إيسونس نو.4 العود
من إيلي صعب
المكونات: العود، البخور، الفلفل
تمقت الطبيعة الفراغ، وقد تشكّلت هوة جرّاء حظر طحلب السنديان واستنزاف خشب الصندل وإتخام عشب البتشول العطري. جاء العود ليدخل معادلة العطور منتصراً، وهو المادة العطرية الرائعة والمتقلّبة التي تغطّي الدائرة بأكملها من الطبقة الأساسية الأولى وحتى جفاف العطر.
والآن وبما أنّ الجميع يستخدمه وقد خمد غبار النصر، أصبح من الممكن تمييز ثلاثة أنواعٍ من عطور العود، أوّلها “السطحية” تنشأ بالأصل عن عطر بائس كان يتلف على الرفوف بعد أن رفضه حتى أكثر الزبائن سذاجة. ليس هناك مشكلة: أضف القليل من العود الرخيص للتركيبة وأدخل كلمة “عود” في اسم العطر وامضي. انسجم هذا الإجراء مؤخراً مع الجهود الحثيثة التي بذلتها جلّ العلامات الغربية لبيع العطر لمن اخترعه العرب بنتائج هزلية. وهناك عطور العود “الكلاسيكية” ثانياً، التي تباع في العالم العربي وتمزج عادة الورود الفلورية الضخمة مع خلفية العود القاتمة لتترك أثراً بارزاً. وفي النهاية، عطور العود “الحديثة” التي تنسب إلى عطر بالنسياغا بور أوم Balenciaga Pour Homme الساحر (1990) وعطر إم7 M7 الشهير (2002). تجد مادة العود المعقدة التي قد تتراوح رائحتها دون استقرار بين العبق الزكي وبين رائحة السرداب المتعفّن مكانها ببطء ضمن هذه التركيبات الحديثة.
هذا العطر من إيلي صعب هو مثال عطور العود الحديثة. لم يسبق أن أذهلتني عطور إيلي صعب التجارية بهذا الشكل من قبل، لكنّ سلسلة إيسونسز Essences هي شيء مختلف تماماً وجدير بالثناء. إنّه خط إنتاجٍ لائق يرقى لوعوده من ناحية الجودة. يشبه عطر العود هذا الذي ركّبه المبدع فرانسيس كوركدجيان بماهيّته عطر آرماني بوا دينسينز Bois d’Encens (2004)، ويمتلك عبقاً زكياً وقدراً رافعاً من البخور وبلسم إيليمي ليوازن نزعة العود الأرضية، بالإضافة إلى بعض الطبقات الخشبية الزهرية الحصيفة المحكمة التي تذكّرنا على نحو ضعيف بعطر لوتينز الأصلي بوا دو فيوليت Bois de Violette (1992). إنّه عطر أنيق دون عيوب ويلائم الرجال والنساء، ويفضّل رشّه على القماش لصون تعقيد وانسجام طبقته الرئيسية.
العود والبخور
