إن هدف ألكساندر وانغ في بالنسياغا ليس التكيف مع العلامة بل “القيام بأمر متفرد”. ومن أجل موسم عرض أزيائه الثالث لدى الدار الشهيرة، عمد المصمم الشاب إلى تنفيذ هدفه هذا بالتحديد مضيفاً الملابس المحبوكة مع المعالجات الهجينة الجديدة إلى المزيج والتجربة مع الأشكال المائلة واللعب على الشيفرات الكلاسيكية الخاصة بالعلامة. وفي أحدث الحملات الإعلانية الخاصة بخريف 2014 التي التقطها ستيف كلاين يستمر وانغ بتحدي العقبات وهز أركان ركود الوضع الراهن من خلال عرض جيزيل بوندشين وهي العارضة التي باتت أسطورة بفضل انحناءات جسدها الأنثوية وتموجات شعرها بأسلوب الشاطئ مع قصة شعر قصيرة ذكورية الطابع. أما الزاوية ذات الـ360 درجة التي تظهر لنا خصلات شعرها المقصرة اللامعة والمشدودة نحو الخلف ضمن سلسلة من المرايا المتشققة فهي تجعل من كل صورة أكثر جاذبية بقدر كبير. وبشكل مشابه للأسلوب التي يسأل فيها الجمهور الساحر عن الطريقة التي تمكن فيها من إخراج أرنب من اللاشيء، سوف يظل المشاهد يتساءل عن الطريقة التي قام بها وانغ من تجريد العارضة الرائدة من سماتها المميزة لها ليتمكن من النجاح في هذه الحملة. وهنا، المصمم الفني يقوم بما لا يخطر على البال ويكشف لنا عن أسراره حصرياً لستايل.كوم.
_آمبر كالور، ستايل.كوم
كيف تقوم هذه الحملة بتمثيل رؤيتك عن بالنسياغا؟
مقارنة بأول حملتين إعلانيتين قمت بهما مع العلامة، لقد أردنا حقاً لهذه الحملة أن تكون متمردة بعض الشيء. أول حملة كانت تكريمية وأكثر صرامة، ولم نقم حقاً بإظهار الوجه. أما بالنسبة للأخيرة مع داريا (ويربوي) أتت هذه الفكرة في التحويل. أحب هذه الفكرة في أخذ العارضات الرائدات الأيقونات وعرضهن تحت ضوء جديد وبطريقة مختلفة. ومع جيزيل على وجه الخصوص إنها معروفة بشعرها، لذا قلنا: “لنظهر جيزيل كما لم تظهر من قبل مع هذه الفكرة من الغموض والغرور.” إنها في هذه الغرفة السوداء المليئة بالمرايا وهي تتحرر منها. وفي أول موسم، كان لدينا عروق الرخام (على ممشى عرض الأزياء وفي المجموعة)، ومن ثم تحول الأمر إلى اللبلاب ومن ثم في هذا الموسم أظهرنا الزجاج المحطم، لذا فإن الأمر عبارة عن استمرارية لهذا الخيط الذي يربط بينها جميعاً.
هل يمثل الزجاج المتشقق تمردك عما كانت دار بالنسياغا تمثله في السابق؟
أعني، نوعاً ما. نعم، أعتقد بأن هناك شيئاً جميلاً للغاية حين يتضمن الأسلوب لمسة عضوية فيه. أحب فكرة العروق في الرخام (ولكن في الوقت نفسه) عضوية. إن ذلك العنصر مثير للاهتمام للغاية بالنسبة لي لأن هناك طابعاً خاماً فيه.
من أين أتى الإلهام لهذه المشاهد البصرية؟
لقد عملنا مع جيزيل على العرض الذي اختتمته هي في النهاية وكنا نريدها حقاً أن تقوم بالحملة. لقد ظهرت جيزيل في كثير من الأماكن وبأساليب مختلفة كثيرة. لذا قلنا: “حسناً نريد أن نظهر جيزيل بطريقة لم يسبق للناس أن رأوها فيها من قبل.” كان ذلك أول هدف أردنا تحصيله، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة لعارضة قامت بكل شيء تقريباً وعملت مع العديد من العلامات والأشخاص! لقد بدأت الفكرة في تحويل مظهر جيزيل والتقطنا ما شعرنا بأنه يمثل مكمن التمييز في كون جيزيل جزء من علامة بالنسياغا. نحب إظهارها بأسلوب غير مقيد وأن نرى ذلك الجمال المطلق يتحرر من المرآة. إنها إلى حد تملك جمالاً قوياً للغاية لدرجة أنه لا يمكن احتوائه. وهذا أيضاً لدعم النساء ليقمن بقص شعرهن وأن يشعرن الثقة بالنفس وبأنهم جميلات وجذابات.
لقد شاهدنا جيزيل مؤخراً مع تموجات شعرها مازالت كما هي دون أن تصاب بأي أذى. هل كان هناك القليل من سحر الفوتوشوب حاضراً ضمن هذه الحملة؟
أعني نعم، بالطبع. لقد كان هناك فريقاً كاملاً منخرطاً في هذا. كانت تعمل برفقتنا اختصاصية (جين شوي) والتي تقوم بالفعل بالعمل في مواقع تصوير الأفلام على المؤثرات الخاصة التجميلية. لقد صرفنا مدة يومين لصناعة قبعة صلعاء على الممثلة البديلة عن جيزيل. ومن ثم اضطررنا للحصول على بديلة أخرى لنمنحها القصة ذاتها. لذا فلكل صورة التقطناها لجيزيل، كنا مضطرين لالتقاط صورة أخرى للممثلة البديلة. ومن ثم اضطررنا لدمج هاتين الصورتين معاً. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها بهذه الطريقة، وكان (معدل الصور الأفضل) باسكال دانجان، مذهلاً وحسب. إنه فنان حقيقي ورسام . وحين كان يريني التطبيقات التي لديه كنت منبهراً بما يستطيع القيام به حتى قبل أن تبدأ بالتصوير.
ما هو مقدار الصعوبة التي جابهتكم حتى حصلتم على النتيجة النهائية، حيث أننا نرى الشعر من عدة زوايا مختلفة؟
الشيء الطريف بالموضوع هو أن تحتم على جيزيل أن تأتي قبل ثلاث ساعات من الموعد المحدد فقط لترتدي القبعة الصلعاء المصممة خصيصاً للتصوير. واضررنا إلى تمليس الشعر بشكل مسطح للغاية على رأسها، وأن نضع القبعة ومن ثم القيام برسم قبعة الرأس بنفس لون بشرة جيزيل. لقد كان الأمر شبيهاً بما نراه في مواقع تصوير أفلام مثل X-Men. وفي كل مرة نصور فيها لقطة كان الأمر أشبه بالجنون لأن الأمر دائماً كان أن نصورها مع القبعة الصلعاء و من ثم علينا أن نتخيل جيزيل صلعاء. ومن ثم أن ندخل ونصور الممثلة البديلة وكل تلك العملية. وفي النهاية أن نرى كل شيء يأتي سوية متراكباً بدا سحرياً حقاً.
بما أننا نرى جيزيل بأسلوب جديد بالكامل، من هي فتاة بالنسياغا وكيف تطورت منذ وصولك أنت إلى الدار؟
بالنسبة لي الآن أشعر بأن أكثر الأشياء أهمية هو أن أظهر هذه الفكرة من الدعم للنساء، ولطالما تحدث الناس عن الثقة بالنفس والقوة الداخلية. لقد كان ذلك مستخفاً به من قبل نوعاً ما، أما هذه المجموعة فكانت هي المجموعة التي تكسر الكثير من الحواجز والأفكار المضمنة، وأردت للحملة والمشاهد البصرية أن تعرض هذا. إن الأمر أشبه بحوار متواصل. لا أحب أبداً أن أقوم بالقول تماماً من هي الفتاة الآن لأن المجموعات تتحدث عن نفسها. بالإضافة إلى أن هناك شيء محتفى به فيما يتعلق بالاستقلالية الفردية وأحب فكرة أنه بإمكان أي امرأة القدوم إلى بالنسياغا وأن تجعلها علامتها الخاصة.
ماذا تعتقد أن كريستوبال بالنسياغا كان سيقول حول ظهور امرأة مع رأس محلوق في إحدى حملاته الإعلانية؟
لا أعرف! لطالما نظر إلى النساء بطريقة مختلفة. أظن بأن هناك شيئاً أشترك فيه معه فيما يخص وجهة النظر. وإن كان يعيش بيننا اليوم في عالمنا ومجتمعنا هذا، وأراد القيام بشيء مختلف وملفت للأنظار… آمل أنني قد جعلته فخوراً.
فيما يخص بالنسياغا، ما هو التالي؟ ما هي خططك بالنسبة للتوسع؟
إننا نملك العطر (بي.بالنسياغا، ويلفظ بي-دوت) سيصدر الخريف المقبل. إن هذا سيكون أمراً هاماً بالنسبة لي لأنني لم أقم يوماً بإنتاج عطر من قبل. كما أننا نملك بعضاً من مناسبات الإطلاق الجديدة، لذا فإنه من المبكر للغاية أن نقول ما التالي، ولكن عليكم البقاء متيقظين!
نعم سنبقى متيقظين فعلاً.
أتريدين محاكاة الأسلوب المميز من بالنسياغا من دون أن تخسري طول شعرك بالكامل؟ قام أنطوني ترنر محترف تصفيف الشعر بابتكار التسريحة الأنيقة التي تم تطبيقها فوق قبعة الرأس الصلعاء على رأس بوندشين في الصور، وقد صرح قائلاً: “جربي سحب شعرك نحو الوراء مع فرق شعر منخفض ذكوري الطابع وخط شعر واضح لتمنحي تسريحتك طابع القصة القصيرة.”