عندما بدأ العارض بابتيست جيابيكوني يومئ بحركة ريّ بعض النباتات الكرتونية الرمادية، بدأت كامل خلفية عرض شانيل للأزياء الراقية تزهر بالورود الاستوائية الوافرة، مهيّئة المسرح للحظة جذابة أخرى تقدّمها أفخم علامة في عالم الأزياء في مجال البراعة في تنظيم العروض.
لم تكن الإطلالات الأولى معقّدة، وذكّرت المرء بسحر الأناقة المريحة في أمسيات الصيف الريفية مع السترات البرتقالية والنيلية والخضراء المكحوتة والتنانير القصيرة. تميل المجموعة في كلّ عرض للتركيز على جزء واحد من الجسم، إلى جانب بعض التعقيدات الأخرى المنبثقة عن ذهن كارل لاغرفيلد النشط. وهذه المرة، كان الخصر هو الأبرز في المجموعة، حيث تجلّى ذلك من خلال سلسلة من القطع العلوية القصيرة التي تنتهي تحت الصدر، بالإضافة إلى التنانير التي يصل طولها للركبة والتي ستعجب زبونات شانيل الأصغر سناً المحظوظات كفاية لامتلاك القوام المناسب لارتدائها، مثل ملهمات شانيل الجدد كيندال جينر وكارا ديليفين. وإذا لم يكن الخصر مكشوفاً، تمّ إبرازه من خلال حزام رفيع متدلّ على أحد جوانب القدمين. قد يكون تأثير سفيرات شانيل الأصغر سناً والأكثر تطرفاً مثل أليس ديلال وكريستين ستيوارت هو ما دفع لاغرفيلد في ذلك الاتجاه. هنا، امتلكت الملابس نوعاً من الجدّية التي تغلّبت في ذلك حتى على ملابسه الجاهزة.
تميل الإكسسوارات بالفعل والتويد والصوف والتول والتزيينات لتصبح ثقيلة مثل الدروع في الدار الفرنسية. ففي النهاية، حتى السترة السوداء الضيقة الأيقونية كانت مخططة بسلسلة معدنية لتبدو أكثر ملائمة. لكنّ كانت هذه المجموعة من الملابس الراقية مثل غصن مزهر: رقيقة بشكل جميل وخفيفة وفتية. خذوا على سبيل المثال سترة التويد القصيرة المنسّقة مع تنورة الشيفون الطويلة الوردية الباهتة المزينة بتفريغات الأزهار والقبعة الصغيرة المزينة بزخرفات الأزهار، أو السترة الطويلة الحمراء المزينة بالترتر بالكامل والفستان الرافع للصدر مع تزيينات الأزهار الضخمة. لكنّ تلك الزّهور لم تحتج أن تتلوّن بأكثر الألوان إشراقاً حتى تترك انطباعاً عميقاً: فقد أدّى فستان الشيفون الأسود على شكل قميص والمزين بالأشرطة العاتمة تلك الحيلة. كما أضفت الأحزمة السوداء والجزمات الجلدية المسطحة والأغطية الشبكية السوداء التي غطّت أوجه العارضات أيضاً جرعة جدية من الحدّة على أشكال القصّات المذهلة.