أختها هي “سيلفيا فينتوريني فندي” Silvia Venturini Fendi وهي مسئولة تصميم الإكسسوارات في “فندي” Fendi . وإبنة أختها هي “دلفينا دلتريز فندي” Delfina Delettrez Fendi التي صنعت إسما شهيرا لنفسها بتصميم خط من المجوهرات على الطراز القوطي Gothic . إنها “إلاريا” Ilaria التي هي أيضا وريثة ل”فندي” Fendi ، وأيضا مصممة إكسسوارات. ولكن عملها يدور كله حول مباديء المسئولية الإجتماعية والمحافظة على البيئة. ماركتها “كارمن كامبوس” Carmina Campus تعبر عن إتجاهين بارزين: خط صنع في إيطاليا يعتمد على إعادة إستخدام الاشياء المستعملة مثل مفاتيح الكهرباء وعلب المشروبات الغازية الفارغة وبقايا قطع الجلد التي تبقت من عمل الصناع المهرة مثل “فندي”.والخط الثاني مصنوع في كينيا كجزء من مشروع بالإشتراك مع المركز التجاري العالمي ITC، وهو وكالة ضمن الأمم المتحدة، مهمتها توفير فرص التدريب والعمل للدول النامية.جلست مع “إلاريا” Ilaria خلال أسبوع “ميلانو” Milan للموضة لنناقش الرفاهية والمسئولية الإجتماعية وأهم من كل شيء الحب.
صوفية: أين تضعين ماركتك في سوق سلع الرفاهية؟
إلاريا: ماركتي عبارة عن سلعة رفاهية لها قلب. فبفضل خلفيتي، أعرف كيفية إنتاج سلعة رفاهية. ولكن إذا أخذنا العصر الذي نعيش فيه في الإعتبار، أؤمن أن الحب هو الحل لكل مشاكل العالم. وإذا قمنا جميعا بضخ كم كبير من الحب في كل شيء نعمله، فسيكون الحال أفضل كثيرا عما هو عليه اليوم. وفلسفتي تتلخص في أنه طالما أضفت المباديء والقيم الروحية إلى كل شيء أنفذه، فإنني أستيقظ وعلى جهي إبتسامة كل صباح.
صوفية: هل الحب هو منتج الرفاهية الجديد؟
إلاريا: لا. وإلا سيكون هناك عدد قليل جدا من المحظوظين بشكل كاف لإمتلاكه. الحب هو الذي يجعل العالم يدور. كارمن كامبوس مصنعة يدويا بشكل كامل، فأنا أثق في المباديء التقليدية التي يتحلى بها هؤلاء الصناع المهرة الذين يمررون حرفتهم كتراث من جيل إلى جيل، والذين يعملون في الجلد بحب. هذه هي الرفاهية الحقيقية بالنسبة لي.
صوفية: أنت تعملين بمواد سبق إستعمالها وبقطع متبقية من صناعات أخرى. أليست هذه الإعادة عملية تخالف مبدأ سلع الرفاهية؟
إلاريا: هذا حقيقي إن كل مادة أستعملها تم إستخدامها من قبل، وأعيد الإستفادة منها. ولكن الطريقة التي نستخدمها في عمل الجلد والمعدن تعتمد كثيرا على الإبتكار وقدرة صناعنا المهرة مما يعطي القطع في النهاية رونقها. منتجات الرفاهية تتلخص في إظهار الجمال وتحقيق الكمال لمنتج فريد. وفي هذه الأيام
صوفية: دعينا نتكلم عن مشروعك في أفريقيا. حدثينا عن النساء اللائي يعملن معك من كينيا.
إلاريا: لقد بدأنا الآن في تأسيس علاقات قوية بشكل مذهل مع النساء اللائي يشكلن المصدر الرئيسي لكسب المال في عائلاتهن. لقد منحتهن الوظيفة مركزا قويا، فالنساء دائما مثقلات الكاهل أكثر من الرجال خصوصا في أفريقيا. ومن خلال برنامج المركز التجاري الدولي نساعدهن في إستعادة الإحترام والقوة داخل عائلاتهن ومجتمعهن حيث يرسلن أولادهن إلى المدرسة. ويعمل المركز التجاري الدولي مع 7000 شخصا. وتوظف “كارمن كامبوس” من 70 إلى 90 إمرأة يتم تدريبهن على فن الأشغال اليدوية وصناعة الحقائب.
صوفية: معظم المصممين يقولون، “إنه ليس عملا خيريا بل هو عمل” عندما يتحدثون عن أعمالهم الإجتماعية. فهل هذه أيضا فلسفة ماركتك؟
إيلاريا: نحن جميعا ندرك هذه الأيام أن العمل الخيري ضروري ونحتاج إلى الإستمرار في المشاركة، ولكن الواحد يحتاج إلى أن يرى أكثر لكي يفهم أن المال يجب أن يوضع في الأيدي الصحيحة. لقد أخذنا كثيرا من القارة الإفريقية الغنية ولم نعطي أبدا شيئا في المقابل. ولاحظت بعد كل هذه السنوات من السفر والتنقل هناك أننا إذا سمحنا لهذه البلاد بأن تعمل فمن السهل أن يصبحوا قادرين على الإكتفاء الذاتي. ومن خلال هذا المشروع أردت أن أدرب صاحبات الأعمال الصغيرة اللائي يمكنهن العمل في المستقبل بدون مساعدة.
صوفية: سيكون لديهن أيضا سيرة ذاتية عظيمة لمجرد أنهن عملن مسبقا مع “إيلاريا فندي“.
إيلاريا: أحرص دائما على أن يتتبعن أعلى مقاييس النوعية في العمل، وأترك لهن مساحة لإكتشاف إمكانياتهن الخلاقة خلال عملية تطوير بعض التصاميم. أتركهن يكتبن رسائل على الحقائب لكي يراها العالم. “إنه ليس عملا خيريا، إنه عمل جاء منهن”.
صوفية: مجموعتي “صنع في إيطاليا” و“صنع في أفريقيا” مختلفتان. فكيف تحافظين على التماسك لعلامتك التجارية؟
إيلاريا: المشروع الأفريقي ليس عرقي الشكل. أريد أن أقدم عملهن على الساحة العالمية. فالمسألة ليست عبارة عن مشهد تقليدي لقطع نسيج أو تكنيك أفريقي في العمل. فالماركة سواء كانت قطعها مصنعة في إيطاليا أو إفريقيا كلها عصرية حتى الصميم.