تابعوا ڤوغ العربية

سوزي مينكس التي لا تقهر

suzy-menkes-11حصل تغيير واضح على صعيد نقد الأزياء في نهاية موسم الألبسة الجاهزة الماضي. علمنا من خلال تصاعد همسات الصف الأول أن سوزي مينكس ستغادر نيويورك تايمز إنترناشيونال (المعروفة سابقاً والآن بهيرالد تريبيون إنترناشيونال) حيث عملت كمحررة الموضة وكبيرة الناقدين لمدة ست وعشرين عاماً. وربما كانت وجهتها المفاجأة الأكبر وهي كوندي ناست إنترناشيونال Condé Nast International. ستظهر زواياها على جميع مواقع فوغ Vogue العالمية عدا الأمريكي. أكثر ما أحترمه في مينكس أنها لا تميز أحداً عن آخر أو لديها أفكار مسبقة. الكليشة صحيحة بالنسبة لمينكس، حيث تسميها كما تراها ولأنها وفي السبعين من عمرها تستفيد من حضور أي مناسبة متعلقة بالأزياء ابتداءاً من العروض المغمورة وانتهاءاً بأكبر المهرجانات، فإنها ترى كل شيء. اتصلت بها هاتفياً في باريس (وطنها اسمياً، رغم أنها تقول أنها تقطن في مكان ما في كبد السماء) لمناقشة عملها الجديد والتغيرات المستمرة في عالم الأزياء وكيف تخفي خلف وجهها الصارم قلب الجدة الرؤوف.
* * *
تهانينا على عملك الجديد. كيف تسير الأمور حتى الآن؟
حسناً، لقد وجدته ممتعاً للغاية. يملؤني ذلك بالطاقة والحيوية ولطالما أحببت أن أكون جزءاً من العالم الرقمي، وهذا هو التغيير الأكبربالنسبة إلي. أعتقد أنني معروفة بسبب كتاباتي لكني أريد أن يعرف المزيد من الناس كيف أكتب. تمنحني مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفرصة أصلاً حتى بعد أول أسبوعي الثاني من التواصل وخصوصاً عبر مواقع فوغ المختلفة.

هل ستقومين بنقد جميع العروض في عملك الجديد؟ أم ستكتبين التقارير الإجمالية المختصرة كما تفعلين في زاوية في صحيفة؟
ما زلت أفكر في ذلك. لن أعمل على الملابس الرجالية هذا الموسم لأني أود البدء بتصاميم الأزياء النسائية لأني بحاجة إلى فترة من الزمن لأنهض بعملي الجديد بدلاً من الاندفاع إلى الكثير الكثير من التقارير. وبالطبع آمل أن أقوم ببعض البحوث العميقة أو ربما الاستفزازية أو الكبيرة والتي ستذهب بما أكتبه بعيداً بعض الشيء عن موسم العروض.

سمعت أن كوندي ناست إنترناشيونال ستنشر صحيفة ورقية تحتوي على كتاباتك في عروض الألبسة الجاهزة، فهل لديك تعليق على ذلك؟
أحب أن أرى ذلك “المحفز” المطبوع لجذب الناس إلى وجودي الرقمي. يجب أن يكون هنالك دعم لوجستي ناجح، ولننتظر ونرى كيف ستسير الامور.

بالحديث عن البحوث الاستفزازية، فقد شجبت في زاويتك الأولى تلك العدوانية التي تسود لغة التواصل عبر الإنترنت وقلت أنك مهتمة بالنقد البناء أكثر. أتظنين أنه بإمكانك التغلب عليها؟
انا لا أبحث عن الفوز أو الخسارة في ذلك، بل أحاول أن أقدم أفكاري وحسب. أنا لا أحاول تدمير الناس سواء كانوا مصممين أو فنانين، وهذا هو النهج الذي سأستمر باتباعه. أتعلمين؟ إني أحترم استخدام الكثير من الناس للصوت العالي (أعني في التعليقات) ليلفتوا الأنظار. فهنالك فرق بين كونك تعملين لدى كوندي ناست وتغادرين عمل آخر وكونك مدونة في منزلك وتطمحين للظهور، لذا أتفهم لم يتبعون هذا الأسلوب. وأظن أيضاً أن هذا الأسلوب أعطى الفرصة لأشخاص دنيئين بطبعهم ليكون لهم مكان وصوت ويقرأهم الناس ويسمعونهم إذ لم يستطيعوا بلوغ ذلك سابقاً. أعني أنه للكل الحق بقول ما يريد، لكن بشكل عام أظن أن النقد يجب أن يكون بناء. وغير ذلك ما الحاجة إلى تدمير الآخرين؟

لكن هل يصح أن ينتصر صاحب الصوت الأعلى بصرف النظر عن كونه يعمل لدى شركة معتبرة أو مدون مستقل؟
سأخبرك بما أعتقد بصراحة حيال ذلك. في البداية حسدت الكثير من المدونين الذين رأيتهم يتمتعون بحرية تامة لا يتمتع بها شخص آخر بزاول المهنة لزمن، فالمدونين لا يعرفون أحداً شخصياً وبالغالب يعملون على فيديوهات يشاهدونها ولا يحتاجون لمواجهة المسؤولية أو المدير التنفيذي أو حتى المصمم. وبالطبع تغير ذلك بسرعة لا تصدق بسبب ذكاء الناس وبالأخص الشركات التي ترغب بالسيطرة على ما يقال عنها، ورأينا المدونين الذين عهدناهم مثيرين وربما وقحين أو خارجين عن المسار المألوف ينطوون تحت جناح صناعة الأزياء. فقد تم جلبهم من حيث هم إلى الصفوف الأولى في العروض، وقد أقول أنه تم “شراؤهم” رغم أن العديد منهم يتفاخرون بما يعرض عليهم…وقد أصبحت أصواتهم الآن خافتة وكتاباتهم مبتذلة وقديمة على عكس ما كانت عليه سابقاً. بالطبع لا أعني أن ذلك حدث للجميع لكننا رأينا كيف قامت شركات عالم الأزياء باحتواء العديد من المدونين وحاولت…لن أقول إسكاتهم….لكن كسبهم إلى جانبهم على الأقل.

لقد كنت صريحة كفاية في حديثك عن المدونين وعن مهزلة الأزياء في السابق وأعلم أن العديد من المدونين انزعجوا من ذلك.
أود ان أوضح ذلك. لك أكن قط ولست الآن ضد المدونين. ما كنت أتحدث عنه هو الفكرة العامة أن الأزياء الآن للجميع ويكتب عنها من قبل الجميع، ويرجع ذلك لأسباب عالمية. وبدلاً من أن يكون هناك أناس متخصصين بالكتابة عن الأزياء وتحكيمها وإجراء المقابلات، أصبحت الأزياء للجميع. وأظن أن ذلك رائع لعدة أسباب، فيا لها من فرصة يحصل عليها أشخاص يعيشون في أقاصي الأرض (زغريب) بالانضمام إلى الجزء الذي يحبونه من العالم! وربما يمكنهم أن يتخذوها عملاً لهم لأنهم يعملون عبر الإنترنت، لذا أظن أن ذلك شيء جيد. لكن فكرة امتلاك أي شخص الحق بتحكيم الأزياء أو التباهي بإطلالته من خلال صورة ذهبت بالأزياء بعيداً عن تركيزها على القلة شديدة الاهتمام والانخراط في عالم الأزياء أو الذين يتمتعون بالذوق الرفيع وأصبحت مفتوحة على عالم الإنترنت الكبير. لكن هذا الحديث لم يكن ضد المدونين…حقاً لم يكن كذلك.

أهي حال “تمكنهم من دخول عالم الأزياء لكن لا السيطرة عليه”؟
أجل. أعني أن ذلك كان منذ وقت طويل وكتبت الكثير عنه.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع