يحتاج الأمر إلى امرأة قوية لتقول لا “لهيلمت نيوتن Helmut Newton” وذلك ما فعلته فريدة خِلفة. لقد كانت منشغلة للغاية بعملها كراقصة في “لو بالاس Le Palace” بباريس، والعمل كحافظة للنظام في “ليه بان دوش Les Bains Douches” في أواخر السبعينيات. وقد صرح صديقها وجارها لفترة من الزمن “كريستيان لوبوتان Christian Louboutin” (وقد عاشا معًا فترة في منزل والديه): أتذكر أن “فريدة” لم تحاول أبدًا متابعة أي عرض يقدمه “هيلمت نيوتن” ولم تطرح تساؤلات عنه وقد تكرر ذلك أكثر من مرة. وكان يتحتم عليها الاستيقاظ مبكرًا جدًا ولم نكن مهتمين آنذاك بهذا الأمر”. لقد عاشت “خِلفة” الشبيهة بالتمثال حياة المرأة السيئة السمعة. لقد اكتشف مصمم الأزياء “فريدريك لوركا Frédérique Lorca” من استوديو “غالوتييه Gaultier” تلك الفتاة الفرنسية الجزائرية الأصل عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها وكانت تعمل آنذاك في “لو بالاس” حين عَرض عليها العمل كعارضة أزياء. وتقول عنه: “لم أكن أعلم من هو، ولكن ذلك كان بمثابة الحب من أول نظرة”. وتلك هي القصة الشائعة التي كانت “فريدة” بطلتها. لقد ظلت مصدرًا لإلهام “غالوتييه” وكانت العارضة المفضلة لديه لسنوات طويلة، ولكنه لم يكن الشخص الوحيد الذي يذوب في سحرها، فقد التقت لاحقًا بالمصور الفرنسي الشهير “جون بول جوود Jean-Paul Goude” وبعد فترة قصيرة انتقلت للحياة معه وأصبحت من مصادر إلهامه الرئيسة أيضًا. ثم تعرفت عن طريقه على “عز الدين علايا” الذي قدمها في عروضه التقديمية الزاخرة بأشهر العارضات خلال فترة الثمانينيات وظل صديقًا مخلصًا لها وداعمًا لها منذ ذلك الحين.
لقد وجدت “خِلفة” طريقها في العديد من الأعمال ذات الصلة بالأزياء، حيث تدرجت من عارضة أزياء إلى ملحق إعلامي ثم مساعد، كما اشتركت في تمثيل أفلام سينمائية (حيث عملت كعادتها مع أفضل من يعملون في هذا المجال: “روبي جريليه Robbe-Grillet”، و”شنابل Schnabel”، و”برياه Breillat”) وبعدها اتجهت إلى الإخراج. وتعد “فريدة” نفسها الآن لتحمل مسؤوليات المتحدثة الرسمية باسم دار أزياء “شياباريلي Schiaparelli” بعد إعادة أحياؤها، حيث اختارها شخصيًا لهذا المنصب المالك الجديد للدار “دييغو ديلا فالي Diego Della Valle” (بعدما قدَّر أناقتها العصرية ونشاطها وحماستها؛ كما صرح مؤخرًا). ستكون “فريدة” بحكم منصبها الجديد في استوديو أزياء “شياباريلي” الرئيس في “ساحة فاندوم meôPlace Vend”. لقد بدأ مشوارها المهني من فتاة دون السن القانونية تعمل في وظيفة دنيا حتى وصلت إلى أرفع مرتبة في عالم الأزياء الراقية: ألا يُعد ذلك مذهلًا! تلك هي الكلمات الصحيحة التي تصفها بالفعل، كما أنها الكلمات المفضلة لدى “شياباريلي” ولكن ليس ثمة صلة بينهما.