تميز حدث توزيع جوائز مجلس مصممي الأزياء في أمريكا الأمس بالظهور الخلاب لجسد ريانا كله تقريباً. وكانت ريري التي تم تكريمها بجائزة أيقونة الأزياء لهذا العام قد ظهرت مرتديةً فستاناً مصمماً خصيصاً من آدم سلمان كان مرصعاً بأكثر من 230,000 قطعة من كريستال سواروفسكي مع قطعة تزيين للرأس مرافقة له مرصعاً بالكريستال أيضاً وشال من الفرو باللون الوردي الهادئ، وكملهمة ذكرت جوزفين باكر، الراقصة والممثلة المبهرة الشهيرة التي صعدت نحو النجومية في عشرينات القرن الماضي مع أزيائها الجريئة ومظهرها المثير. ومع هذا الفستان، يكون سلمان الذي يعمل على ابتكار الأزياء لنجمة البوب منذ 2011، قد قدم ما يمكن أن يكون أكثر قطعة من تصميمه يتم التحدث عنها خلال مهنته. وصرح منسق ثياب ريانا، ميل أوتنبرغ في مقابلة حصرية مع ستايل.كوم: “إن هذا الفستان هو عبارة عن شبكة صيد سمك وكريستال فقط وبعض الكلف. ولكن الفستان يتمحور حول الجمال، والجسم الأنثوي جزء من هذا”، و أضاف أيضاً: ” لا أدري إن كان الفستان صادماً أم لا، أنا أرافقها طيلة الوقت لذا فإن وزن دهشتي لا يأخذ بالحسبان، ولكنني أخبرتها بأنني كنت أظن بأنها باتت جاهزة لهذا الفستان منذ زمن، وبأنني أنا من لم أكن مستعداً. إنني محتشم، ومازلت أتعلم.” هل كانت هذه طريقة ريانا لتخبر العالم بأن جسمها هو ملكها لتعرضه أمام العالم؟ أم كانت هذه إيماءة أخرى لمنعها من استخدام إنستغرام (لإظهارها الكثير من الصور الغير محتشمة)، والذي دفعها إلى مسح حسابها بالكامل كنوع من الاحتجاج؟
يمكننا الاستمرار لساعات في تحليل المعنى الكامن وراء جرأتها، والتي وهذا الكلام بيننا، كانت نوعاً ما حركةً مثيرةً للمفارقة بالنسبة لمن تتجه لحضور مراسم تكريم عن حسها بالأزياء. إن التعبير الجريء في نطاق ما بعد الحداثة عن إثارة النساء و\أو ما تفضلن ارتداءه (أو عدم ارتداءه بالأحرى) هو شيء، ورسالة الأزياء التي تكمن خلفها هي شيء آخر بالكامل.
ومن دون شك، إن “عامل الصدمة” قد أثبت بأنه شديد الوقع في بناء الشهرة الموسيقية، من مادونا إلى بريتني سبيرز إلى الليدي غاغا إلى الفتاة التي باتت ناضجة الآن (ومثيرة بإفراط) مايلي سايرس. ولعل المثال الأقرب إلينا، هو أسلوب هيفاء وهبي المثير للغاية الذي يحضر إلى ذهننا مباشرةً. وبالطبع، جميعنا يعلم بأن الإثارة تحسن البيع، ولكن وفي حين أن الإثارة والأزياء قد مرا بأيام مجيدة خالدة على أيادي توم فورد وكارين ريتفورد في التسعينات وبداية الألفية الجديدة خلال سنوات فتيات الأفلام الخليعة، إلا ما يتميز الآن هو القوة المتزايدة التي تمتلكها نجمات البوب على صناعة الأزياء. وكما ورد على لسان توم فورد في مقابلته الأخيرة مع محرر ستايل.كوم تيم بلانكس قائلاً: “لا يهتم الزبائن بعد اليوم بالتقييمات أو بالمجلات. إن ما يهمهم هو ماهي الصورة التي قامت ريانا بنشرها للتو بينما كانت في سريرها من دون ثياب، ما هي الأحذية الجديدة التي ارتدتها، وكيف تصف ماترتديه. إن هذا ما يتفاعلون معه.”
ولقد كنت فضولية بعض الشيء لأعرف ما هي ردة فعل جمهور الشرق الأوسط على طلة ريانا على السجادة الحمراء، لذا ذهبت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وسألت عبر إنستغرام وفيسبوك ” #عبقري؟ أم #غير محتشم؟”. وحصلت على الكثير من الشجب أكثر من الإعجاب كما توقعت، وعلق أحدهم قائلاً: “لم ترتدي سروالاً تحتياً (ثونغ)؟ ما هو الحد المناسب؟ إنها عارية أصلاً. يجب عليها في المرة التالية أن تكشف كل شيء من الخلف والمقدمة.”
لذا ماذا تظنون بهذا التعري المرصع بالكريستال؟ لاشك بأن الجواب هو بالنفي القاطع للأشخاص المحافظين المحتشمين منا، ولك بالنسبة لصناعة الموسيقى، هل تمتلك مغنياتنا تصريحاً جواز هذا الأمر؟ ظهرت كل من مايلي سايرس وريانا وليدي غاغا جميعهن مرتديات السراويل التحتية على المسارح، أما بالنسبة للأزياء، إن كانت هناك قاعدة واحدة يجب أن تطغى على غيرها فلا بد أن تكون قاعدة الأناقة، سواء كانت مثيرة أم محافظة. وفي حالتنا اليوم هذه، وبالنسبة لنا لقد كانت ضربةً غير موفقة إلى حد بعيد.