كوريغان
من لوبين
المكونات: خزامي، جلد، كونياك
مثل تاجر يجلس في نهاية طريق الحرير يشاهد القوافل وهي تفرغ حمولتها لينتقي منها بضاعته، ينبغي على ناقد العطور أن يدقّق في مئات الأشياء التافهة القادمة من مصادر مختلطة بحثاً عن كنز. ونادراً بين حين وآخر ما يفتح حقل جديد لم يكن معروفاً من قبل للتجارة، يكشف عن وجوده فقط من خلال حفنة من المصنوعات اليدوية المبهمة لكن واضحة الصلة، وتطول هذه الحكاية الغريبة. كوريجان Korrigan هو العطر الرابع الذي أشعر أنه يجب أن يكون صادراً عن مملكة جبلية غير ساحلية، ورعة وبهيجة على التناوب، مثل شانغريلا الطوباوية، ويكون من تقاليدها أن يتألّف مجلس السيادة من عطّارين فرنسيين في أوائل الخمسينات من عمرهم: مارك باكستون وبرتراند دوشوفور وآنيك ميناردو وحالياً توماس فونتين. وصلنا أول ما سمعناه عن ذلك المكان الأسطوري من خلال عطر كوم دي غارسون 2 Comme des Garçons [1999] وتمبكتو Timbuktu [2004] وبعدها عطر باتشولي Patchouli من لو لابو [2006]. القاسم المشترك بين هذه العطور هو شعور عام صارم ومثير للشهية في آن واحد، يقع في مكان ما بين البخور وبين خبز الزنجبيل الذي أنتجه مخبز يعمل فيه ملائكة الساروفيم. لا تعدّ الفكرة بحدّ ذاتها جديدة كلياً، فكّروا بعطر شانيل الرائع بوا ديزيل Bois des Iles أو عطر غيرلان الفوضوي قليلاً لكن الذي لا يزال رائعاً فول دونوي Vol de Nuit. لكنّ الجديد في هذا العطر هو مزاج واضح بوضوح ليلة كثيرة النجوم جعلته المواد والبنى الحديثة ممكناً. لربما كان عطر كوريجان هو الأكثر قابلية للأكل في هذه المجموعة، وقد يكون حلواً جداً ومزبداً للبعض. أنا على سبيل المثال، وقعت في حبّه في الحال عندما شممته لأول مرة في متجر لاكي سينت في لوس أنجلوس. أعطتني البائعة عينة للشم مع نظرة تحدتني بأن لا أجده رائعاً. ليس هناك حاجة للتهديد، أيتها السيدة الشابة. لوبين، الذي كان عظيماً ثم دخل دائرة النسيان، خرج من الرماد مؤخراً. وأشعر أنّ هذا أجمل عطر ابتدعوه حتى اليوم وأنّه عطر كلاسيكيّ يناسب كلّ العصور.
البخور الحلو