عمل باري إيفرسون كصحفي مصوّر لمجلة تايم Time لمدة ربع قرن، ليغطي الأحداث التي غيّرت وجه الشرق الأوسط للأبد، بما فيها اغتيال الرئيس المصري أنور السادات والكوارث الإنسانية وتداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وعلى الرغم من أنّ إيفرسون أمريكي المولد، فإنّ حياته كانت عربون ثناء لمصر، حيث عاش وكتب وصوّر هناك لمدة عقود.
يعدّ معرض “ذا تور The Tour” متأثّراً بشدّة بالصور من سينما القاهرة الكلاسيكية والبطاقات البريدية القديمة وأرشيف المصوّر الواسع من صور القرن التاسع عشر والقرن العشرين. ويعتبر إيفرسون هذه السلسلة “وثائقية خيالية”، وهو مصطلح متناقض يطلق عادة على الأفلام التي تعيد سرد قصة الماضي عبر إدراج شخصيات خيالية في فترة زمنية منصرمة.
ألّف إيفرسون سيرة ذاتية عن المصور الأسطوري الأمريكي-المصري فان ليو، والذي كان في ذروة نجاحه الفنان الذي يقصده الجميع من ممثلات ومشاهير وشخصيات عامة لالتقاط الصور الشخصية في منتصف القرن العشرين. تأثير ليو واضح في “ذا تور”، الذي يستخدم التقنية الرقمية الحديثة ليقحم الصور الشخصية الكلاسيكية في مشاهد معاصرة من الشارع المصري.
وتتطلع أعمال إيفرسون إلى الرؤية الغربية الاستشراقية للمنطقة (المبالغ بها والمبالغ في تسويقها من قبل العديد من الفنانين االغربيين) من منظور رومانسي. لكن من خلال وضع القديم إلى جانب الجديد، يدعو إيفرسون الزوار إلى تأمل التغيّرات التي طرأت على الثقافة والبنية التحتية في مصر على مدار القرن الماضي. فمن السهل بالفعل أن تتيه في تخيل كيف انتهت الطريقة التي كان يحب بها المصريون العاديون النساء المحتجبات بالكامل في ثمانينات القرن التاسع عشر في صورة (الإطلالة من قصر الجوهرة The View from Gawhara Palace) بأفق القاهرة الضبابي في ثمانينات القرن العشرين، أو ما هو الشيء الذي يتجه السيد الذي يرتدي قبعة الفيدورا والشارب المشذب ليشتريه من السوق الباهت. سيقام هذا المعرض الفردي في صالة سلطان غاليري Sultan Gallery في الكويت، والتي عملت منذ أكثر من أربعين عام على تشجيع المناظرات والنقاشات حول مواضيع الفن والثقافة العربية المعاصرة.
يستمر معرض “ذا تور The Tour” حتى الثاني عشر من يونيو في سلطان غاليري في الكويت.
دانا لورش
