جور ديرميس أبسولو
من هيرميس
المكونات: زهر المشمش، ياسمسن، الورد
استند ازدهار عطور “الشاي” بعد عطر بولغري Bulgari المبتكر “أو بارفومي أو تيه فير Eau Parfumée au Thé Vert” (جان كلود إيلينا، 1993) إلى الإدراك بأنّ الشّاي يسمح باستخلاص تأثيرات عطريّة جديدةٍ كليّاً. فالشّاي يمتلك القوة الغامضة لتحويل طارد الحشرات (ايرل غراي) واللحم المدخّن (لابسانغ سوشونغ) وغيرها إلى نكهات لذيذة فخّمة. عندما تُسقِط ذلك على صناعة العطور، سيكون بإمكانك أن تعيد ذلك برخصة مفتوحة ومتى رغبت بذلك. فعندما تتوافر المهارة، تواجهك أعجوبة عطر “سي كي ون cK One”: العطر الفعّال بشكل مثير لكن الخفيف المحبّب بنفس الوقت. قدرة الشاي على ترك الأثر الشفاف بعد التجفاف تمكّن كل ذلك. وأحد أول العطور التي استثمرت ذلك بشكل كامل، كان عطر أو بارفومي خجلاً بعض الشيء هو عطر تومي جيرل Tommy Girl المذموم غالباً، والذي اعتمد على أحد تحليلات القائد الروماني العظيم قيصر حول عبق الهواء في مخزن الشاي مارياج فرير Mariage Frères في باريس. لم تفتر همّة إيلينا منذ ابتكاره الأول، ولربما كان عطر جور ديرميس أبسولو هو أفضل تعبير حتى اللحظة عن أسلوبه الخاص. يبدأ تأثير هذا العطر بنفحة من الكريفون على خلفية مجرّدة من شذا المشمش؛ ما يذكّرنا بعطر بامبلولون Pamplelune من غيرلان Guerlain، لكنّه أقلّ اكتساحاً. وعندما تتلاشي رائحة الفاكهة الحمضيّة، يستقرّ عطر جور ديرميس أبسولو إلى نسخة ملونة وبارزة من تأثير العطور الخشبية الكلاسيكية مثل ميس بالمان Miss Balmain أو أزوري Azurée (من لودر Lauder) على الزيوت العطرية. وكما هو معتاد في أعمال إيلينا، يندهش المرء من الطريقة التي يقود بها ذلك المبدع الأنف عبر كلّ تلك الرؤى، ومن الممتع أن تنقلها كلّها إلى كلمات على الورق بإعادة بطيئة. لسوء الحظ، وسواء كان ذلك يردّ إلى أسباب صناعيّة أو تنظيميّة أو خاصة بالميزانية، فإنّ العطر في مرحلة الجفاف والاستقرار يبقى ضئيلاً جداً ومخيّباً للأمل. لكنّه يبقى عطراً جيّداً رغم ذلك.
الفواكه الشفافة
