استضاف كارل لاغرفيلد الليلة الماضية عشاءاً مع سيلفيا فينتوريني فندي وبيترو بيكاري في سوثبيز في نيوبوند ستريت؛ وكان هناك شيء فضولي وملفت للنظر يلفّ الطريقة التي قال بها لاغرفيلد أنّه يحبّ اللّندنيين، وهو ما لمّح إلى أنّه لم يكن مهووساً بشدّة بلندن. هو بالطبع لا يعبر القناة الإنكليزية في الكثير من الأحيان، لكن إن اختارت هذه المدينة أن تفرض على افتتاح متجر فندي الجديد للتجزئة الجانب البارد الممطر من هويّتها، يكون اللندنيون قد بالغوا في ثنائهم على لاغرفيلد باستخدام كلّ أسلحتهم الغير تقليدية والجذّابة والممتعة في ترسانتهم من السحر. خلال الغداء، قام لاغرفيلد بإرخاء الظلال التي تحيل ردود فعله مبهمة غالباً. كان يبدي تقديره للصور التي كانت كارا تعرضها عليه على هاتفها. وهو بدوره قام بعرض صوره لها أيضاً. ولأنّ بوبي وسوكي وليلي وشارلوت كانوا يجلسون على بعد صحن عشاء فقط، فإنّ طاولة لاغرفيلد تألقت كمحطّ أنظار الإعلام. وقال لاغرفيلد بينما كان ينتظر وصول وجبته الرئيسية: “لن تجد أبداً أناساً مثل هؤلاء في باريس”. (كانت وجبته تشبه شرائح المانجو، أما نحن فطلبنا سمك القاروص.)
لم تكن السهرة ببساطة للاحتفال بافتتاح متجر. فقد أفضت فندي أيضاً لعشرة “نساء أيقونيات” مهمة تصميم حقيبة بيكابو Peekaboo من أجل “مزاد” لجمع التبرّعات لشركة كيدز كومباني Kids Company، المؤسسة الخيرية البريطانية التي أسستها كاميلا باتمانغليدج لدعم الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة والمعرضين للخطر. سلّطت الإحصائيات المروّعة التي قدّمتها كاميلا في خطابها الضوء على عمق المشكلة في مدينة مثل لندن، حيث يلقي النقيضان الهزليان للغنى والفقر بالضوء الناقد على النقيض الآخر. يعدّ التواصل مع المبادرات الاجتماعية مثل كيدز كومباني أحد سمات شخصية فينتوريني فندي المهتمّة، بنفس الطريقة التي تخوض بها نساؤها الأيقونيات التجربة، من غوينيث وكارا (بالطبع) إلى أديل وزها حديد وكيت إيدي التي كانت أشهر مراسلة حربية في البي بي سي BBC يوماً ما. (جاءت حقيبة بيكابو الخاصة بها مبطّنة بالتمويه المتعدّد الألوان.)
تمّ تحويل مساحات مزاد سوثبيز في تلك الليلة إلى معرض لعقود من تجارب فندي مع الفرو، مرفوعة ومضاءة مثل لوحات فنّية على جدار المعرض. إذا كانت القطعة المفضلة لدى فينتوريني فندي قطعة “انتيستينو” المائلة المحيّرة من أواخر السبعينيات غير معروضة، فقد كان هناك الكثير من الأمثلة الأخرى عن المزيج الغريب الغير اعتيادي الذي يجمع المتطور والبدائي والذي أتقنته عائلة فندي تحت وصاية لاغرفيلد؛ الذي قال متأمّلاً: “أربعون سنة، أربعون سنة” وبدا وكأنه نفسه بالكاد يصدّق ذلك. لكنّه لن يتوقّف في وقت قريب. بعد عشر دقائق من انتهائه من المانجو، ذهب هو أيضاً ليكمل التحضير للنقاط الدقيقة التي تتعلق برحلته إلى دبي الأسبوع القادم، حيث يعرض مجموعة شانيل كروز.