على خشبة العرض، هنالك من يندمجون وهنالك من يشتهرون. “ألكسندر وانغ”Alexander Wang و فريقه لهم تاريخ حافل في إنتقاء وصنع النجوم.
في أمريكا والدول التي تتبع خطاها، في روسيا، إيطاليا، فرنسا، بريطانيا، أستراليا، صربيا، سلوفاكيا، النرويج، نيجيرا، بولندا، هندوراس، والعديد.. هناك معهد تعليمي للعارضات الطموحات، هو برنامج تلفزيوني يسمى ” العارضة الأمريكية الأفضل”America’s Next Top Model (وفي بريطانيا، وفرنسا، وباقي الدول)، لكن هناك عيب واحد هو أن البرنامج لا يأتي بنتيجة، فمعظم الفائزات بالبرنامج وحتى بعض الخاسرات، حصلن على شهرة محدودة، على الرغم من خضوعهن إلى جميع أنواع التغييرات والتعديلات، من التغيرات الشاملة لأشكالهن إلى جلسات التصوير الطويلة التي تشمل الأماكن عالية والحيوانات البرية، لم تصل أي منهن إلى خشبات العروض العالمية.
ربما كان السبب هو أن عرض الأزياء يعتبر فن غريب الى حدٍ ما. جزء منه مثل مناورة عسكرية، والآخر هو سحر، والذين يستخفوا بعارضات الأزياء ويعتبرونهن مجرد شماعات ثياب بشرية، بأجسام متناسقة وشكل مثالي وإحساس غير ظاهر. لا يدركون أن مزيج الإنضباط والإثارة المطلوب منهن لا يوجد بأي مهنة أخرى في عالم الأزياء. العارضات الشابات يمشين، ويقفن، ويتباهين: هذه المهارات، من الممكن أن تعلم لأي فتاة لكن يجب أن يكون عندهن الحضور حتى يجسدن الخيال الذي لا يوصف لرؤية مصمم الأزياء، ومن ثم لرؤية مصمم آخر، والمصمم الذي بعده، وهكذا. يكمن التساؤل هنا هل تمتلك العارضة هذه الصفة أم لا. بعض العارضات يمتلكها والبعض الآخر لا يمتلكها وهناك مصممين مثل “ألكسندر وانغ”Alexander Wang وفريقه من المخرجين وخبراء الأناقة والمصممين المساعدين والتي تكمن مهمتهم إكتشاف هذه الصفة.
العارضة المناسبة بالمظهر المناسب قد تهب الحياة لما ترتديه. المصممين مثل “وانغ”Wang، الذين يدركون معنى هذا التناغم يعطون كل إهتمامهم لكي يصبح واقعا. القائمون على هذه العروض يساعدون على إعطاء الموسم رونقه، وفرق العمل وراء هؤلاء المصممين يساعدون على صنع النجوم. يتمسكون بإكتشافاتهم، بسرية تامة، ويطلبون التفرد والحصرية. تقدم الوكالات العارضات الجدد لإستوديوهات هؤلاء المصممين،حاملين معهم ملفات العارضات خالية, فقط بعض الصور العادية التي اخذت لهم في مكتب الوكالة.
تحديد ما يبحث عنه هؤلاء المرافبين هو شي لا يمكن تعريفه، مديرة اختيار العارضات لدى “وانغ”، “أنيتا بيتون”Anita Bitton التي كانت هي نفسها عارضة أزياء، ثم وكيلة عارضات، وصفته بأنه شيء” مثير”. مرشدتها الأسطورة “إيلين فورد” Eileen Ford أسمته “بالإكس فاكتر”X factor. أياً كان، “بيتون”Bitton، “وانغ” والمنسق الملابس الذي يعمل معه منذ فترة طويلة”كارل تيمبلير”Karl Templer، لديهم سجل حافل بالعثور على النجوم ومشاهدة باقي العالم يخطون خذوهم. في عرض “وانغ” لخريف 2012، وقع إختيارهم على عارضة غير معروفة تسمى “أيميلين فالاد”Aymeline Valade والتي كانت “بالينسياغا”Balenciaga السبب الوحيد لوجودها لتقديم إفتتاحية العرض. الآن هي الوجه الإعلاني لما لا يقل عن خمس ماركات عالمية.
فيما بعد كانت “ماريا برادلي”Maria Bradley العارضة ذو فك مربع التي تأتي من مدينة وسط غرب أمريكا التي تتميز بشكل يتعارض تماما مع موضة الشكل الناعم شبه المريض لدى عارضات شرق أروبا الشهيرات، في هذا الموسم فقط، قدمت 53 عرضاً. ولإفتتاح عرضه الأخير، اختار فريق “وانغ” “ناديا بيندير”Nadja Bender، عارضة دنماركية شابة التي ظهرت في عدد قليل من العروض في اوروبا، فهي أيضاً ألقت نجاحا كبيرا وأصبحت تعمل في كل مكان، ما الذي تغير لها من بعد “وانغ”؟ “كل شيء!” اجابت وهي تضحك بينما كانت في استوديو المصمم للتقديم عدة أيام قبل عرض الربيع. ” أنا كنت فخورة جداً. بعد ذلك، قدمت الكثير من العروض.”
البحث عن والوجه الجديد للعرض الكبير القادم يبدأ مباشرة بعد إنتهاء العرض الأخير. بدأ “بيتون”، و”وانغ” بإتصالات تتعلق بتقديم العروض القادمة منذ شهر مارس. إستقطبوا عدد قليل من المرشحات، العديد منهم سوف ينتهي بهن المطاف على خشبة العرض للتشكيلة المقبلة، ولكن كل التركيز كان على واحدة مميزة جداً: صاحبة الأنف الصغير والشعر الأحمر “إيرينا كرافشينكو”Irina Kravchenko. تبلغ من العمر 23 عاما بطول خمس أقدام، عشر بوصات. أوكرانية، ولغتها الإنجليزية ضعيقة جداً.
يميل “وانغ” لصالح النساء ذوي الشخصيات القوية، المنعزلات الذي من الممكن رؤيتها وهي تدخن في مكان مغلق. (عندما تقوم “بيتون” بتدريب العارضات على المشي، تقوم بنصيحة العارضة بأن لا تحرك خصرها فتقول: “لا للإثارة”) “أيرينا”Irina ببشرتها البيضاء الشاحبة وملامحها الحادة، ليست إستثناء. إنها جميلة جدا، لكن صعب تخيل جمالها وهو يوقف حركة المرور في الشارع. لديها نظرة حادة، ومظهر ثنائي الجنس، لا أنثوي ولا ذكوري، والذي يصفونه أهل الموضة بكلمة “قوي” أي أعلى درجات المدح.
“بيتون” و”وانغ” يصفانها بأنها “فريا”Freja الجديدة، على اسم “فريا بيها إيركسن”Freja Beha Erichsen، الصبيانية، المليئة بالوشوم العارضة الدنماركية التي أثارت ضجة منذ مواسم عديدة. هي أيضاً، كانت عارضة قوية لا تبالي بشيء. إذا كان العديد من العارضات المراهقات الجدد المختارات من اماكن مجهولة و تم إرسالهم حول العالم ليرتدون ملابس اعطيت لهن من قبل فرق من الغرباء البالغين اللذين يتحدثون لغات غريبة قد يبدون مثل قطيع خرفان ضائع, فأن”كرافشينكو”Kravchenko هي الذئب .”في نوع من الصلابة” يقول “وانغ” “هناك نوع من الإثارة في ارتدائها للملابس، فكل شيء عليها يصدق، إنها غير مبالية. حضرت وقابلتني ثم قالت بجرأة بعد المقابلة “حسنا؟ هل يمكنني الذهاب الآن؟”
اول مرة رأى فيها “وانغ” صورة “كرافشينكو” كانت قبل شهرين من العرض، عندما قام وكيلها بعرض صورتها من على تلفونه في ليلة. أحياناً كان يشتكي بأن التصريحات عن حبه الشديد للعارضات مبالغ فيها أو “تصنيف” كما قال. لكن طريقة كلامه عن العارضات بدت وكأنه يتحدث عن ديانة. ” قلت له، يا إلهي! عليك إرسالها لي غداً،” ويتذكر حديثه مع وكيل “كرافشينكو”. “عرفت من تلك الصورة أني أحببتها وأني محتاج لها” إذا كان هناك لحظة حاسمة في حياة “إيرينا كرافشينكو” المهنية، من الممكن أن تكون تلك اللحظة. حتى انها لم تكن موجودة. ” لقد كان ذلك في عقله،”بيتون” تؤكد ذلك”. “أريد القول بأنه من الممكن قد صور هذا الوجه في عقله وبدأ بالعمل عليه، لأنه في اللحظة الذي رآها قال “آه، أحبها.”
هل حمل “وانغ” صورة “أيرينا” في عقله لعدة أشهر فيما كان يعمل ويصمم مجموعته؟ فأجابه “بالتأكيد”.
بعد ظهر يوم السبت في مكان إلى جانب رصيف الميناء حيث يعرض “ألكسندر وانغ” مجموعته، العارضات ال43 اللواتي سيقمن بالعرض يتجمعن وراء الكواليس، وقد تم وضع الماكياج، وتم تصفيف شعرهن وتمليسه، مع وضع شرائط على رؤوسهن. و من بينهم “ليبرتي روس”Liberty Ross العارضة الإنجليزية الظاهرة دائما في صحف المشاهير. كما تحضر صديقة “أليكس” القديمة، العارضة “إيرين واسون”Erin Wasson، التي تخرجت من عالم عروض الأزياء ولكن تحتفظ بمكانة فخرية في هذا المجال، وأصبحت مصممة مجوهرات وإكسسوارت وأحيانا تصمم ملابس.
لكن في لحظة الإفتتاح ستكون الأنظار كلها على “إيرينا كرافتشينكو”. لقد تم إبعادها عن جميع العروض السابقة لكي تكون طللتها الأولى في هذا العرض، قبل الآن مشت في عرض أزياء محلي واحد في حياتها كلها في أوكرانيا. مجموعة “وانغ” للربيع تركز على الألوان الداكنة أغلبها بالأبيض والأسود ذو طابع رياضي نوعا ما: بلوزات مبطنة، قمصان بيسبول، وفساتين مقصوصة ومخيطة بأسلاك قزحية اللون والتي تبدو مثل عظمة سمكة صغيرة. “كرافشينكو” كانت ترتدي سترة سوداء مغلقة مع سحاب بحجم عملة دولار فضية، سروال قصير، وحذاء عالي للركبة الذي يكشف عن البشرة بين الشرائط جلدية. بعد هذا العرض، سوف تذهب للقيام بعدة عروض في نيويورك( “ماك جيكوبز”Marc Jacobs، فيكتوريا بيكهام”Victoria Beckham) وحفنة من الأفضل في ميلان(“برادا”Prada، “جيل ساندر”Jil Sander، “مارني”Marni، “بوتيغا فينيتا”Bottega Veneta)، بعد ذلك ستتخرج لتصبح لاعبة أساسية في باريس(“بالينسياغا”Balenciaga،”جيفانشي”Givenchy، “شانيل”Chanel، “لوي فويتون”Louis Vuitton، “ميو ميو”Miu Miu، “فالنتينو”Valentino…) قامت “كرافشينكو” بعرض الإطلالة النهائية في”فيرسس”Versus في ميلانو وإفتتاحية “حيدر أكرمان”Haider Ackermann و”فيكتور آند رولف”Viktor & Rolf أيضاً.وبإعتراف الوكلاء المنافسين إنها عارضة الموسم الجديدة.
لكن بعد ظهر يوم السبت في نيويورك، يبقى كل هذا أمامها في المستقبل. هل تحب ما ترتديه؟ تقول بتردد “نعم، أحبه كثيرا. أنه جميل،” (” إنجليزيتي ضعيفة”) تعترف إنها متوترة. ما الذي تفكر فيه قبل إقدامها على أول خطوة كبيرة لها؟ “ساقي غاضبتين”، قالتها، مع منطق المحارب. للأمام سر.
تصوير”ماغونس أونار”Magnus Unnar