ربيع وصيف 2013. هل تصدقون بأنها بدأت وكأنها أخبار الأمس؟ على الأقل هذا هو الحال في مكتب “ستايل.كوم العربية”Style.com Arabia ومن الممكن أن نفترض أن هذا هو الحال في باقي مكاتب الموضة حول العالم. في حين تبدأ رسائل مسؤولين العلاقات العامة بالتوافد إلينا، لكي تعلن عن تاريخ الجولة القادمة من عروض الأزياء، ندرك حينها بإثارة مدوخة( وبعض من التوتر فقط لأنه حقا كالسباق وماذا سنرتدي؟)، واننا ممتنون لموسم ما قبل الخريف الذي أعطانا شيئا جديداً لننظر إليه ونحن ما زلنا بالفعل نتوقع عروض الملابس الجاهزة لموسم الخريف والشتاء في فبراير.
ماذا توقعتم؟ نحن المحررين شاهدنا جميع العروض، حللنا جميع الصيحات، وخلقنا قصص لجميع الخطوط- بإختصار نحن جاهزون “للخطوة التالية”
لكن هذا ليس بشيء جديد. كما في العادة توقيت الموضة دائماً متقدم ستة أشهر من الوقت الحقيقي. موسم الخريف والشتاء يعرض في فبراير ولكن لا تنوفر في المتاجر حتى شهر أغسطس. موسم الربيع والصيف يعرض في سبتمبر ولكن المجموعات تصل الى المتاجر في فبراير. أما موسم ما قبل الخريف والريزورت يعرضا في ديسمبر ويناير ولاحقاً في مايو ويونيو.
ولكن الأن، يبدو أن المشترين يريدون اللحاق بالمحررين، ونحن هنا لا نتكلم عن هؤلاء المشترين ( تعرفونهم- القادرين الذين لديهم ميزانيات ضخمة ويقررون أي مجموعة تذهب لأي متجر) لا، نحن نتكلم عنكم.
عروض الأزياء في وقتها الحقيقي، انستقرام، التغريدات، المدونات، صفحات الانترنت مقابل المجلات المطبوعة_ ليست أخبار جديدة أن التكنولوجيا غيرت وجه الموضة للأبد; فقط الأن، أنت، المستهلك أخذ كفايته من اللإنتظار في الهامش، يكفي كتابة تقارير وشرح أراء في خمسون سطر من التعليقات على مدونة لن يقرأها أحد(حقيقة، سوف تتفاجأ) إتضح أنه، كل الإثارة والحديث الذي نبتكره ونقوم به نحن المحررين، المدونين، “فتيات المجتمع الراقي”It Girls، والمصورين حول، هذا الفستان، هذا الأكسسوار، وذلك، “حياتك لن تكون كاملة اذا لم تحمل الكمبيوتر المحمول في تلك الحقيبة” إنها فعالة. تريد أن تشتري وتريد أن تشتري الآن.
نصل إلى جنية الموضة السحرية، “أشلوغ ماغنوسدوتير”Aslaug Magnusdottir الحاصلة على شهادة إدارة الأعمال من جامعة هارفرد التي بكل تأكيد ساهمت في تحريك العجلات أسرع من أي شخص آخر. أدخلت عبقريتها وإن لم تكن فكرة واضحة للشريكة المؤسسة لشركة “مودا أوبيراندي”Moda Operandi، الماركة التي سمحت لنا بالشراء من على خشبات عروض الأزياء مباشرة. لكن هل هذا كاف؟ يبدو أنه لا يكفي، لأن “ستايل.كوم” أطلق خدمة الحصول الفوري من على الموقع. التعبير الصحيح، ” أعجبتك؟ أحصل عليها فوراً”. دخل ثلاثة من أكبر الأسماء في عالم الموضة في شراكة مع “ستايل.كوم”Style.com لتقدم لكم آخر الإصدارات المحدودة وآخر المجموعات الحصرية لموسم ربيع 2013، قبل نزولهم للمتاجر بأشهر عديدة.
“أحصل عليها قبل شهور من إطلاقها في المتاجر” “هذا ما أريده” هذا ما تصرخ به من على سطح منزلك.
ماذا يعني كل هذا في المخطط الكبير للأمور؟ هل سنقوم بإختلاق الفوضى لتدمير مخزن التوزيع؟ على الأغلب لا. أمثال هذا النظام المتحرك واضحة جداً كما لو حصلت فرنسا على حكومة اشتراكية… لحظة، نحن لن نتحدث عن السياسة. الفكرة هي، توقع أن تجربة التسوق من على الانترنت تستمر في الاسراع وتطور حتى تزيد المنافسة فيها. ونحن لا نشير هنا الى وقت التسليم. لا، هذا يرجع للعلم. الأن عندما تضغط على الزر للشراء تجد ساعي البريد يرن جرس باب بيتك مع كل مشترياتك مغلفة بخبرة ومعطرة بأحدث عطر مستخرج من فراشة غريبة في المكسيك. ما نعنيه هو أن أصبح وقت التسليم من لحظة ما تعرض القطعة على خشبة العرض حتى تصل الى داخل خزانتك قصيراً جداً. وهذه أخبار جيدة فقط لك. اذا أردت أن ترى قطعة ما من وراء نافذة العرض، سوف تصل الى معرض الموضة.( ممكن أن نقترح لك معرض “فالنتينو ريتروسبيكتيف”Valentino Retrospective في “سومرست هاوس”Somerset House في لندن)
وفي غمضة عين، ستقوم بشراء ما يخبرك به العاملون في صناعة الموضة عن ما يفكر فيه المصممين لتصميم مجموعاتهم المقبلة. فكرة طموحة؟ جريئة؟ لا، إنه واقع جديد في عالم الموضة. خذه أم أتركه، ولكننا نتوقع بأنك ستأخذه.