ميسيا
من شانيل
المكونات: ورد، بنفسج، سوسن
دعوني أخبركم في البداية بما هو بديهي: إن رائحته جميلة. الأمر الذي، وضمن النطاق الأوسع للعطارة العصرية، ليس بالأعطية أو الشيء الذي يجب أن نشعر بالامتنان للحصول عليه. أما بالنسبة لبقية الخبر: فإن ميسيا يبدو للوهلة الأولى واهن القوة بعض الشيء، وهو الشيء الذي يمكن عزوه إلى الطاقة المخدرة لحاسة الشم التي تتمتع بها تراكيب الأيونون، والتي يكتنز العطر جرعة كبيرة منها. لكن بعد أن يستقر العطر بسرعة كبيرة، يبدأ المرء بإدراك كيف لهذا العطر أن ينخرط ضمن سياق شُكلت معالمه من 31 رو كامبون و28 لا بوزا وغيرها من العطور التي صدرت حديثاً تحت مظلة العطور الحصرية. ويبدو بأن شانيل تشعر بالأمان لمعرفة أن لا أحد، وخاصة كل من منافستيها السابقتين كارون وغيرلان سوف يتمكن من التفوق عليها فيما يخص جودة المواد الخام وبراعة التركيب. ولهذا فإنها لا تشعر بأي نوعٍ من الضغوط لتكون جريئة، وتلجأ بدلاً عن ذلك إلى القيام بخطوات صغيرة وتدريجية مكررة مع كل محاكاة لأغلب الأشياء التي حققت نجاحاً في النسخ السابقة، ومضيفة شيئاً أو شيئين جديدين. البودرة المفعمة بالعسل من 31 والأيونون الشبيه بالخبز من 28، مع القليل من المستخلص السلس لـ5 موجودة هنا، ضمن سياقٍ جديد مكون بشكل أساسي من الورد وتراكيب الأيونون. يمتلك ميسيا شيئاً يشبه ليبستيك روز [مال، 2000] من دون الابتسامة أو باريس [سان لوران، 1983] من دون القوة المسرفة. وكما كان لي أن أقول مؤخراً في حديثي عن كيربسايد فيوليت [غوريلا بيرفيومز]، فإن تراكيب الأيونون عظيمة الأثر حين تتمتع بالقليل من الطابع الرخيص حيالها. إن هذه النسخة المنمقة وعلى الرغم من أنها فخمة للغاية، تبدو لي أنها تفتقر في القدرة على الحوار، لكنها رغم ذلك، جيدة للغاية.
البنفسج الراقي
