تابعوا ڤوغ العربية

رسالة في زجاجة: أمواج وبالنسياغا

message-in-a-bottle-luca-turin-reviews-florabotanica-balenciagaفلورابوتانيكا

من بالنسياغا

المكونات: القنب، قرنفل، نجيل الهند

قد يحتاج الأمر حساً لعوباً كحس أورويل لاختيار اسمٍ لعطر بمثل البساطة والأريحية الاصطناعية التي يتمتع بها اسم فلورابوتانيكا. إلا أن هذا العطر هو هو تحفة مثيرة للاهتمام لا بل مدهشة. وبدايةً، فإن فلورابوتانيكا لا يعوزه الطموح: فبدلاً من انتهاج رائحة عود الصليب المثير للعواطف والرخيص والذي يفضله الكثيرون حالياً، فإنه يحتل مساحة ثلاثية الأبعاد من حاسة الشم مع لمساته الملونة البراقة تاركاً مساحةً واسعةً فيما بينها. إن هيكلة فلورابوتانيكا هي حصيلة مرحلتين متعاقبتين من الاستخلاص، أحدها قديم والآخر حديث. أما القديم فكان في ابتكار العطر السيمفوني بطابع الأزهار والذي لا تبرز فيه أي مادة طبيعية خام، وقد ابتدأ مع عطر هوبيجانت “بيرفيوم ايديال”. والذي منحنا بعض الأشياء المدهشة ولنسمي تحفتين منه نذكر: جوي وبيوند بارادايس قبل أن تعاد صياغته. أما المرحلة الثانية من الاستخلاص فكانت في تحويل كل المستخلصات الزهرية إلى مستحضرات كيميائية نقية عوضاً عن التطور البيولوجي. وبهذا نكون الآن خسرنا كل الإشارات النباتية لصالح متعة المحاسبين وأخصائيي البشرة العظيمة، وكانت النتيجة هي أقرب للنقشات الوردية منها إلى الورود الحقيقية. وبهذه الطريقة فإن العطر يبدو رثاً ورخيصاً حتى أن أنوفنا على أثر الاعتياد به سوف تصنفه مباشرة مع منعشات الهواء في الحمام. إن فلورابوتانيكا تمكن من تحويل الرث والرخيص إلى آخر لعوب وساحر من خلال معاملة الأزهار بنفس الطريقة التي تعامل فيها فيليب ستارك مع التنجيد حين استولى على كرسي الحكم الخاص بالملك لويس السادس عشر، حين عده قطعة تذكارية وأسماه شبح: أحضروا شيئاً ليس مريحاً بالضرورة ولكن ومن دون شك يجب أن يكون حكيماً وأنيقاً.

الزهور الأثيرية

message-in-a-bottle-perfume-review-four-f-AR

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع