ما هي الطريقة لصنع فيلم وثائقي عن رجل لا توجد له صورة واحدة؟ ذلك هو التحدي الذي واجهته صانعة الأفلام أليسون شيرنيك أثناء صنعها لفيلم ‘الفنان غائب – The Artist Is Absent’، وهو فيلم وثائقيّ قصير لمدة 12 دقيقة يدور حول مارتا مارجيلا ودار أزيائه، والذي سيعرض للمرة الأولى خلال مهرجان تريبيكا السينمائي هذا الأسبوع. أما حل شيرنيك لمشكلة عدم لقاءها أو مقابلتها أبداً لموضوع فيلمها فكان في قص ولصق مقاطع من عروض أزيائه معاً مضيفة إليها الموسيقى التجريدية ومقابلات مع ضالعين في الصناعة من أمثال راف سايمونز وجان بول غوتييه وسوزي مينكيس.
ومن أبرز لحظات سيرة مارجيلا المهنية التي تناولها الفيلم القصير كان ضمه باعتباره “العضو السابع” من سداسي أنتويرب (حيث أن الستة كانوا من زملائه في الكلية الملكية للفنون الجميلة) وكذلك دوره البارز في وضع بلجيكا على خارطة الأزياء خلال الثمانينيات والتسعينيات. وفي حين أن مارجيلا لم يكن واضع التفكيكية، إلا أنه كان أول من جعل ملامحها “قابلة للتصديق”، كما قالت سوزي مينكيس في الفيلم، وذلك عبر إعادة تشكيل المواد المتلفة كالبلاستيك والأزياء المستعملة لابتكار أزياء راقية حقيقية.
كما أنه قام أيضاً باكتساب الشهرة محتفظاً بسريته ليس فقط عبر إخفاء مظهره عن الصحافة، بل أيضاً من خلال توظيف تقنيات مشابهة مع عارضاته، اللواتي عادة ما ظهرن مرتديات لأقنعة من نوع ما لإخفاء هوياتهن (وهو إجراء يقال بأنه قد نبع جزئياً من عدم قدرة مارجيلا على تحمل تكاليف حقوق صورهن من أجل ملفات مجموعاته الصورية). وضمن عصر غدا فيه المصممون أبطالاً وعارضات الأزياء الرائدات رائدات فعلاً، إن نبذ مارجيلا للعلنية لم يفد سوى بدفعه ودفع تصاميمه نحو بقعة الضوء أكثر فأكثر.
ويجسد فيلم شيرنيك أيضاً نوعاً من لحن الوداع للمصمم الذي غادر داره التي تحمل اسمه عام 2008. أما هذا العام، فقد شهدت علامته ولادة جديدة تحت الرؤية الإبداعية لجون غاليانو، والذي عرض أول مجموعاته من الأزياء الجاهزة و الأزياء الراقية تحت راية علامة مارجيلا، ليؤكد أخيراً ختام حقبة مارجيلا الرجل.
_أوستن روزنفيلد، ستايل.كوم