عندما تعين ريكاردو مصمماً في جيفنشي Givenchy التي لم يكن لها هدف واضح في ذلك الحين، لم يكن معروفاً بشكل كبير: ولد في إيطاليا وتدرب في إنجلترا وكان يعرض مجموعته الصغيرة التي لم تلائم الزمن في ذلك الوقت وكانت خارجةً عن قوانين مدينة ميلان Milan. (لقبه النقاد بعدو المسيح وهو يذكر بأن الشرطة حضرت أول عرضين له.) لم يعرف المراقبين الأوليين كيف يشكلون وجهة نظرهم حول مجموعاته القوطية التي سيطرت عليها الروح الكاثوليكية. ولكن معجبيه المشاهير وزبائنه المخلصين كليهما قد أثارا فضول من شكوا في قدراته. وهو لم يقوم بتصحيح مسار الشركة فحسب وإنما ارتقى بالشركة إلى الصدارة في أسبوع الأزياء في باريس Paris. فقد أصبح أحد المصممين المفضلين على السجادة الحمراء، كما أنه محبوب جداً من قبل الفنانين حيث أن اسم الشركة أصبح يذكر بأغاني موسيقا الراب بشكل متكرر. وقد كان تيشي أحد الذين ترأسوا مهرجان ميت غالا لتصميم الأزياء the Met’s Costume Institute Gala هذه السنة. وسوف يمنحه مجلس مصممي الأزياء في أمريكا CFDA الجائزة الدولية International Award هذه الليلة.
وعلى الرغم من أنه ألبس (واحتفل) مع مشاهير عدة مثل مادونا وبيونسي وريانا وكانييه، فإن تيشي قد احتفظ بدائرة متماسكة من الملهمين والمساهمين والأصدقاء المقربين. وقد كانت تتكرر كلمة عائلة كثيراً عندما كنا نتحدث عن هؤلاء الذين استمروا معه منذ انطلاقه مع الأسلوب الغامض إلى الشهرة العالمية. وهؤلاء هم النساء (غالباً) اللاتي دعموه منذ أيامه الأولى في مدرسة سانت مارتن لتصميم الأزياء Central Saint Martins وخلال سنوات براعته في ميلان Milan وحتى بدايته المتعثرة في جيفنشي Givenchy في باريس Paris، إلى نجاحه الأخير. وقد تحدثت Style.com بمناسبة منحه الجائزة، ل 12 من أصدقائه لكي ترسم نوعاً ما صورة جماعية تعبر عن مصمم لا يحب التحدث عن إنجازاته بشكل شخصي ولكي تكتب مسيرته المهنية.
* * *
ولد تيشي في سيرميناتي عام 1974. وعندما بلغ ال 17 من عمره، غادر إيطاليا ليذهب إلى إنجلترا ويدرس في مدرسة سانت مارتن لتصميم الأزياء Central Saint Martins. وخلال إقامته هناك، قابل المرأة التي أصبحت ملهمته وقوة أساسية في مسيرته المهنية فيما بعد: ماريا كارلا بوسكونو.
ماريا كارلا بوسكونو، عارضة، ملهمة، ووجه متكرر في جيفنشي Givenchy: كنت قد بدأت حينها أن أعمل كعارضة ولكنني لم أكن متأكدة جداً من ذلك. كان هو الشخص الذي جعلني أؤمن بنفسي. صورنا صورة لدعوة عرض الأزياء الخاص بامتحانه الأخير في سانت مارتن Central Saint Martins.
وبعد التخرج، عاد تيشي إلى موطنه إيطاليا واستقر في ميلان. بدأت بوسكونو بعد أن أصبحت عارضة مشهورة، بتقديمه إلى العاملين في عالم الموضة.
ماريا كارلا بوسكونو: إنني أؤمن بموهبته بشكل كبير. فلم يستطع التوقف عن ابتكار الأزياء الجديدة. كان يصمم الأزياء من التيشيرتات وملابس كان قد اشتراها مسبقاً ليحولها إلى قطع فنية رائعة، هذا كان رأيي شخصياً. كان يلبسني كافة تصاميمه، حتى لو كنت ذاهبة فقط إلى الحانة. كنت أؤمن بأنه خلق ليكون مصمم أزياء. فأنا أنظر إليه كإنسان عبقري غريب أحياناً، مثل فان غوخ، وكنت أعرف أنه يجب أن أفعل شيئاً حيال ذلك. فكرست كل طاقتي الصغيرة التي كنت أملكها من أجل ذلك. لأنني عرفت بأن إنسان شغوف مثله، يستحق أن يعرفه العالم.
لويجي مورينو، مصفف شعر لممشى عروض جيفنشي Givenchy وحملاتها: قابلت ريكاردو قبل 15 عاماً تقريباً. أتذكر أنه كان شاباً خجول جداً. أخبرتني صديقتي ماريا كارلا، “يجب أن تقابل صديقي، ريكاردو تيشي. سوف تحبه كثيراً، فهو موهوب جداً.” لذا قابلته وبدأت العمل معه في إيطاليا. أعتقد بأنني من أول الأشخاص الذين بدؤوا العمل معه في الواقع.
قابل تيشي امرأتين في إيطاليا، أصبحتا فيما بعد صديقتيه وعملتا معه سنوات عدة: لوشيا ميديغيني التي عملت معه في كافة مجموعاته، وليا تي التي كانت صديقته ومساعدته وعارضة في مجموعاته.
لوشيا ميديغيني، مستشارة أزياء جيفنشي Givenchy: قابلت ريكاردو في ميلان، تماماً بعد تخرجه من مدرسة سانت مارتن لتصميم الأزياء Saint Martins وشعرت بموهبته على الفور. لقد أدخلني الحديث معه إلى عالم جديد من الأحاسيس، وقد كان من الممتع حقاً الذهاب معه في رحلة مليئة بالسحر والسرعة والكلاسيكية والظلام والفوضى والجنون الإبداعي … لقد تعرفت على نفسي، ووقعت في حب رؤيته الفنية منذ تلك اللحظة. ونحن نعمل معاً [منذ ذلك الوقت].
ليا تي، عارضة وموظفة سابقة في جيفنشي Givenchy: كنت في منزل صديقتي، حيث كان يعيش في منزل أحد أكثر أصدقائي المقربين. كان قد صمم كتاب تصاميم في مدرسة سانت مارتن Saint Martins. وكان لديه مجموعة صغيرة جداً، عرضتها أمه وأخواته وعائلته. كان يضع كتابه على الطاولة … وعندما رأيت هذه الصورة، كنت مندهشة جداً وتساءلت من الذي صمم هذه الثياب الرائعة؟ لأنني حقاً أريد أن أشتريها. كنت معجبةً جداً بالثياب.
بعد المحاولة مع عدة شركات معروفة منها كوكاباني Coccapani وبيوما Puma، بدأ تيشي بعرض مجموعة تحمل اسمه.
كارين رواتفيلد، مصممة أزياء نسائية في جيفنشي Givenchy ورئيسة تحرير سي آر فاشن بوك CR Fashion Book ورئيسة التحرير السابقة لمجلة فوغ الفرنسية Paris Vogue: لقد أرسلت لي ملهمته، ماريا كارلا بوسكونو دعوة، وقد قبلت الدعوة لأنني فضولية. قابلت ريكاردو في أحد عروضه الأولى في ميلان، وفي الحقيقة كان أكثر من عرض، فقد كان أداءً متكاملاً. كان ممتعاً جداً بعد مشاهدة العديد من العروض في أسبوع ميلان للموضة. إنه موهوب جداً ويعيش في عالم قوطي خاص به. لقد وقعت في شباكه بشكل فوري.
لوشيا ميديغيني: [مجموعاته كلها] مميزة بالنسبة لي، ولكن إن أردت أن أختار واحدة فقط، فسوف أختار مجموعة ريكاردو تيشي Riccardo Tisci الأولى بالتأكيد. حيث ذهب إلى الهند وصمم مجموعة في شهر واحد، ثم عاد إلى إيطاليا وجرب الأزياء على ليا. بعد ذلك نظم عرضاً غير متضمن في العروض الرسمية… كنت مصابة بالقشعريرة لكثرة التشويق في ذلك الوقت! إنه حقاً شعور لا يوصف.
ماريا كارلا بوسكونو: كان يصمم بشجاعة كبيرة. فلم يقلق حيال أي شيء لأنه لم يملك أي شيء ليخسره. فعندما تكون شاباً يكون لديك إحساس بعدم المسؤولية واللامبالاة خلال بنائك لمستقبلك، وتكون غير متأكداً إلى أين سوف توجهك الحياة. إنني أفتقد منصة اللامبالاة تلك.
كارين رواتفيلد: ذهبت لأقابله بعد انتهاء العرض. كانت تلك أول مرة أقابله فيها وأقابل أمه وأخواته الثمانية. وكان يبحث ماركو غوبيتي رئيس جيفنشي Givenchy [في ذلك الوقت] عن مصمم جديد. وفكرت بريكاردو على الفور. وأوصيت به ودعمته بشكل كبير ليحصل على ذلك المنصب. عين المدير الإبداعي في فبراير 2005، ووجد تيشي نفسه بعد سنوات قليلة من تخرجه من سانت مارتن Saint Martins، في ال 30 من عمره، على رأس أحد أشهر العلامات التجارية الفرنسية في عالم الموضة. حيث عمل في هذه الشركة مصممين معروفين في السنوات الماضية مثل جون غاليانو وألكسندر ماكوين وحديثاً جوليان ماكدونالد.
لوشيا ميديغيني: انتقلنا إلى باريس ولم نكن نتحدث الفرنسية.