تابعوا ڤوغ العربية

غرفة تخص المرء وحده

قبل مئة عامٍ تقريباً، حلِمت شابةٌ لندنية مشهورة بغرفة خاصةٍ بها. لكن الزمن يتغيير والأحلام بدورها تتعاظم. وفي تصريح باربرا كاساسولا، المصممة البرازيلية المولد والتي تعمل حالياً في لندن: “لطالما أردت منزلاً كبيراً مع غرفة زرقاء وأخرى حمراء ..” ولقد تحقق لها هذا فجأةً كالحلم عبر دعوةٍ للتقديم في بيتي أومو ورعاية بتمويلٍ صغير من المهرجان. قامت المصممة بتقسيم البنية المتداعية والمبهرة في الوقت عينه لاستديو “فيا ديللو”، الواقع خارج نطاق المركز التاريخي للمدينة مباشرةً وعلى بعد خطواتٍ من الدومو، محوّلةً المكان إلى شقّةٍ لا تشبه سوى ما نشاهده في الأحلام تحت تأثير الحمّى. إحدى الغرف كانت بلون الفوشيا الرائع اتصلت عبر ممشى عريض طويل بغرفة أخرى زرقاء بطيف من التيل. وملأت الشاشات كل مكانٍ بدلاً من النوافذ والتي عرضت فيلماً قصيراً مستوحى من أسلوب نوفيل فوغ من ابتكار كاساسولا مع ماري شولر وجيمي بوخرت من “شو ستوديو” (في الأسفل). بوخرت هي ملهمة لكاساسولا  أما عن المكان فأشارت المصممة إليه “هذا منزلها”.  كان الطابع في الفيلم يشبه جداً اختلاس النظر من وراء الستائر. (ونعترف أن هذا قرار نبيل ويدعو للتساؤل بعض الشيء حول قيام مصممة بصناعة فيلم مكرّس لعرض مجموعتها الخاصة).

كانت المجموعة التي عرضتها كاساسولا في غرفها الجديدة في الواقع، الأولى لها كمجموعة لما قبل الخريف لكنها لم تستسغ فكرة المجموعة الكاملة المكرسة لتسويق إطلالاتت عرض الأزياء الخاصة بها. وبدلاً عن ذلك اعتبرتها مجموعةً مختصرةً، لما دعته الأزياء الرجالية من أجل النساء. لقد كان تغيّراً واضحاً بعد أن اشتهرت بفساتينها بشكل أساسي. لكن وكتجربة أولى أتت بالفعل كعرض قوي، خصوصاً أنها قامت بها في مهرجان الرجال. وقامت بتطوير الأقمشة خصيصاً، مثل الأصواف والحرائر الصوفية والكادي ، لصناعة بذلات أحادية اللون بسترات مربعة الشكل وبنطلوناتٍ مكسّرة بعمق بأسلوب بلاز والمصممة بعناية لتحافظ على الخطوط الصارمة التي تفضلها المصممة لكنها طيعة بما فيه الكفاية لتتأرجح كالتنانير أثناء سير عارضاتها بين الغرفة الوردية وحتى الزرقاء. وتم ارتداء كلّ شيء على الأجسام مما منح جاذبيةً مختلطة لا ترتبط عادةً مع الخياطة. كان هناك عددٌ قليلٌ من الفساتين و تعابيرٌ أقلّ صلة بطابعها عن الملابس الرجالية للنساء مثل الأوفرولات التي احتوى ظهرها على فتحاتٍ على شكل ياقات، في حين ارتدت كاساسولا نفسها بذلة من تصميمها الشخصي (الأمر النمطي باعترافها) بإشارة إلى ولائها في هذه اللحظة على الأقل.

قد يبدو مصمموا أزياء النساء خلال بيتي أومو ضائعين وسط الحشد الغير مألوف من المشترين والمحررين لأزياء الرجال، لكن كاساسولا ليست غريبة على فلورنسا أبداً. فقبل إطلاق علامتها كانت قد عملت لروبيرتو كافالي وهي تقوم بإنتاج مجموعتها الخاصة هنا. وعبرت المصممة مبتسمة: “قمت بإيجاد المكتب كله، كلّ خيّاطاتي ومفصليّ الملابس لديّ هنا.” وهكذا عجّ العرض بالأصدقاء. لقد أرادت منزلاً فحصلت بالنهاية على  بيت دافئ.

 

ماثيو شنير، ستايل.كوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع