين إلى تقنيي الإضاءة والمنتجين والمخرجين وبالطبع، زبوناتي. يعد كل يوم تجربة جديدة بالتأكيد، أقضيه في تحضير أو تأكيد أو البحث عن الثوب المثالي أو في مشاهدة الإطلالة النهائية للملابس التي اخترتها، أو مشاهدة العرض الحقيقي مباشرة أو مشاهدة ردود أفعال الناس عندما تظهر كيتي وهي ترتدي الأزياء التي اخترتها. كلها أجزاء من عملية مذهلة. من الجنون أن أطلق عليه اسم عمل لأنني أستمتع كثيراً به.
ما هي التجربة الأكثر تحدياً التي خضتها حتى الآن؟
اختيار زي نيكي ميناج في العرض الافتتاحي من أميريكان ميوزيك أووردز American Music Awards. كان ذلك اختباراً للوقت ولصبري وقدرتي على عدم الانهيار بشكل نهائي. كانت ستفتتح حفل أميريكان ميوزيك أووردز مع ديفيد غيتا. عملت معها مرات قليلة قبل ذلك وجرى كلّ شيء بيسر وسهولة. لكن من أجل هذا المشروع، كان عليها أن تظهر كروبوت أنثوي. كان تصميم الملابس لا يصدق. تم التوافق على جميع التصميمات الرسومية وكنا نتقدّم إلى الأمام، حتى برزت رغبة في تعديل أحد الرسومات، فقمنا بذلك، واستمرينا في التقدم نحو الأمام. ثم كان هناك طلب آخر لتعديل الزي. وكان وقت العرض يقترب أكثر فأكثر، وكان هذا الزي معقداً ومرتبطاً مع الأضواء والأسلاك والبناء، لم يكن شيئاً تستطيع إنجازه في ليلة وضحاها. وللاختصار، بقينا نعد هذا الزي حتى اقترب موعد الحفل بصراحة، كنا نساعدها على ارتداء هذا الزي قبل خمس دقائق من ظهورها على المسرح ونحن نجري عبر القاعات وننادي للخياطين. كان ذلك مرهقاً. خرجت إلى المسرح بعد أن تم ربطها بالأسلاك ووصلها بالقابس الكهربائي، ساعدها معاونها في الصعود على خشبة المسرح، لكنه أطفأ كل نظام إضاءة الليد LED. لذا لم تضيء أبداً. ليس هناك حاجة للقول أنه كان العمل الأكثر إرهاقاً الذي قمت به في حياتي.
هل تعتقد أن اختيار ملابس الموسيقيين يختلف عن اختيار ملابس الممثلين؟
يمكنك أن تقوم بالمزيد في مجال الموسيقى وتوسّع من آفاقك أكثر. هناك أزياء التأدية، وهناك الأشياء التي تضيء وتدور. أما الممثلة فترغب بالحصول على إطلالات المصمم الأكثر أناقة على السجادة الحمراء. إنهما عالمان مختلفان جداً في الواقع.
ماذا تفعل عندما تختلف مع إحدى الزبونات؟
نتعارك بالأيدي أو نحسم الأمر بلعب حجر-ورق-مقص. أنا أمزح بالطبع. أنا لا أُكره أي شخص أبداً على ارتداء شيء لا يشعر بالراحة به. إذا احتجت أن أدفع أحداً لتقبل شيء ما، أقوم بذلك لكن دون أن أصعّد الأمور. يتمحور نجاح العمل حول شعور الزبونات بالسعادة والراحة في ملابسهم. لكن بالطبع مرّت عليّ حالات كانت الزبونة فيها ترفض حتى أن تجرب شيئاً ما، لكن عندما أقنعها بذلك، ينتهي بها الأمر بحبّ القطعة. هذه هي اللحظات الأكثر مرحاً في عملي.
هل مرت عليك لحظة نجاح كبيرة؟
أشعر دائماً أنني أريد أن أتفوق على نفسي محاولاً القيام بالمزيد وبالأفضل، أعمل وأعمل وأعمل. لكن كانت هناك لحظات رئيسية أحسست فيها بأنني كوفئت حقاً، كغلاف كاتي بيري لمجلة ويمينز وير دايلي WWD بعد حفل ميت وهي ترتدي الفستان المضيء. كان ذلك ممتعاً. أعني، كان الجميع متواجدون في ذلك العام، لكنها احتلت الغلاف بمفردها. كان دوري الأول في حفل الغرامي Grammy في أغنية كاتي بيري “كيسد أغيرل Kissed a Girl” أساسياً. بصراحة، في كل يوم أستيقظ به أشعر أنني سعيد لأنني أحصل على الأموال مقابل شيء ممتع ومبدع. سأبقى أمارس عملي حتى أموت.
كيف تقوّي علاقة زبائنك بالمصممين والعلامات؟ هل تجد هذه العلاقات مقيّدة أحياناً؟
على مر السنين، بنيت العلاقات مع العديد من المصممين والعلامات من خلال اللقاءات واجتماعات العشاء والحفلات وحضور العروض، إلخ. ليس هناك علاقة مقيدة إلا إذا أردت جعلها كذلك. كنت أقفز من طاولة لأخرى، كما كنت أفعل في غرفة الطعام في المدرسة الثانوية حيث كنت صديقاً للجميع. هذا طبعي. ورثته عن أمي.
تعمل الآن في أميريكاز نيكست توب موديل America’s Next Top Model هل تعتقد أن هذا العمل يفيدك في مهنتك كمنسّق أزياء؟
حسناً. يُبثّ هذا البرنامج في 186 دولة، لذا فهو رائع لعلامتي ولكي أجعل اسمي معروفاً في العالم بأسره. كان العمل في توب موديل تجربة رائعة وزاوية مختلفة من العمل الذي أحب أن أقوم به: الظهور على الكاميرا والتعليم والمشاركة.
هل هناك مصممون صاعدون يثيرون اهتمامك؟
أحب علامة باخا إيست Baja East. علامتهم التجارية الفاخرة هي شيء يمكنني أن أقضي كامل يومي عليه. أحب تيمو فايلاند وويس جوردان جداً جداً جداً.
ما هي النصيحة التي تعطيها لمنسقي الملابس الصاعدين وللناس الذين يتطلعون إلى هذه المهنة؟
سارعوا في المضي! أي فرصة تأتيكم لتدخلوا هذه المهنة أو لتساعدوا، حتى لو كان ذلك عملاً مجانياً. سوف تكتسبون الخبرة، وسيقودكم ذلك للعديد من الأشياء الأخرى. كونوا مستعدين للكفاح. فالبداية هي أصعب جزء في هذا العمل.